رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى القديس فرنسيس كسفاريوس الكاهن

كنيسة
كنيسة

تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى القديس فرنسيس كسفاريوس الكاهن، إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد- الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد فرنسيس كسفاريوس فى قلعة كساﭬـيير فى شمال إسبانيا يوم 7 أبريل عام 1506م في قصر أسرته التي تنحدر من سلالة النبلاء الإسبان. وسماه أهله فرنسيس تيمناً بالقديس فرنسيس الأسيزي. كان الابن الأصغر لوالده خوان جاسو أزيليكويتا الذي يعمل مستشارًا للملك يوحنا الثالث ملك نافارا. ووالدته هى السيدة ماريا كسفاريوس. وعاش فرنسيس مراهقته وبداية شبابه في تعلم فنون القتال والفروسية بحكم انتمائه لعائلة أرستقراطية، نال الصغير جميع أنواع العلوم والمعارف، وتخرج على يد أحسن الأساتذة.

وتابع: كما تعلَّم اللغة الفرنسية وفي سن التاسعة عشرة سافر لدراسة الآداب واللاهوت فى جامعة باريس، وشاطر فرنسيس في سكنه الجامعي طالباً من إقليم الساﭬوا يدعى بطرس فاﭬـر. ونمت بينهما صداقة حميمة، وقد جمعهما هدف مشترك ألا وهو نيل أقصى ما يمكن من المراتب، للاستمتاع بالحياة. وبين الجد واللهو، نجح الزميلان في دروسهما، وحصل فرنسيس بعد تخرجه على منصب أستاذ بمدرسة دورمان بوﭭيه. وفى سنة التخرج، وصل إلى معهد القديسة بربارة إسباني في الأربعين من عمره اسمه أغناطيوس دي لويولا، ليدرس الفلسفة. 

وواصل: عرف فرنسيس أن هذا الطالب الجديد هو فارس ﭘـمبلونا، الذي ما زالت الألسن تتحدث عن شجاعته في القتال، واستبساله في الدفاع عن الوطن حين هاجمه الأعداء.

وتابع: وفى سنة 1533م ترك بطرس فاﭬـر إلى باريس بعد رسامته الكهنوتية، وصار يواظب على الاجتماعات الروحية التي كان فارس ﭘـمبلونا يعقدها مع خمسة طلاب آخرين، وفرنسيس من بينهم. وكان الجميع يصغون بشغف إلى حديثه، وكانت محبة الله تغزو قلوبهم شيئاً فشيئاً وتزيد فيهم رغبة في بذل النفس من أجل نشر بشارة الإنجيل. 

وتابع: وبعد فترة من الزمن، اجتمع الرفاق في معبد الشهداء على هضبة مونمارت القريبة من باريس، وحضروا قداساً أقامه بطرس فاﭭـر، لأنه الكاهن الوحيد بينهم. وقبل المناولة، جثوا أمام القربان المقدس، ونذروا أن يعيشوا حياة العفة والفقر وأن يذهبوا إلى الأراضي المقدسة ليبشروا هناك. وإذا استحال السفر، يذهبون إلى روما ويضعون أنفسهم في تصرف البابا ليرسلهم إلى حيث يشاء. وبعد مرور أقل من سنة على النذور، عاد أغناطيوس إلى إسبانيا بسبب المرض، واتفق مع رفاقه على أن يلتقوا في مدينة البندقية بعد عام ليبحروا إلى الأراضي المقدسة. وفى تلك السنة، نشبت حرب بين الإسبان والفرنسيين، وصار المكوث في باريس خطرًا فهجر الرفاق المدينة بصحبة ثلاثة كهنة فرنسيين انضموا إليهم، وساروا في الجبال بين الثلوج، لا يحملون إلا عصا الحجاج والإنجيل وكتاب الصلاة، وتسولوا قوتهم في الطريق حتى وصلوا إلى مدينة البندقية. 

وتابع: وعند وصولهم فوجئوا بأنه ما من سفينة تبحر إلى الأراضي المقدسة في ذلك الوقت من السنة، فتوزعوا على المستشفيات، هي مأوى للفقراء في ذلك العصر، وصاروا يخدمون أصحاب الأسقام. وكان فرنسيس يستعد مع أغناطيوس لنيل سر الكهنوت، وسيم كاهناً فى روما، أشرف على أعمال محبة، كان مضطرماً حباً لمجد الله وخلاص النفوس، فرحل عام 1541م إلى الشرق قاصداً الهند واليابان، حيث بشر بالمسيح بغير تعب، مدة عشر سنوات وهدى الكثيرين إلى الإيمان. برع فى تكييف رسالة الإنجيل الخلاصية مع العادات والتقاليد السائدة فى تلك البلدان. 

مختتمًا: أعلن البابا بولس الخامس الأب فرنسيس كسفاريوس طوباوياً يوم 25 أكتوبر 1619م. وزاد البابا غريغوريوس الخامس عشر في إكرامه فأعلنه قديساً يوم 12 مارس 1622م. وفى سنة 1910م أعلنت الكنيسة القديس فرنسيس كسفاريوس شفيعاً لأنتشار الإيمان. وفى عام 1927م صار شفيع الرسالات.