رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسين حمودة: «أقفاص فارغة» نص يطرح سؤال ما جدوى التصنيف

ثائر ديب..  أقفاص
ثائر ديب..  "أقفاص فارغة"  نص يطرح سؤال ما جدوى التصنيف  حق

فازت رواية «أقفاص فارغة» للدكتورة الأديبة فاطمة قنديل بجائزة نجيب محفوظ للأدب عام 2022 عن دار نشر الجامعة الأمريكية.

وجاءت كلمة المترجم حسين حمودة عضو لجنة تحكيم الجائزة كالتالي: "يفيد هذا النص المغامر من إمكانات الشكل الروائي المفتوح الذي يمكن أن يتمدد، بلا حدود، في مجرات لانهائية. وأيضا يمضي هذا النص إلى أبعد نقطة ممكنة في مسار "الرواية السير ذاتية"، ربما إلى موقع يمكن معه التساؤل حول هوية هذا النص، أو حول التصنيف الآمن له، طارحًا سؤاله الجدالي الضمني المراوغ: "وما جدوى التصنيف حقاً؟" 

على المستوى الروائي، يستند النص إلى مرتكزات بنائية محورية، ينطلق منها، ويمضي بعيدا عنها ليعود إليها دائمًا: "الأم"، و"البيت"، و"العائلة التي تتفكك"، و"الموت"، ترديدات كل مرتكز حاضرة وملكة بوضوح، تقيم للنص ما يشيد له معالم روائية ما، وإن كانت صياغة هذه المعالم تنطلق من حرية واسعة، تختبر حدود النوع الروائي.

 وعلى المستوى "السير/ ذاتي"، تتجسد تفاصيل كل مرتكز من هذه المرتكزات موصولة بصوت "الساردة/ الراوية" التي ترنو إلى كل أحد وكل مكان وكل واقعة وكل شيء من خلال ذاتها؛ تتأمل المشاهد التي عاشتها، وترصد تجاربها وتجارب من حولها، وتستكشف وتكشف أبعاد التحول في مسيرة طويلة قطعت خطواتها، وهي مسيرة لم تتوقف عن الانتقال والتحول.

 وخلال سردها الفني المكثف، تتراءى أمامنا وقائع حافلة، تتجاور فيها الخيبات والأمل، والضعف الإنساني ومقاومته، وآلام الاكتشاف ومتعته أيضا الروائي" و"السيري"، معا، في نص هذه الساردة متعدد الأبعاد، ينطلقان من ذاكرة ترنو الآن، في مرايا حاضرها، إلى أزمنة ماضية.

 كما ترنو في مرايا ذاتها إلى ذوات آخرين وأخريات كانت حياتها محتشدة بهن وبهم من قبل، ولم تعد الآن بهذا الاحتشاد.. كما تطل هذه الساردة، من مسافة ولكن ليس من على خلاصات عالم عاشته، بكل ما امتلا به، وبكل "الأقفاص الفارغة" التي زاحمته وشغلت حيزه، بكل ما فرحت به وما كابدته، وبكل الانتصارات والهزائم، وبكل البدايات التي تنامت وازدهرت، والنهايات التي اقترن بعضها بميتات متعددة، حرفية ومجازية، ومنها الميتات المتأخرة، المتوالية المتسارعة، التي ترن الآن بقلبها، في حاضر الكتابة الأخير، "كدقات عصا مسرح"، تعلو قبل بدء "عرض جديد".. وهو عرض لن نشهده أبدًا، وإن كنا، غالبًا، نتوقع وجهته التي سوف يمضي فيها مع ذلك، في مواجهة الموت متعدد الأشكال، يقف هذا النص المغامر الجميل، ممتلئاً بأسباب الحياة.