رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مزارات عالمية.. المشروعات التنموية تحقق حلم النهوض بالمدن الساحلية

المدن الساحلية
المدن الساحلية

- التطوير يستهدف استيعاب الزيادة السكانية خلال الـ40 عامًا المقبلة

- ملياران و330 مليون جنيه تكلفة مدينة رفح الجديدة وتضم 626 عمارة

- إقامة «سلام» شرق بورسعيد على مساحة 25 ألف فدان كعاصمة اقتصادية

- الإسماعيلية الجديدة تستوعب ٢٥٠ ألف نسمة وإنشاء مناطق خدمية فرعية لكل حى سكنى بها

- بئر العبد الجديدة تحتوى على 16.5 ألف شقة إلى جانب الإسكان البدوى

١٠٥٠ كيلومترًا هو طول شواطئ مصر على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ونطلق عليها اسم «الساحل الشمالى»، وتبدأ من رفح شرق سيناء وصولًا لـ«سيدى برانى» ومعبر السلوم غربًا، واعتبرها المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية لمصر ٢٠٥٢، ضمن أبرز الأولويات، وجرى تقسيمها لمنطقتين، شرقية وغربية.

ويهدف المخطط الاستراتيجى إلى تحويل الساحل الشمالى لمزار سياحى عالمى، يضم كل أنشطة الجذب أيًا كان نوعها، ومن ناحية الغرب يشمل من بعد بورسعيد: دمياط الجديدة والمنصورة الجديدة ورشيد الجديدة، ومن بعد الإسكندرية التاريخية ومنطقة الساحل الشمالى المعروفة: العلمين الجديدة وصولًا لرأس الحكمة، ومن بعدها مطروح الجديدة حتى سيدى برانى، وكلها مناطق أسندت ولايتها لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وبدأت تنميتها بقرارات جمهورية أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب توليه مقاليد الحكم فى البلاد.

أما من الناحية الشرقية لساحل مصر الشمالى، فتضمنت جهود التنمية فى سيناء: بناء مدينة رفح الجديدة وبئر العبد الجديدة والإسماعيلية الجديدة، وبالطبع كان لدى الدولة المصرية تحدٍّ كبير فى هذا الشأن، وهو توفير مياه الشرب لهذه المدن، غير أن المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية لمصر جاء بفكرة توفير المياه لهذه المدن من خلال إنشاء محطات تحلية مياه البحر.

وكان هناك تحدٍّ آخر، وهو توفير مياه رى الزراعات، فكانت فكرة إنشاء محطات إعادة تدوير مياه الصرف الصحى ثلاثيًا، لتروى كل الزراعات، بخلاف تنفيذ مشروعات البنية التحتية بمختلف أنواعها، وفقًا لتكنولوجيات المدن الذكية.

ووصلت نسب تنفيذ المشروعات بمدينة شرق بورسعيد «المدينة المليونية»، مراحل متقدمة جدًا، وهى تنفذ كمدينة سكنية وسياحية وصناعية وخدمية، وتقابلها مدينة غرب بورسعيد.

 

اللواء محمد عبدالفضيل شوشة: إنشاء 3 مدن جديدة فى شمال سيناء 

عن تفاصيل مدن المنطقة الشرقية من الساحل الشمالى، كشف اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، عن أنه يجرى إنشاء ٣ مدن جديدة على أرض محافظته، من بينها مدينة رفح الجديدة، بتكلفة مليارين و٣٣٠ مليون جنيه، وتتكون من ٦٢٦ عمارة سكنية و٤٠٠ بيت بدوى ومنطقة خدمات مركزية.

وأضاف «شوشة»: «هناك أيضًا منطقة خدمات فرعية، تضم مستشفى سعة ٤٠ سريرًا ومسجدًا سعة ١٠٠٠ شخص ودار مناسبات ونقطة شرطة ونقطة إطفاء ومكتب بريد وسنترالًا ومخبزًا ومحطة أتوبيسات مركزية ومحطة وقود وناديًا رياضيًا واجتماعيًا وسوقًا تجارية ومجمع مدارس للتعليم الأساسى والفنى ودار حضانة ومساجد سعة ٢٠٠ مصلٍ لكل مسجد ومجمع محلات تجارية ووحدة إنتاج خبز».

وتابع: «كما يجرى العمل على بناء ١٨٨ عمارة مرحلة ثانية، من أصل ٦٢٦ عمارة سيجرى إنشاؤها فى رفح، هذا بخلاف البيوت الخاصة بأهلنا البدو، والتى يفضلون تصميمها، وعددها ٤٠٠ بيت بدوى».

وأشار إلى أن مدينة رفح الجديدة صدر قرار رئاسى بإنشائها على مراحل، وتم بناء ٤١ عمارة، وتشطيبها بنسبة ١٠٠٪، ثم ٤٣ عمارة تم تشطيبها بنسبة ٨٠٪.

وتابع: «يجرى إنشاء مدينة (سلام) شرق مدينة بورسعيد، على مساحة ٢٥ ألف فدان، والتى ستكون عاصمة مصر الاقتصادية، وتتضمن المرحلة الأولى للمشروع إنشاء ٤ آلاف و٣٤٠ وحدة إسكان اجتماعى و٤ آلاف و٨٨٩ وحدة إسكان متميز، وبلغت نسبة التنفيذ أكثر من ٧٠٪، وتعد أول مدينة مليونية فى سيناء، وتضم حى مال وأعمال على غرار حى العاصمة الإدارية».

وأوضح: «تتضمن المدينة العناصر الرئيسية بالعاصمة الاقتصادية، ومنها ميناء تجارى دولى والمنطقة الصناعية الحرة ومركز التجارة والأعمال الذى سيضم الشركات والبنوك العالمية، ومركز الأبحاث الذكية والجامعات والمدارس العالمية، والمدينة الطبية ومراكز الأبحاث الطبية، ومطارًا دوليًا ومحوريًا، والأحياء السكنية ستكون بمعايير عالمية».

وقال: «هذا إلى جانب إنشاء مدينة بئر العبد الجديدة على مساحة ٢٢٦١ فدانًا، على شاطئ الرواق ببئر العبد، وتضم ١٦ ألفًا و٥٩٤ وحدة سكنية، تتراوح مساحتها ما بين ١٠٠ و١٥٠ مترًا مربعًا، بجانب وحدات للإسكان البدوى ومنطقة استثمارية تبلغ ٥٤٣ فدانًا، فضلًا عن دور العبادة والمدارس والوحدات الإدارية».

وأضاف المحافظ: «مدينة بئر العبد الجديدة تعد ثانى المجتمعات العمرانية الجديدة بشمال سيناء، عقب المدينة المليونية الجارى إقامتها على حدود محافظة شمال سيناء مع محافظة بورسعيد».

ولفت إلى أن مدينة الإسماعيلية الجديدة تقع على الشاطئ الشرقى لقناة السويس الجديدة، بواجهة ١١ كم، وتتكون من ٦ أحياء سكنية بنسبة بنائية لا تزيد على ٢٠٪ مع استغلال باقى المساحات لمسارات الحركة ومناطق انتظار السيارات والمسطحات الخضراء، وجرى تخطيط المدينة على مساحة ٢٫٨٢٨ فدان، لتشمل ٥٢ ألف وحدة سكنية بمساحات متنوعة، تستوعب حوالى ٢٥٠ ألف نسمة، فضلًا عن إنشاء مناطق خدمية فرعية لكل حى سكنى، كما تتوسطها منطقة خدمات مركزية تخدم جميع الأحياء، وتشتمل على مجمع طبى ومنشـآت خدمية حكومية ومسجد وكنيسة، إضافة إلى مجمع شرطى، وتم إنشاء ٣ أندية اجتماعية ورياضية وترفيهية.

ولتأمين إمداد المدينة بالمياه، تم إنشاء محطة ترشيح للمياه غرب قناة السويس بطاقة ٢٠ ألف متر مكعب/ اليوم، وتم افتتاح المرحلتين الأولى والثانية للمدينة، بإجمالى ٣٢ ألف وحدة سكنية، وجارٍ العمل فى المرحلة الثالثة بإجمالى ٢٠ ألف وحدة، ليصل الإجمالى إلى ٥٢ ألف وحدة طبقًا لما هو مخطط.

خالد شعيب: المجتمعات الجديدة التى جرى تخطيطها فى مطروح تشمل جميع المكونات المطلوبة

أما الجهة الغربية لساحل مصر الشمالى، فحدد المخطط نطاقها من العلمين وحتى السلوم، لمسافة نحو ٥٠٠ كم، بنطاق وظهير صحراوى يمتد فى العمق لأكثر من ٢٨٠ كم، ليشغل مسطح نحو ١٦٠ ألف كم٢ تقريبًا، وتعود أهمية هذا النطاق التنموى إلى تفرده وتميزه فى أنه يحظى بكل موارد ومقومات التنمية الموزعة بكل أنحاء الجمهورية، لتتركز فى مكان واحد هو الساحل الشمالى الغربى وظهيره الصحراوى. 

وفقًا للمخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية لمصر ٢٠٥٢، تعد مدينة العلمين الجديدة درة مدن التنمية الجديدة للساحل الشمالى الغربى، وبوابة مصر الجديدة بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا.

وبحسب المخطط، ستتحول مدينة العلمين الجديدة لمحافظة مستقلة بحدودها التى تتوسع شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا من نقطة تواجدها، إذ حباها الله بواجهة شاطئية فريدة تتميز بمياهها الزرقاء ورمالها الذهبية الناعمة، والمقصود اصطلاحًا بالساحل الشمالى الغربى ما كان يعرف بـ«ساحل مريوط»، وهو الجزء الواقع غرب الإسكندرية مرورًا بالحمام والعلمين وسيدى عبدالرحمن والضبعة وفوكة ورأس الحكمة ومرسى مطروح والنجيلة وسيدى برانى حتى معبر السلوم.

وتستهدف مصر من تنمية الساحل الشمالى الغربى فقط استيعاب الزيادة السكانية خلال الـ٤٠ عامًا المقبلة، والتى تقدر بحوالى ٣٤ مليون نسمة، كما ستولد المشروعات التى تنفذ وفقًا للمخطط نحو ١١ مليون فرصة عمل، حتى سنة الهدف ٢٠٥٢، إضافة لقيام الحكومة بترسيم الحدود المستقبلية لمحافظات الجمهورية، والذى يتضمن إضافة محافظة العلمين التى ستضم «العلمين الجديدة والقديمة والضبعة والحمام وفوكة»، وكانت الأخيرة تابعة لمحافظة مطروح.

وتقترب مساحة مدينة العلمين حاليًا من مساحة العاصمة الإدارية الجديدة، بعدما أصبحت حاليًا ١٥٠ ألف فدان، بعد أن كان أول قرار جمهورى لها بمساحة ٥٠ ألف فدان، ولأن التنمية هناك جرت بسرعة غير مسبوقة؛ يجرى باستمرار تحديث المخطط الاستراتيجى للتنمية العمرانية، لذا أضيف لها ٥٠ ألف فدان مرتين فأصبحت ١٥٠ ألف فدان حاليًا.

وكشف اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، عن أن المدن الجديدة- مثل مدينة رأس الحكمة الجديدة- جرى تخطيطها بحيث تشمل جميع المكونات للمدن العصرية الحضارية المتقدمة، من عمارات ومدارس ومستشفيات وجامعات ومكاتب بريد وملاعب وبنية تحتية كهرباء وطرق ومياه وغاز طبيعى على أعلى مستوى، ما يتماشى من التطور الكبير الذى يجرى الآن فى العلمين الجديدة والمدن المصرية الجديدة التى تتبناها القيادة السياسية للنهوض بالدولة فى التنمية الشاملة.

وأضاف أن الدولة تنتهى من مدينة تلو الأخرى، ويجرى العمل على قدم وساق حاليًا للانتهاء من مدينة العلمين الجديدة، ومشروعات الكبارى والمحاور والطرق الجديدة على الطريق الساحلى «مطروح - الإسكندرية»، وسيتم الانتهاء منها والانتقال للمدينة الأخرى وهى رأس الحكمة الجديدة، والتى بدأ العمل بها بالفعل بتمهيد المرحلة الأولى والتجهيز للمواقع المختلفة للإنشاءات خلال الأيام المقبلة، ويعقبها مرسى مطروح الجديدة، والاتجاه ناحية الغرب النجيلة وبرانى والسلوم الجديدة، فهى مستقبل الأجيال المقبلة.

وأكد أنه جرى وضع رؤية شاملة لهذه المناطق لتنميتها بما يتماشى مع طبيعة كل مكان، فالسلوم غير رأس الحكمة لموقعها فى منطقة حدودية، ومن الممكن إقامة مناطق لوجستية ومنطقة تجارة تخدم الجانب الليبى وشمال إفريقيا.

وأكد المهندس وائل سمير، رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، جاهزية المرحلة الأولى بالكامل من مشروع مدينة العلمين الجديدة، للافتتاح، وأنه يجرى تجهيز المناطق المقرر إقامة الاحتفالات بها، غير أن الموعد لم يحدد بعد.

وتم تخطيط وإنشاء مدينة العلمين الجديدة كمدينة متكاملة تتوفر فيها كل الخدمات، ولن تكون مدينة صيفية فقط، ولكنها مدينة تعمل على مدار العام كله، وتضم المرحلة الأولى منها ١٨ برجًا تحت الإنشاء، وتم الانتهاء من ١٥ برجًا، وهى فى مراحل التشطيب النهائية، وتم الانتهاء أيضًا من إنشاء ٧ كيلومترات من الكورنيش بالخدمات به، وجارٍ العمل على تشطيبات منطقة المدينة الترفيهية والمول التجارى.

وفى المنطقة الجنوبية من مدينة العلمين الجديدة، توجد وحدات الإسكان الاجتماعى والمميز، وتم الانتهاء من ٢٠٠٠ وحدة، وجارٍ العمل على ٤٥٠٠ وحدة تابعة لـ«سكن مصر»، كما تم البدء فى تنفيذ الـ«داون تاون»، ووضع حجر الأساس لـ٥ أبراج جديدة، كما يتم تجهيز كورنيش كامل على البحيرات الطبيعية على ساحل مدينة العلمين.

منطقة استثمارية سياحية سكنية خدمية صناعية بغرب كفرالشيخ وطرح وحدات سكنية للشباب

وكشف المخطط الاستراتيجى أيضًا عن المشروعات المقرر تنفيذها حتى الآن على ساحل البحر الأبيض المتوسط «شمال غرب محافظة كفرالشيخ»، بطول ٢٢ كم وعرض يصل إلى ٢.٥ كم، أى ما يقرب من ١٠ آلاف فدان، ليكون الساحل الغربى لمحافظة كفرالشيخ منطقة متكاملة استثمارية سياحية سكنية خدمية صناعية.

ومن المقرر أن تشمل منطقة ساحل كفرالشيخ مناطق صناعية ولوجستية وميناء رئيسيًا متعدد الأغراض ومركزًا للحرف والصناعات اليدوية ومدينة أوليمبية، إضافة إلى مدينة سكنية متكاملة المرافق والخدمات وطرح وحدات سكنية للشباب وإنشاء سكن اجتماعى، إضافة لإنشاء منطقة صناعية متطورة للصناعات الصغيرة والمتوسطة ومنطقة معارض مفتوحة للتسويق.

ومن بين مدن الساحل الشمالى الغربى مدينة المنصورة الجديدة، التى افتتحها الرئيس السيسى قبل أسابيع، والتى تضم حاليًا ١٩ ألف وحدة ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعى ذى الطابع الساحلى المميز، والذى يتكون من ٥٨ عمارة سكنية، بإجمالى ١٣٩٢ وحدة سكنية، إضافة إلى مشروع «سكن مصر» ومشروع «جنة».

وتم الانتهاء من المرحلة الأولى لمدينة المنصورة الجديدة على مساحة ٢٦٣ فدانًا، والتى تتكون من ٤ مراحل، وتتميز بوجود جميع المشروعات السكنية التى تناسب كل فئات المجتمع، حيث تضم مشروع الفيلات الذى يتكون من ١١٤٩ فيلا، بإجمالى ٢١٠٣ وحدة، تغطى جميع أنواع الفيلات، سواء المودرن أو الكلاسيك، بمختلف المساحات.

ويوجد بالمدينة أيضًا مشروع الكورنيش أو الممشى السياحى الذى يتم تنفيذه على طول ١٥ كيلومترًا من ساحل البحر المتوسط، وهو أحد المشروعات الترفيهية التى تخدم روادها وقاطنيها، والمدينة جاهزة للسكن الآن، ويوجد بها جميع الخدمات والمرافق، و٣ مدارس، بخلاف مدرسة دولية تعمل حاليًا، كما يتوفر مركز طبى و٨ أسواق، تتكون كل سوق من عدد ٧ محال وصيدلية. وتصنف مدينة المنصورة الجديدة، كإحدى مدن الجيل الرابع، وتم تنفيذها بمنطقة وسط الدلتا، وتتميز بموقعها الجغرافى الذى يتوسط ٣ محافظات، وهى الدقهلية وكفرالشيخ ودمياط، على مساحة إجمالية بلغت ٧٢٠٠ فدان تستوعب ٧٠٠ ألف نسمة.