رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد واقعة مدرسة إمبابة.. ما هي لعبة «تشارلي» وكيف انتشرت في مصر؟

لعبة الشياطين تشارلي
لعبة الشياطين "تشارلي"

تصدرت لعبة تدعى "تشارلي" حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول أخبار عن نقل طالبتين من طالبات مدرسة في إمبابة إلى المستشفى، بعد إصابتهما بحالة هياج عصبي جراء مشاركتهما في هذه اللعبة، والتي تعتمد على استحضار الجن والشياطين.

القصة بدأت بعد أن قررت مجموعة من الطالبات لعب إحدى الألعاب الشهيرة التي تسمى "تشارلي" لتسلية وقتهن، وفيها يقوم اللاعبين باستدعاء أرواح وشياطين، وأثناء اللعب تعرض طالبتين إلى الانهيار وأصيبتا بهياج عصبي، الأمر الذي استدعى إدارة المدرسة إلى نقل الطالبتين إلى إحدى المستشفيات، وهو ما سبب فزعا كبيرا لدى ذويهم وبقية أولياء الأمور.

 

بدورها، طالبت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى من خلال متحدثها الرسمي، جميع المدارس التعليمية بمحافظات الجمهورية كافة بضرورة تنفيذ حملات توعية لطلاب بخطورة وأضرار الألعاب الإلكترونية التي يسعى الطلاب لتطبيقها عمليًا على أرض الواقع من بينها لعبة تشارلي «قطع الشرايين».

و"تشارلي" التي تسمى كذلك بلعبة «قطع الشرايين»، هي لعبة تشبه لعبة "الويجا" الشهيرة، إذ يعتمد التحدي الخاص بها على التواصل الروحاني مثلها، ولكن أحد شروطها أن يكون اللاعبين أطفال أو مراهقين،  وذلك بهدف استحضار روح طفل ميت يُدعى "تشارلي"، للإجابة على عدد من التساؤلات التي يطرحونها عليه، على أن تكون الإجابة بـنعم أو لا، والأسئلة تتعلق بأمور غيبية، عما سيحدث لللاعبين في المستقبل وما إلى ذلك، وهذا يتم باستخدام ورق وقلم رصاص مع بعض الكلمات التي تعبر عن النداء على "تشارلي" واستحضاره.

ويقال أن "تشارلي هو أسطورة مكسيكية قديمة تتمثل في شخصية رجل شيطاني لديه عيون سوداء وحمراء يحضر بين الحين والآخر واللعبة في الأصل تقوم على مبدأ إحضار روح تشارلي الشيطانية وذلك بحسب المعتقدات المكسيكية القديمة ولم تكن اللعبة في الأصل مشهورة سوى داخل النطاق المكسيكي إلا أنها اجتاحت عالم الانترنت في أيامنا هذه لتصبح من أشهر الألعاب.

وتعود بدايات ظهور لعبة "تشارلي" إلى العام 2008، ولكنها بدأت في الانتشار بكثرة من خلال مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر الإنترنت، في عام 2015، إذ إن عدد مرات البحث عن هذه اللعبة بعد فترة قصيرة من انتشارها في ذاك العام، وصل إلى أكثر من 1.6 مليون مرة.

وساهم في انتشار لعبة"تشارلي" إستهدافها لأطفال المدارس لقضاء وقت ممتع للأطفال مع اللوازم المدرسية وبالتحديد الورقة وأقلام الرصاص لدعوة شخصية أسطورية مزعومة ميته وهي "تشارلي"ثم تصوير حركة قلم الرصاص مع الجري والصراخ.

الخبير التعليمي كمال حسين أكد في حديثه لـ"الدستور" أن انفتاح الطلبة والطالبات على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جعلهم يقلدون الكثير مما يشاهدونه على هذه الوسائل ومن بينها تلك الألعاب الخطيرة، والتي قد تتسبب في قتلهم، مشيرًا إلى أن لعبة "تشارلي" هي واحدة فقط من تلك الألعاب وأكد أن هناك الكثير والكثير منها والذي كان مسئولًا عن قتل العديد من الأطفال في وقائع سابقة.

وتابع كمال أن المسئول الأول عن هذا الأمر هم أولياء الأمور الذين فقد كثير منهم التواصل مع أبنائهم وتركوهم أمام شاشات الهواتف المحمولة، تاركين إياهم يلعبون بألعاب غاية في الخطورة قد تكون مسئولة يوم ما عن فقدانهم إياهم لا قدر الله.

 وأضاف أنه لذلك يجب على أولياء الأمور إلهاء أبنائهم بألعاب مفيدة لها نفع عليهم وفي نفس الوقت مسلية وممتعة، بل ومشاركتهم اللعب بها أحيانًا، وفي الوقت نفسه يجب عليهم توعية أبنائهم بما قد ينجم عن اللعب بالألعاب الخطيرة مثل لعبة " تشارلي" وما على شاكلتها، وذلك باستخدام أساليب الإقناع المختلفة والمنطقية، وكذا استخدام الجانب الديني الذي يحرم استخدام هذه الألعاب بالتأكيد.   

في الوقت نفسه حذر هشام ماجد أخصائي علم النفس من أن الأطفال الذين يشاركون في مثل هذه الألعاب عادة ما تحدث لهم أعراض غريبة، مثل  تخيل وجود شخص ما دائمًا خلفهم، ورؤية الظلال وكذلك سماع ضحكات طفل خفي وأيضًا يعانون من رؤية الكوابيس، وذلك حسب درجة التأثر بهذه اللعبة الغامضة.