رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مقبرة الكاهن والفيلسوف بيتوزيريس» يكشف تفاصيل تاريخ كبير كهنة جحوتي

 كتاب مقبرة الكاهن
كتاب" مقبرة الكاهن والفيلسوف بيتوزيريس

يأتي كتاب “مقبرة الكاهن والفيلسوف بيتوزيريس في تونة الجبل"، والصادر عن الهيئة العامة للكتاب للأستاذ الدكتور علي عبدالحليم، في 175 صفحة من القطع المتوسط.

يرجع الكتاب تاريخ اكتشاف مقبرة الكاهن بيتوز يريس تونة الجبل بمحافظة المنيا إلى ديسمبر عام 1919، إلا أن هذا الأثر لم ينل نصيبه الوافي آنذاك من الدعاية، ويرجع الدكتور علي عبد الحليم ذلك إلى ان العالم كان لا يزال يلملم جراحة من الحرب العالمية الأولى، ليأتي بعده كشف مقبرة توت عنخ أمون 1922 فيبهج العالم ويعيد الأنظار إلى الأثار المصرية والولع بها مرة أخرى.

يشير الدكتور علي عبد الحليم علي إلى أن "شغل بيتوزيريس منصب "كبير كهنة جحوتي" رب الحكمة والعلم، وقد تميز كل من كان يحمل هذا اللقب بأنه صاحب حكمة أيضا وفكر لاهوتي وفلسفة عميقة متأنية، وقد زاد بيتوزيريس على ذلك أنه ينحدر من أسرة عريقة ذات مكانة أجتماعية واقتصادية عالية.

لفت الأثري علي عبد الحليم علي إلى أن مكتشف المقبرة "جوستاف لوفيفر" قد نقل جميع النصوص والمناظر وتحدث عن مضمونها، إلا أنه لم يترجم هذه النصوص التي تعد مصدرا غنيا بالمعلومات عن صاحب المقبرة وأسرته والحياة اليومية آنذاك فضلا عن النصوص الجنازية. 

يكشف الكتاب عن بعض النصوص والسيرة الذاتية ليبتوزيريس أو عند تناول بعض الأحاديث بين العمال أثناء أداء أنشطتهم المتنوعة.

يتضمن الكتاب 6 فصول، وجاء الفصل بعنوان "مقبرة بيتوزيريس وما حولها"، والفصل الثاني يأتي بعنوان " الفصل الثاني بيتوزيريس وقصة الكشف عن مقبرته وتاريخه "، والفصل الثالث بعنوان "الوصف المعماري لمقبرة بيتوزيرس"، والفصل الرابع "مناظر ونقوش الصالة الداخلية لمقبرة بيتوزيريس"، والفصل الخامس "مناظر ونقوش الصالة لمقبرة بيتوزيريس"، والفصل السادس بعنوان "أحاديث الصناع والزراع في مقبرة بيتوززيريس" إلى جانب ذلك ملحق بالصور وبالمراجع.

يوضح الكتاب مدى أهمية مقبرة بيتوزيريس والتي تعد أشهر وأروع المقابر المصرية في العصور المتأخرة، حيث إنها صمممت على هيئة معبد صري من العصر المتأخر، يتشابه كل من تخطيطها ومكوناتها المعمارية إلى حد كبير مع التخطيط الأساسي لمكونات المعبد ، وهي الواجهة ذات الستائر الجدارية وخلفها الفناء أو الصالة الأمامية ، ثم الناووي أو الصالة الداخلية.

ويشير الكتاب إلى ما تميزت به المقبرة من توزيع المناظر على جدرانها بنظام دقيق يشبه أسلوب توزيع المناظر على جدران المعابد المصرية.

يرصد الكتاب تاريخ بيتوزيريس وألقابه وأسرته، فهو في اللفظ اليوناني للاسم المصري القديم "با_ دي_ أوزير" والذي يعني عطية أوزيريس "كما أطلقت عليه نصوص تابونته أيضا اسما شخصيا آخر فذكرت "با_دي_ أوزير المعو" حرفيا، ويقال له "عنخ _أف "أن" خنسو أي هذا الذي يعيش لخنسو، وسيرد الكتاب العديد من الألقاب التي لقب بها.

وأكد الكتاب أن بيتوزيريس كان يعمل كاهنا، ثم كبيرا للكهنة الإله جحوتي في معبده في الأشمونين وكاتبا ومشرفا على الأمدادات في نفس المعبد، فضلا عن مهام أخرى شرفية عرفت من خلال سيرته الذاتيخ المسجلة تفصيلا في نصوص مقبرته.