رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكيلاني: غزو المسلسلات الأجنبية أثرت بشكل سلبي على مجتمعنا

صورة من الحدث
صورة من الحدث

نظم قصر ثقافة طنطا، التابع لفرع ثقافة الغربية، الخميس، ندوة بعنوان "العنف ضد المرأة" أدارتها نجلاء نصر مديرة القصر، بحضور عدد من السيدات والرواد.

وقالت د.رانيا الكيلاني، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة طنطا، إن الغزو الثقافي أصبح يشكل أزمة كبيرة وبداية لمشكلة تواجه مجتمعنا فقد بدأنا نجد سلوكيات غريبة في مجتمعنا، خاصة بعد غزو المسلسلات الأجنبية والتركية داخل المجتمع والتي أثرت بشكل سلبي على قيمنا ومجتمعنا وهذا هو بداية الغزو الثقافي الذي يشعرنا بالخوف، مشيرة أن هذا أمر ممنهج ومتعمد لهدم قيم المجتمع، ويجب علينا أن نعي ذلك ونواجه هذا الغزو بكل قوة.

وأشارت أستاذ علم الاجتماع إلى أننا لا نتحدث عن أوهام ولكن هناك ظاهرة خطيرة متعلقة بالعنف الممنهج، وهناك نسب ومعدلات تؤكد ارتفاع نسبة العنف مع تدني وضع المرأة في المجتمعات العربية، موضحة أن هناك سياسة ممنهجة لإضعاف دور المرأة في المجتمعات العربية ككل، باعتبارها مصدر القوة المؤثرة في تربية الأجيال ولذلك تقوم بعض الجهات الممنهجة بوضع السم في العسل.

أضافت أنه لا بد من أن ندرك المخاطر الواردة على المجتمع لكي نواجهها، مشيرة أننا في حرب شرسة من خلال التكنولوجيا الحديثة مشيرة أن مواقع التواصل الاجتماعي لها إيجابياتها وأيضاً سلبياتها وعلينا أن نفرق بينهما.

وتابعت الكيلاني علينا دور كبير لتغيير الفكرة السائدة عن العنف ضد المرأة، ومهم تربية الأولاد على الثقافة المجتمعية، وعلى فكرة الوعي عند الإقبال على الزواج، حتى نتجنب الطلاق بعد ذلك بسبب عدم الاهتمام بالقواعد الأساسية في الزواج والاهتمام فقط بالأمور الظاهرية، وعدم تحديد الأولويات المهمة لإدارة المنزل ولابد من تحمل المسؤولية ومعرفة الحقوق وكذلك الواجبات.

وأكدت أن نسبة تقلد المرأة للمناصب لا تمثل نسبة ٢٠ في المائة في المناصب بالمجتمع بسبب الاعتقاد أن المرأة غير قادرة على تحمل المسؤولية وللأسف هناك فجوة كبيرة، مشيرة أن هناك فروق فردية تختلف من مرأة لأخرى ولابد أن نتفق جميعاً أن هناك حالات عنف مجتمعي ضد الطرف الأضعف.

فيما قالت سلوى الشناوي مدير عام التضامن الاجتماعي بحي ثان طنطا، أن العنف له أشكال عديدة منها زواج القاصرات والذي تدفع ثمنه الفتاة والعنف ليس جسدي فقط، لكن هناك عنف لفظي، من خلال التنمر والعنف الإليكتروني، والحرمان من التعليم والعمل يعد عُنف مبنى على الثقافة المحدودة.

فيما أبدى المفكر والأديب الدكتور مجدي الحفناوي، استغرابه من بعض المصطلحات الدخيلة على مجتمعنا، ومنها مصطلح "العنف ضد المرأة" الذي جعل بعض الرجال يطالبون بحملات تتبنى "العنف ضد الرجل"، مما يظهر وكأننا في غابة وحرب بين طرفين، مشيراً أن الأرقام تتحدث وتؤكد أن نسب الطلاق في مصر تقترب من ٤٠% من الزواج، وللأسف هذا واقع مرير، ونجد من خلال تقارير رسمية صادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والمجلس القومي للمرأة، أن ما بين ٨٠ إلى ٩٠ في المائة يتعرضن للتحرش، حسب الأرقام الرسمية، ولهذا شكل المجلس القومي للمرأة ٢٦ مركزًا على مستوى المحافظات لمواجهة العنف المرتفع للجنسين.

حذر الحفناوي من خطورة الإدمان عن طريق سماعة الموبايل التي تؤثر بشكل خطير على الأطفال دون دراية من الأب والأم، مشيراً أن هناك أعداد لا يستهان بهم يتم التحكم فيهم من خلال ما يسمى بـ"الأبلاكيشن" في الموبايلات وهذه كارثة ومرتبطة بالعنف الذي لا يتجزأ، محذراً من الغزو الخارجي الخطير ومطالبًا باستعادة روح الأسرة الواحدة التي نفتقدها.

وفي ختام المحاضرة رفع المشاركون شعارات عديدة تطالب بالحفاظ على حقوق المرأة في التعليم ورفض زواج القاصرات والاكتفاء بإنجاب طفلين حفاظاً على كيان الأسرة.