رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشار وزير التعليم العالى: من الضرورى توحيد الملف الطبى للمرضى على مستوى الجمهورية

جانب من الحدث
جانب من الحدث

استعرض المشاركون في جلسة «تكنولوجيا المستقبل للمستشفيات الجامعية وصحة المواطن» أبرز جهود القطاع الصحي لسلوك مسار تكنولوجيا المعلومات، وسعيه لتوطين اﻷدوات الرقمية بهدف تسريع وتطوير العملية العلاجية، وتحسين كفاءة علاج المرضى.
وبحث الحضور في الجلسة التي أقيمت بالمعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وإفريقيا CairoICT Cairo ICT 2022- دور القطاع الخاص والمؤسسات العلاجية والشركات في المشاركة في تعزيز المنظومة الصحية، وإنتاج حلول تقنية تدعم الدولة في رحلتها نحو تحقيق أهدافها في الوصول إلى الاستدامة الطبية. 
وقال حسام عبدالغفار، أمين عام المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، إن هناك نحو ١٢٠ مستشفى جامعيًا في مصر تضم نحو ٣٦ ألف سرير تمثل ثُلث عدد الأسّرة في مصر، والتى يبلغ عددها ١٣٤ ألفًا، مضيفًا أنها تستقبل نحو ٢٠ مليون زائر سنويًا يتم حجز ٣ ملايين مريض منهم، فيستقبل مستشفى الطوارئ "القصر العيني" و"عين شمس" نحو مليون متردد سنويًا، كما تقدم تلك المستشفيات نحو أكثر من ٦٠٪ من العمليات المتخصصة كالقلب والكبد والكلى وغير ذلك.
وأكد عبدالغفار أن القطاع الصحي مسئول عن نحو ٥٪ من إجمالي الانبعاثات الكربونية، حيث يشكل ٤٠٪ من تلك النسبة رحلة المريض للحصول على العلاج من المنزل إلى المستشفى.
وأوضح أن تلك النسبة كبيرة جدًا لكي تصدر من قطاع الصحة، مما يفرض مواكبة التوجه للمستشفيات الخضراء لتقليل نواتج رحلة المريض، من خلال الاعتماد على الأدوات الرقمية في العلاج مثل التشخيص عن بعد، وإصدار الملف الطبي الإلكتروني وإرسال البيانات الطبية والتحاليل "أون لاين" بالإضافة إلى تطبيق الأشعة الرقمية والاستعلام التليفوني.

واستعرض عبدالغفار مشروع "تلي ميدسين"، الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، موضحًا أن المرحلة الأولى من مبادرة التشخيص عن بعد تعمل بطاقة 150 وحدة للتشخيص، وذلك ضمن الـ300 وحدة المستهدف إنشاؤها بمختلف المحافظات.
وتابع أنه يتم عرض الحالات على الاستشاريين والإخصائيين لتشخيص الحالة المرضية فى أى وقت وأى مكان، من خلال التطبيقات والتقنيات الحديثة، وذلك فى وجود طبيب وسيط بالوحدة.
وأضاف أن ذلك المشروع يهدف لخفض الأعباء المالية التي تتحملها الدولة دون المساس بالمريض الذي يعتبر خارج الأعباء المالية للعلاج.
وأوضح الدكتور هشام فاروق، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للتحول الرقمي، أنه من الضروري توحيد الملف الطبي لكل مريض على مستوى الجمهورية؛ بهدف تسهيل تقديم الخدمات الصحية لكل المواطنين من خلال توفير البيانات اللازمة لخدمة البحث العلمي.
وأكد فاروق أن المشروع يساهم في إغلاق أبواب الفساد والحفاظ علي مقدرات الدولة عن طريق تتبع جميع عناصر المنظومة الصحية، وتعظيم الاستفادة من الأجهزة الطبية وعدم تكرار الصرف وعدم تكرار شراء اﻷجهزة داخل نفس الرقعة السكانية، وعمل حصر لجميع اﻷجهزة والخدمات الطبية في جميع المستشفيات الجامعية لخدمة القطاع الصحي، كذلك إدارة الموارد الطبية والبشرية في القطاع الصحي.
وكشف اللواء حازم سعفان، الرئيس التنفيذي لشركة الدلتا للإلكترونيات، عن أن شركته نفذت المرحلة الأولى من عقد الاختبارات الجامعية لكليات القطاع الطبي في نحو ٢٧ جامعة.
وأضاف أن الشركة تستهدف المساهمة في التحول الرقمي مع وزارة التعليم العالي، وكذلك زيادة نشاطها بمجال الصحة خاصة بعد ميكنة المستشفيات الجامعية، والتي بلغ عددها نحو ٧٩ مستشفى والتي وصلت إلى المرحلة الثالثة .
وتابع سعفان، أن الشركة حصلت مؤخرًا على رخصة التوقيع اﻹلكتروني، والتي تستهدف تطويعها لخدمة المرضى في استخراج الملف الصحي إلكترونيًا، مبينًا أن تلك الخدمة ستساهم في تسهيل الخدمات الصحية بنسبة كبيرة، وهو ما يشكل طرفي المعادلة الصعبة لاستضافة البيانات وتأمينها في نفس الوقت.
من جانبه، استعرض الدكتور ريك مناسا، الرئيس التنفيذي لشركة "هيلث كير" بكندا، عددًا من الحلول والتجارب التي يتم تنفيذها خارج مصر.
وقال إن شركته تشارك في بناء نظام تقني في كندا يعتمد بالكامل على "الأونلاين" دون معاملات بشرية، فلا يحتاج إلى الورق وبدأت تستخدمه ٣٥ دولة حول العالم أيضًا.
وضرب مثالًا بأن الحكومة هناك تتجه لتقليل دعم أي مستشفى في حالة عودة المريض للعلاج به خلال ٣٠ يومًا مرة أخرى، لاعتباره غير مؤهل لتنفيذ العلاج على جودة عالية.
وأكد "ريك مناسا" أنه يتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إنتاج تطبيقات الهاتف الذكي أو أي نظام تقني، لتقديم الدواء للمريض إلى أقرب محطة استلام مع التعاون بين كل الجهات المنوطة بعلاج المريض، ويشمل المستشفى ومقدم العلاج ومركز اﻷشعة وغيرها، في نظام واحد.
وأوضح أن ألمانيا لديها أكبر عدد  من المسنين بعد اليابان، حيث بدأت تتجه للصحة الرقمية من خلال رقمنة المستشفيات وعمل تخطيط وترتيب لرحلة المريض لتلقي العلاج منذ ولادته بإنشاء ملف طبي منذ تلقي التطعيم فى سن الطفولة، وتسجيل أي موقف صحي لتمكين أي طبيب في أي وقت وأي مكان من العلاج اعتمادًا على الملف الطبي الإلكتروني للمريض.
وقالت سحر قنديل، مدير قسم التحول الرقمي بجامعة عين شمس، إنه تمت رقمنة ٦ مستشفيات من أصل ١٤ مستشفى تابعة لمستشفى عين شمس الجامعي.
وأكدت أن ثقافة التعامل الإلكتروني هي التحدي الأكبر والصعوبة الأبرز في رحلة علاج المريض في مصر، خاصة مع حاجته لتغيير طريقة التعامل الأساسي التي اعتاد عليها باﻷصل إلى أخرى جديدة معتمدة كليًا على وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في الوقت الذي يجب أن تراعي قدراته الفكرة ومستواه التعليمي.
 
وأضافت قنديل أن التحول الرقمي بالمستشفيات أصبح ضرورة ملحة للعاملين بالمنظومة الصحية والتعليمية من أجل مواكبة التطور التكنولوجي السريع للعصر الحالي، مشيرة إلى أن الطريق الأساسي لإعداد الطبيب الرقمي هو توطين أدوات تعليمية رقمية ومعلوماتية لبناء القدرات للأطباء في مستقبل مصر الجديدة.
وأشار طارق وهبة، المدير التجاري لشركة السويدي ديجيتال، إلى أن صناعة الرعاية الصحية شهدت تغيرات ثورية بقوة دفع التكنولوجيا والابتكار، مؤكدًا أن شركته تتعاون مع كبار مشغلي خدمات الاتصالات لتقديم مراكز البيانات لدعم قطاعات عديدة من بينها قطاع الصحة الرقمية، ومن المتوقع أن يسهم تطوير قطاع الرعاية الصحية في فتح قنوات جديدة للعلاج مع خفض التكاليف، بما يعود في النهاية بالنفع على الدولة والمواطن.
وانعقدت الجلسة ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT، والمستمر حتى 30 نوفمبر الجاري، داخل مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة. 
جدير بالذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هي ضيف شرف الدورة الحالية لمعرض ومؤتمر Cairo ICT 2022، والتي انطلقت تحت شعار Leading Change، وتركز على التطور الهائل الذي شهده قطاع التقنية في مصر والمنطقة على مدار ربع قرن.
ويتضمن الحدث مشاركة أكثر من 200 متحدث، ويصاحبه إقامة عدة معارض ومؤتمرات تكنولوجية متخصصة هي PAFIX و DSS، وSATCOM، وINSURETECH، وManuTech وStartup Africa، وConnecta، والحدث يحظى برعاية مجموعة "بنية"، و"إي فاينانس"، و"هواوي"، ودل تكنولوجيز، والبنك التجاري الدولي CIB، وسيسكو، ومايكروسوفت، وفورتينت، واورنچ مصر.