رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ما رواه هولة».. دينا شحاتة تسرد تفاصيل روايتها الجديدة مع دار العين

دينا شحاتة وفاطمة
دينا شحاتة وفاطمة البودي

وقعت الروائية دينا شحاتة عقد روايتها الجديدة "ما رواه هولة" مع دار العين للنشر والتوزيع.

وعن الرواية وظروف كتابتها تقول دينا شحاتة: "قرأت منذ فترة طويلة جملة لكاتب أمريكي لا أتذكر اسمه لكن جملته علقت في ذهني، قالها عندما أتته فكرة لرواية حققت نجاحًا كبيرًا فيما بعد، المقولة هي: "أحيانًا لن تفهم مدى الآلام التى يمكن أن تقودك إليها فكرة جيدة".

وتكمل: "أتذكر تلك المقولة دومًا لأني أدرك جيدًا تلك الآلام، تلك الشرارة الأولى، الامتلاء الكامل بفكرة، وبعدها يتولد الشقاء، فلا طريق ممهد، ولا درب مختصر، تكتب فتتولد الفجوة بين السحر الكامل في عقلك وبين سذاجة الكتابة في بداياتها، تمحو ما كتبت، تسطره ثانية، تقلل الفجوة بغير اقتناع، تترك الأمر كله بعقل منشغل به، تقاوم لتكتب، تجد بقعة ضوء شحيحة تكاد تقترب، بل تقترب حقًا، تبدأ الجملة تلو الأخرى ثم ماذا، لا تسير الحكاية على هواك، تفقد السيطرة، تهدأ، تقرأ، تعاود، ترى جمالا ما يحيطه أشباح كزبد البحر، تنظف بدقة، تعيد الأمر، تستعيد أضوائك بألم، تخاف من ضياع السحر داخلك، تخاف من فراغ قد يباغتك في أى لحظة، لكنك وياللعجب تستمر، على أمل من أن يضبط الإيقاع وتخط أصابعك ذلك السحر في عقلك كلمات على الورق، بالأمل والألم تستمر لعلك تنجو".

وتضيف: "بدأ الأمر في كتابة روايتي الجديدة "ما رواه هولة" بفراغ عظيم في قلبي، عالجته بذاكرة الحنين باستعادة طقس من أيام طفولتي البعيدة، بصنع طبق من "المديدة" كما تعلمته من جدتي، طبق كل مكوناته بيضاء "دقيق، لبن، ماء، ذرة ملح" كفيل بأن ينزع كل سوء من القلب بينما يصدح في الأرجاء صوت الشيخ محمد عمران بصحبة عود عبده داغر في ابتهال "فرح الزمان"، وقتها في تلك اللحظة تحديدًا، انفتح الفراغ داخلي لكوة تطل على سحر، لا أبالغ هنا- لا مجاز، رأيت السحر حقًا وقتها، خُبرت بالحكاية كلها".

وتكمل: "بصدق يقترب من الجنون، كتبتها وأعدت كتابتها للمرة السادسة بعد محاولات ناقصة المعنى الحقيقي، لأؤكد لنفسي قبل الجميع أن الصدق ملزم قبل كل شيء والمادة المزيفة مهما تكمن جودتها تفتقر لما يدفع المرء للامتلاء الكامل".

وتواصل: "أقف دوما على مسافة من الكتابة، أكتب بخوف طفل رأى بحرًا للمرة الأولى فبلل قدماه ورفعهما فورًا خوفًا من غرق محتمل، فيما تأكد لي أن الصدق مقترن بغرق كامل- وإن لم يضمن الغرق الجودة- لكن المؤكد أن الإبداع الحقيقي يأتي بنجاة بعد غرق، لم أغرق من قبل لكن تأكد في تلك الرواية غرقي بالكامل، ولم أعرف بعد أنجوت أم ما زلت في جب البحر أسبح في عالم جديد، ما أعرفه سطوة تلك اللحظة من السحر، من جاء بها لا أعرف، وما أهمية أن أرى ذلك لم أنتبه". 

وتختتم: "الأمر ينصب كله على ما امتلأ به قلبي وقتها، عن حكاية  نسوة، عن قصة ظهورهن وتلاشيهن، عن لعبة الفراغ والامتلاء، عنهن.. عن قلبي الممتلئ.. تدور أحداث رواية "ما رواه هولة" التي اسغرقت في كتابتها عامًا كاملًا أفكك سحرها سطورًا على الورق، والتي قابلت محطة سعيدة بتوقيع عقد نشرها مع دار من أحب دور النشر إلى قلبي "دار العين" مع الناشرة العزيزة د. فاطمة البودي، أتمنى صدروها قريبًا ومشاركة الجميع تلك الحكاية.