رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحش الشاشة فريد شوقي يعترف: «خنت صديقي»

فريد شوقي
فريد شوقي

شرير الشاشة وملك الترسو فريد شوقي يعترف، في مقال تحت عنوان "خنت صديقي"، والذي نشر بمجلة الكواكب المصرية، بأنه خان أقرب أصدقائه مع ابنته.

ويستهل فريد شوقي مقاله: دعاني صديق من الفنانين المعروفين، لقضاء عدة أيام في عزبة ثري من الأثرياء المعروفين تربطه به صداقة قوية، وكان هذا الثري مغرما جدا بالموسيقى، تزود بالكثير من فنونها، وتذوق الكثير من روائعها في أوروبا خلال رحلاته العديدة، ولعل هذا سر امتلاء قصره الريفي بالتحف الغالية من الآلات الموسيقية، بل لعل هذا السبب هو الذي دفعه إلى تنشئة ابنته الوحيدة تنشئة موسيقية حتى شبت فنانة تعشق الموسيقي وتجيد عزف الروائع الموسيقية.

ويتابع “شوقي”: وكان الرجل الثري يعقد على ابنته هذه وكانت وحيدته، كل آماله في الحياة، كان يحبها إلى درجة الجنون، وكانت الفتاة كلما نضجت كلما تأصلت في نفسها موهبتها وحبها للجمال، وآثرت أن تعيش مع والدها في الريف وبين جماله الطبيعي الساحر.

ــ سر إعجاب فريد شوقي بابنة صديقه

ويلفت “شوقي” إلى: وكان من الطبيعي جدا أن أصبح موضع اهتمام الفتاة. كنت أقرب الرجال الثلاثة إلى سنها، فقد كان والدها بالطبع شيخا وكذلك كان الصديق الفنان، ولا أدري لماذا آثارت الفتاة اهتمامي منذ البداية، كانت كلما جلست إلى البيانو لتعزف قطعة موسيقية، كنت أشعر بانجذاب غريب يجعلني أقترب منها وأربض بجوارها وقد استغرقتني الموسيقي، وكان والدها يبدو مرتاحا كلما رآني هكذا، وكانت تريحه أكثر تلك الابتسامة السعيدة التي تتألق علي وجه ابنته كلما وقفت تتحدث إلي.

وتوطدت بيني وبين الفتاة أواصر صداقة كبيرة، وذات يوم، وكانت الليلة مقمرة ساحرة، خرجت أنا والفتاة نتريض وسط الحقول المحيطة بقصر والدها، وكان من الطبيعي جدا أن يأخذنا السحر المحيط بنا ويوقظ في قلب كل منا أحاسيس مرهفة، وتصارحنا بالحب، وتكررت جولاتنا الليلية بعد ذلك.

ويضيف وحش الشاشة فريد شوقي: وشعرت بالدماء تفور في جسدي كله، وأحسست بالرغبة العنيفة تجتاحني، شعرت برغبة عنيفة في أن أتملك هذه الفتاة المحبوبة، ودعوتها في أعقاب جولتنا الليلية إلي حجرتي لنستأنف حديثنا العاطفي الهامس الذي بدأناه تحت أشعة القمر. ومع الفجر خرجت الفتاة من الحجرة وقد أعطتني أثمن ما تملكه عذراء، ولم تأخذ مني غير وعد بالزواج العاجل.

إلا أنني لم ألبث أن أبعدت عن ذهني فكرة الزواج من الفتاة بعد أن غادرت العزبة، رأيت في مثل هذا الزواج قيدا يمنعني من الاستمتاع بشبابي، ونسيت كل شئ، الفتاة ووعدي لها بالزواج، ولكن الفتاة لم تنس فلم تلبث أن تلقيت منها رسالة تخبرني فيها بأن ثمرة حبنا قد بدأت تتحرك في أحشائها، وطالبتني بأن أفي بوعدي وأتزوجها.

ــ هكذا خدع فريد شوقي ابنة صديقه

ويضيف “شوقي”: وأهملت رسالتها، بل أهملت رسالتها الجديدة التي كانت تلاحقني بها، وذات يوم فوجئت بها في القاهرة، جاءت إلي بيتي وثارت نار الغضب في كياني، وطردتها مهددا باستدعاء البوليس لطردها. وخرجت الفتاة مذهولة ودموعها تبلل وجهها لهذه القسوة التي قابلتها بها، ولا أدري أين ذهبت بعدئذ، ولكن استرعي انتباهي ذات يوم خبر نشرته إحدي الصحف، عبارة عن نداء من والدها يطالبها فيه بالعودة إليه، وسمعت من صديقي الفنان بعدئذ أن اختفاء الابنة قد أصاب والدها بمرض تآكل المعدة.

ومضت أيام ونسيت كل شئ عن الفتاة، والجنين الذي تركته في أحشائها، والوالد المريض الذي يعيش على أمل أن تعود إليه ابنته التي غادرت البيت دون سبب ظاهر، وذات ليلة ذهبت أنا والصديق "حسن فايق" إلي أحد الكباريهات لنقضي ليلة مرحة، ولفت ناظري فتاة جميلة تجلس أمام البار، شعرت أن وجهها ليس غريبا عني، وما كادت نظراتنا تلتقي حتي أشاحت بوجهها في تجهم، وانفلتت من أمامي هاربة، وبينما أنا أحاول أن أتذكر أين رأيتها أعلن المذيع عن مطربة جديدة تغني في الملهي ثم ارتفع الستار عن الفتاة وهي تجلس أمام البيانو.

ــ كيف خدع فريد شوقي قراء الكواكب

ويمضي فريد شوقي في مقاله المنشور بمجلة الكواكب بعنوان “خنت صديقي”: وما كادت تبدأ العزف حتى تذكرتها على الفور، أنها الفتاة الرقيقة التي أعطتني أغلى ما تملك ولم تأخذ سوي العار والذل مما دفعها إلي الهرب من عزبة والدها والعمل في هذا الوسط الموبوء. وأخذتني روعة المفاجأة فوقفت علي قدمي وناديتها باسمها، وتوقفت عن العزف والتفتت إلي ثم هربت من فوق المسرح بين ضجيج الجمهور الذي يطالبها بالغناء، ولكنها لم تلبث أن عادت تحمل علي ساعديها طفلة جميلة وجعلت المفاجأة الصمت يطبق علي كل الحاضرين بينما قالت الفتاة: "تذكر هذه الطفلة أنها ابنتك".

واجتاحت نفسي في تلك اللحظة عاصفة داوية من المشاعر، اجتاحني عذاب الضمير، ومشي في كياني باللوم والتقريع وأنا أري ابنتي، ثمن الخطيئة الذي تركته للفتاة التي أحبتني ووهبتني في لحظة حب أغلى ما تملك، بعد أن صدقت وعودي وكلامي المعسول، ثم هربت بعارها لتترك والدها فريسة للمرض العضال الذي أقعده.

قررت في تلك اللحظة أن أكفر عن خطيئتي، قررت أن أتزوج الفتاة وأعترف بأبوتي للطفلة الصغيرة، وتم زواجنا، وانتقلت الفتاة إلي بيتي لتعيش معي زوجة سعيدة، ولكنني لم أنس الوالد الذي أقعده المرض، أرسلت له خطابا طلبت فيه أن ينتظرني ومعي مفاجأة سعيدة، وذهبت لزيارته ومعي ابنته، زوجتي، وطفلتنا، وكاد الرجل يطير من الفرح فقد غفر لابنته كل شئ ووهب طفلتنا كل ما يملكه، ولكنه لم يحتمل انفعال هذا التحول المفاجئ، فمات بسكتة قلبية. ودان لنا ل شئ، ولم نكد نبدأ تمتعنا بالثروة الكبيرة التي تركها الوالد المتوفي لابنتنا الصغيرة حتى صاح المخرج يقول: "ستووب" فقد كانت هذه القصة التي رويتها لكم قصة فيلم أمثله.

299825408_1036352627052722_8492448753436210871_n