«كوكتيل من العناصر غير صحية» خبراء يكشفون أضرار مشروبات الطاقة على الأطفال

بعدما أعلن شادي زلط المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم عن منع بيع مشروبات الطاقة في أي منفذ من منافذ المدارس على مستوى الجمهورية نظرًا لخطورتها العالية على صحة الطلاب حاورت “الدستور” بعض الخبراء لمعرفة ما هو حجم مخاطر مثل هذه المشروبات وما هي البدائل الصحية لها.

ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ياسمين نور – استشاري التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية - أن "مشروبات الطاقة ممنوعة للبالغين وللأطفال بشكل خاص لأنها تحتوي على كمية عالية جدًا من الصوديوم وهو أمر خطير على صحة الأطفال لأنه يرفع من ضغط الدم. كما أنها تحتوي على كمية عالية جًدا من السكر بشكل مبالغ فيه مما يؤدي إلى إصابتهم بالسمنة ومرض السكر من النوع الثاني الذي أصبح منتشر بشكل كبير بين الأطفال نتيجة العادات الصحية الخاطئة التي يتبعونها كتناول الوجبات السريعة والوجبات غير الصحية رغم أنه كان في الماضي ينتشر أكثر بين البالغين فوق سن الثلاثين."

وأشارت إلى أن " مشروبات الطاقة تحتوي على كمية رهيبة من الكافيين التي تبدأ من 200 ملليجرام إلى 500 ملليجرام، رغم أن الجرعة الآمنة للأطفال للكافيين فقط يجب أن تكون أقل من 100 ملليجرام أي أنهم يأخذون أكثر من 5 أضعاف ما يسمح به من تناول الكافيين."

زيادة نشاط الدماغ والتشنج

وأضافت أن "تناول الكافيين بهذا القدر يتسبب في زيادة نشاط الدماغ وهو ما يتسبب في توترهم وسرعة ضربات القلب. كما أن تناولها على المدى الطويل يمكن أن تتسبب في إصابة الطفل بالأرق، كما أنها تؤثر على كفاءة القلب وفي حالات نادرة يمكن أن تسبب التشنج ووفاة الطفل."

واستكملت حديثها للدستور قائلة أن "مشروبات الطاقة تحتوي أيضًا على مكونات عشبية مثل الجينسنج ليس من المعروف أضرارها، فمشروبات الطاقة عبارة عن كوكتيل عناصر ضارة للبالغين والأطفال، فلا يجب تناولها تحت سن 18 سنة بأي حالة من الأحوال، ويجب منعها مثل السجائر."

تدمير المناعة

وأوضحت أن "مشروبات الطاقة ممنوعة منعًا باتًا للأشخاص المصابين بالضغط العالي أو مشاكل في القلب أو السكر أو السمنة أو الحوامل أو المرضعات، كما أن عند تناول مشروبات الطاقة للأطفال في فترة نموهم تعمل على تدمير مناعتهم لأن الجهاز الهضمي يحتوي على 80% من مناعة الجسم."

مشروبات الطاقة للرياضيين

وأكدت أن "بعض الأشخاص الرياضيين يتناولون مشروبات الطاقة اعتقادًا منهم أنه ستحسن من أدائهم. لكن هذا الأمر خاطئ تمامًا، فعندما يبحث الشخص في الجيم عن مشروب يعمل على تحسين مستواه الرياضي فإنه يحتاج إلى مشروب به نسبة من السوائل ونسبة سكر أقل من 8% وهو الأمر الذي يتناقض مع مشروبات الطاقة التي تحتوي على أضعاف مضاعفة من السكر. كما أن مشروبات الطاقة تتسبب في حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي للرياضيين مما يجعلهم يصابون بالإسهال أو الترجيع وبالتالي فهو لم يستفيدوا من مشروبات الطاقة فيما يخص تحسين أدائهم."

وأشارت إلى أن "نسبة الكافيين العالية في مشروبات الطاقة تتسبب في إصابته بدقات قلب سريعة لأنها تعمل (load) على القلب، ومع التمرين فيتسبب الشخص في عمل (over load) على القلب."

ونصحت ياسمين نور الرياضيين بتناول مشروب رياضي يمكن إعداده في المنزل أو شرائه من الخارج، أو تناول مشروبات تحتوي على الكافيين كالقهوة قبل التمرين بـ10 دقائق إلى ساعة لتحسين أدائهم.

الأرق والعصبية

ومن جانبه أكد دكتور محمد عبدالله شرارة - استشاري طب الأطفال – أن "مشروبات الطاقة خطيرة على صحة البالغين والأطفال. فهي تحتوي على كمية كبيرة من الكافيين تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع في ضغط الدم والشعور بالقلق والأرق والعصبية. وقد يؤدي الاستخدام المستمر لهذه المشروبات لدرجة من التعود وعند تركها قد تحدث أعراض مثل الصداع والتعب و كثرة النعاس."

ضعف الشهية وتسوس الأسنان

وأضاف "كما أن هذه المشروبات  تحتوي على كمية كبيرة من السكر قد تؤدي إلى سرعة حدوث النوع الثاني من مرض السكري لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لذلك، هذا بالإضافة إلى الإصابة بالسمنة وضعف شهية الطفل للأكل الصحي بالمنزل وتسوس الأسنان وتآكل طبقة المينا الحامية لها."

وأشار إلى أن "مادة الكافيين التي توجد في مشروبات الطاقة لها أثر مدر للبول. وقد تتداخل مع الأدوية المعطاة للأطفال في علاج بعض الأمراض، فضلًا عن أن مشروبات الطاقة تحتوي على فيتامينات وأحماض أمينية يؤدي استخدامها بصورة مفرطة إلى زيادتها في الجسم وبالتالي حدوث آثار جانبية بالغة على حسب كل نوع."

كما أكدت الدكتورة فاطمة شعبان – أخصائية التغذية وعلوم الأطعمة وبكالوريوس التغذية وعلوم الأطعمة – أن "مشروبات الطاقة لها العديد من الأضرار على البالغين والأطفال. لكن تأثيرها على الأطفال يكون بشكل أكبر لأنهم يكونون في مرحلة نمول واكتمال مما يجعلهم يحتاجون لعناصر غذائية معينة."

الجفاف

وأشارت إلى أن "مشروبات الطاقة تحتوي على نسبة عالية جدًا من السكريات وهو ما يسبب تسوس الأسنان والسمنة والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الكافيين وهي مادة غير مناسبة وغير صحية تمامًا للأطفال وتتسبب في شعور الطفل بالقلق والأرق وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ودمور في العظام ونمو العضلات، كما أنها تؤثر على الدماغ وتركيز الأطفال والجفاف نتيجة إدرار البول."

فرط الحركة

وأوضحت أن "مشروبات الطاقة تؤثر على سلوك الطفل على مدار اليوم ومدى تركيز وتحصيله للمعلومات لأنها تسبب مشكلات عصبية ونفسية، كما أن الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى إصابة الأطفال بفرط الحركة."

وتابعت أنه "يمكن استخدام بدائل صحية لهذه المشروبات مثل المشروبات الدافئة والعصائر الفريش وشرب المياه بكميات كبيرة على مدار اليوم وتناول الفيتامينات والمعادن بشكل مستمر للقضاء على الشعور بالخمول والإرهاق."