رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته.. عضو اللجنة البابوية يروي سيرة المؤرخ الكنسي ريمي سيلير

سيلير
سيلير

يوافق هذة الأيام ذكرى وفاة المؤرخ الكنسي ريمي سيليرمن العلماء الأوربيين الذين مهدوا لظهور علم كتابات الآباء وصاحب موسوعة "التاريخ العام للمؤلفين المقدسين والكنسيين.

وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: إنه يجمع العلماء في العالم كله أن أول من صك مصطلح علم كتابات الآباء هو العالم اللوثري الألماني "جون جرهارد، كعنوان لكتابه الذي نشره عام 1653م، إلا أن فكرة كتابة تاريخ الأدب المسيحي أقدم من ذلك بكثير جدا ؛ ولعل أول من مهدوا لها هو يوسابيوس القيصري والملقب ب"أبو التاريخ الكنسي "وجاء بعده سقراط وسوزومين ورفينوس والقديس جيروم.

وتابع: لكن مع ظهور عصر النزعة الإنسانية على يد العالم الهولندي إيرازموس والفيلسوف الإنجليزي توماس موربدأ الاهتمام يتزايد بالرجوع لكتابات الآباء لأسباب عملية أكثر منها علمية منها أن عصر النهضة الأوربية نفسه الترجمة الدقيقة له هو البعث أو الإحياء والمقصود به هو بعث وإحياء التراث القديم سواء الكلاسيكي أو المسيحي الأول في ذلك العصر ولد الراهب البندكيتي ريمي سيلير وهو الراهب الذي أهتم بجمع وتصنيف كتابات آباء الكنيسة الأولين في 22 مجلداً.

وأوضح أما عن ريمي سيلير نفسه، فلقد ولد في 14 مايو 1688 بإحدى المدن الفرنسية، ولقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى حصل على درجته العلمية الأولى في علوم الإنسانيات والخطابة من الجامعة اليسوعية ثم ترهبن في أحد أديرة البندكيتتين إحدى نظم الرهبنة الأوربية، وكان ذلك خلال عام 1705  ثم عين أستاذا في تاريخ الكنيسة بنفس الدير، كما عمل رئيسا للدير.

وتميزت فترة رئاسته للدير بنمو الدير وازدهاره مادياً روحياً وفكرياً، وكان باكورة إنتاجه الفكري هو كتابة كتاب قام فيه بالرد على الاتهامات التي وجهها أحد الكتاب لكل من أثيناغوراس كلمندس السكندري أوغسطينوس وجاء الرد في حدود 40 صفحة.

وتابع: ولقد كان لنجاح هذا العمل دافعا قويا لسيلير لكي يستكمله بعمل أكبر وأهم، وهو عمل موسوعة ضخمة لكل آباء الكنيسة والقديسين ولقد ظهر المجلد الأول من هذه الموسوعة خلال عام 1729 . وأستمرت بقية المجلدات تظهر تباعا حتي بلغت 23 مجلدأ، وظهر المجلد الأخير بعد وفاته واستمر ريمي سيلير في الكتابة والتأليف والتدريس حتي توفي في 17 نوفمبر 1761 عن عمر يناهز 73 عاما قضاها كلها في خدمة العلم وتراث الآباء الأولين.