رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف مليكة عن توجيه الرئيس بإنشاء المكتبات: أهم مسعى للدولة لبناء الإنسان

شريف مليكة
شريف مليكة

حول توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء المكتبات والاهتمام بالثقافة، بالتوازي مع مشروعات التنمية والتعمير، قال الروائي شريف مليكة: في الحقيقة أرى أن هذا الموضوع في غاية الأهمية، لأن بناء الإنسان أهم في رأيي من أي مسعى للدولة لتحقيق شعار "الجمهورية الجديدة".

أما عن توفير هذا عبر "بناء مكتبات" فهو لا يشكل اختلافا عن بناء طرق وكباري، أو حتى بناء جامعات متميزة. فبناء مجتمع جديد لا يتأتى عن طريق تغيير الشكل العام، ولكن تجديد القلب والجوهر للمجتمع.

وأوضح “مليكة” في تصريحات خاصة لـ“الدستور”: ومن المهم جدا فهم وتشخيص أسباب تراجع مجتمعنا الثقافي والتربوي لنضع طرق النجاح، وكطبيب أقول: سبل العلاج.

وأضاف: بالطبع، أول ما قد يخطر للبعض هو إعادة إحياء قصور الثقافة، وإقامة المزيد من المكتبات العامة لنشر الثقافة بين الشباب، لكنني أعتقد أن هذا الحل غير ملائم لوضعنا المتدهور من بعد كل تلك السنوات من العطب والتخريب المعرفي والبناء الثقافي للمواطن المصري. وبالنظر لمستوى الأفلام، والأغاني، والمسرحيات، ناهيك عن كم الروايات الذي يصدر كل عام، نشهد كم التردي الذي وصلنا إليه.

وتابع: ومن هنا أرى مبتدأ الحل. فأنا أزعم أن بداية الحل لن يتأتى إلا عبر وسائل التثقيف الجماعية الضخمة، وعلى رأسها التليفزيون والسينما ثم الإذاعة. لذا فأنا أدعو لتدخل الدولة بثقلها في هذا المجال تمثلا بدورها في الستينات من القرن الماضي في صناعة السينما والمسلسلات المرئية والمسموعة، وأفلام التليفزيون. ولكن بصياغة متطورة تناسب العصر الذي نعيش فيه.

وأضاف “مليكة”: أدعو الدولة بثقلها لتبني هذا المشروع الضخم باعتباره الاستثمار الأهم الذي سيعود إليها بأرباح عديدة أهمها إعادة بناء الإنسان المصري، ناهيك عن الاستفادة المادية من بيع وتسويق تلك الأعمال.

واقترح أن تتجه الأنظار لتحويل الكتابات الأدبية الراقية تحديدا إلى أعمال درامية، سواء أفلام أو مسلسلات أو مسرحيات، لا الاستعانة بكتاب سيناريو يؤلفون كتابة من فراغ، أو من نقل بالكربون لأعمال غربية نجحت في بلادها. فنكون بذلك قد ارتقينا بمستوى الأعمال التي تنتجها الدولة من ناحية، وشجعنا الكتاب الجادين على انتشار أعمالهم من ناحية أخرى، كما عوّضنا قلة – ولا أقول انعدام – الرغبة أو المقدرة على القراءة المنتشرة بين غالبية الشعب.

كما أدعو إلى الاستعانة بصغار الممثلين الصاعدين والمخرجين الواعدين وطاقم تلك الأعمال برمتها، لتقليل التكاليف من جهة، ولتشغيل كل هذه البراعم من جهة أخرى، والأهم لتعميم فكرة المشاركة في مشروع وطني ضخم لإنقاذ "دماغ المواطن" في مصر مثلما حققت الدولة اسهامات عديدة في مجالات الإسكان والطرق والبنية التحتية والصحة إلى آخره.