رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البنك الدولى: العراق بحاجة إلى نموذج «نمو أخضر» لمواجهة التحديات المناخية

البنك الدولي
البنك الدولي

اعتبر البنك الدولي، في تقرير جديد حول العراق، اليوم، أن بلد الرافدين يواجه تحديًا مناخيًا طارئًا، لذا ينبغي عليه التوجه نحو نموذج تنمية "أكثر إخضرارًا ومراعاة للبيئة"، عبر تنويع اقتصاده وتقليل اعتماده على الكربون.

وأشار التقرير إلى أنه بحلول 2040، "سيكون العراق بحاجة إلى 233 ملياردولار للاستجابة إلى حاجاته التنموية الأكثر إلحاحًا فيما هو بصدد الشروع في مجال نمو أخصر وشامل"، أي ما يساوي نسبة 6% من ناتجه الإجمالي المحلي سنويًا.

 

ويعدّ العراق من بين الدول الخمس الأكثر عرضةً لعواقب التغير المناخي، وفق الأمم المتحدة، كما أثّرت عقود من النزاعات على البنى التحتية للبلاد واقتصادها المعتمد على النفط الذي يمثّل نسبة 90% من الإيرادات.

 

وقدّم البنك الدولي، الإثنين، التقرير للسلطات العراقية خلال اجتماع في بغداد، وهو يعطي "أساسًا تحليليًا لمعالجة الاحتياجات الإنمائية الأكثر إلحاحًا في البلاد، ومواجهة التحديات المناخية في وقت واحد"، وفق بيان صادر عن المنظمة الثلاثاء.

 

ويبحث التقرير "في تكلفة تحول البلاد نحو اقتصادٍ أقل اعتمادًا على الكربون، ويناقش الفرص والإصلاحات الرامية إلى اتباع نموذجٍ نمو أكثر إخضرارًا ومراعاة للبيئة.

 

3 تحديات رئيسية

 

وقال فريد بلحاج، نائب مدير البنك الدولي لشئون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حديث لـ"فرانس برس"، على هامش الاجتماع الذي عقد في بغداد وحضره مسئولون من الحكومة العراقية: إن "العراق يواجه ثلاثة تحديات أساسية: تحدي المياه وتحدي التصحر وتحدي تلوث الهواء". 

 

وتابع: "نحاول أن نقترح على السلطات إصلاحات وسياسات"، مضيفًا أن العراق "يملك ما يكفي من الموارد ليتمكن من إدارة هذه التحديات" إلا  أن "المسألة تتعلق بكيفية ضمان أن يتم وضع تلك الموارد المالية بخدمة سياسات جديدة لإدارة التحديات المناخية".

 

ويقدّم التقرير مجموعة توصيات يمكن للعراق تنفيذها على المدى المتوسط (خمس إلى عشر سنوات) وأخرى على المدى البعيد، لا تؤتي مفعولًا إلا بعد 2030، منها وضع حدّ للنقص في الكهرباء، لا سيما عبر إنهاء "حرق الغاز" المصاحب لإنتاج النفط واستخدامه في إنتاج الكهرباء، "تحديث نظام الري" و"إعادة تأهيل السدود"، وفق التقرير.

 

أما على المدى المتوسط والبعيد، "يجب الحدّ من اعتماد قطاعات الصناعة والزراعة وقطاع النفايات، على الكربون، فضلًا عن "تحسين توزيع المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي" وكذلك "زيادة الاعتماد على الزراعة الذكية" بمواجهة التغير المناخي. 

 

وبحسب "بلحاج"، يواجه العراق تحديًا يتمثل في الابتعاد عن الاعتماد الكلي على النفط والتحول نحو اقتصادٍ أكثر تنوعًا يقوده القطاع الخاص ويتمتع بالقدرة على خلق فرص العمل وبناء رأس المال البشري، جنبًا إلى جنب مع بناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ.