رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في تعليمه الأسبوعي.. البابا فرنسيس: الكآبة تسبب اهتزازًا في الروح

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

أجرى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي، قائلا: نستأنف التعاليم حول موضوع التمييز لقد رأينا مدى أهمية قراءة ما يتحرك في داخلنا، لكي لا نتخذ قرارات متسرعة، على موجة انفعال اللحظة، لكي لا نندم عليها بعدها عندما يكون الأوان قد فات، بهذا المعنى، حتى الحالة الروحية التي نسميها الكآبة يمكنها أن تكون فرصة للنمو.

وتابع بابا الفاتيكان، قائلا: في الواقع، إذا لم يكن هناك القليل من عدم الرضا، والكآبة السليمة، والقدرة السليمة على العيش في عزلة، وأن نكون مع أنفسنا دون الهروب، فهناك خطر أن نبقى دائمًا على سطح الأشياء وألا نتواصل أبدًا مع مركز حياتنا.

موضحًا: إنَّ الكآبة تسبب اهتزازًا في الروح، وتبقينا متيقِّظين، وتعزز السهر والتواضع، وتقينا من رياح النزوات إنها شروط لا غنى عنها للتقدم في الحياة، وبالتالي في الحياة الروحية أيضًا. عندما يصبح الصفاء التام وإنما "العقيم"، معيارًا للخيارات والتصرفات، يجعلنا غير إنسانيين وغير مبالين إزاء ألم الآخرين وغير قادرين على قبول ألمنا علمًا أنَّ هذا "الصفاء التام" لا يمكننا أن نبلغه من خلال درب اللامبالاة هذا.

تابع البابا فرنسيس، قائلا: إن الكآبة هي أيضًا دعوة إلى المجّانية، ولكي لا نعمل دائمًا وفقط من أجل إشباع عاطفي، تقدّم لنا الكآبة إمكانية أن ننمو، وأن نبدأ علاقة أكثر نضجًا وأجمل مع الرب ومع أحبائنا، علاقة لا تنحصر في مجرد تبادل الأخذ والعطاء لنفكر في طفولتنا، كأطفال، غالبًا ما كان يحدث أن نبحث عن الوالدين لكي نحصل على شيء منهم، لعبة أو المال لشراء البوظة أو الإِذن، وهكذا لم نكن نبحث عنهم لأنفسهم، وإنما من أجل مصلحة ومع ذلك، فإن العطيّة الأسمى هي الوالدين وهذا الأمر نفهمه شيئًا فشيئًا بينما نكبر كذلك العديد من صلواتنا هي أيضًا نوعًا ما من هذا النوع، هي طلبات خدمات موجهة إلى الرب، بدون أي اهتمام حقيقي به. 

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول لذلك، إزاء الصعوبات، لا يجب أن تثبط عزيمتنا أبدًا، بل علينا أن نواجه المحن بعزم، وبمساعدة نعمة الله التي لا تخذلنا أبدًا. وإذا سمعنا في داخلنا صوتًا مُلِحًا يريد أن يشتت انتباهنا عن الصلاة، لنتعلم أن نكشفه كصوت المجرب؛ ولا نسمحنَّ له بأن يؤثِّر علينا ولنفعل ببساطة عكس ما يقوله لنا.