رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما هو الفارق بين نسطر قديس الروم والبطريرك المهرطق نسطور؟

الكنيسة
الكنيسة

يعتبر نستر او نسطر قديسا يجمع على الاحتفال به كنيستي الروم في مصر سواء كان الارثوذكس او الكاثوليك المعروفين باسم الروم الملكيين، والذي احتفل الكنيستين به مؤخرا، ولعل البعض يتداخل الأمر بالنسبة اليه فيخلط بينه وبين المهرطق المحروم من الكنيسة نسطور بطريرك القسطنطينية.

نسطر في كنيسة الروم الارثوذكس

أصدرت كنيسة الروم الارثوذكس نشرة تعريفية عن القديس الشهيد نسطر.. على خلفية احتفالات الكنيسة به.

وقالت الكنيسة، في نشرتها الاحتفالية المنشورة عبر صفحة الفيس بوك خاصتها: كان نسطر شابًا مسيحيًّا من مدينة تسالونيكي بالذات، وكان يتألم لما كان يفعله الولاة بالمسيحيين ويستنح الفرصة ليشهد للمسيح.

فلمّا عرض أن كان الإمبراطور مكسيميانوس عابرًا بتسالونيكي بعدما انتصر على القبائل السكيثيين البربرية، شاء أن يحيي ظفره بسلسلة من الاحتفالات العامة، على عادة ملوك ذلك الزمان. وكان من هذه الاحتفالات ألعاب المصارعة. 

فاستقدم الإمبراطور مصارعًا ضخمًا ذا قوّة خارقة وأنزله إلى الحلبة فخورًا به. وكان اسم المصارع لّهاوش، ولم يتمكّن أحد من المصارعين التغلّب عليه، بخاصةٍ إنّه كان كلّما قوي على خصمٍ صرعه.

ولمّا لم يعد هناك من يجرؤ على منازلة هذا العملاق، أمر الإمبراطور أن يؤتى ببعض المسيحيين المعتقلين ويُرغموا على مصارعة هذا الوحش القاتل، أي لّهاوش. فكان يصرعهم الواحد تلو الآخر وسط هتاف الجماهير وتصفيقهم.

لمّا رأى نسطر الشاب ما كان يحدث لهؤلاء المسيحيين الذين كانوا يُساقون إلى الذبح كالخراف، احتدّت روحه فأيقن أنّها الساعة التي كان يشتهيها ليشهد للرّب يسوع.

فأسرع إلى السجن حيث كان القدّيس ديمتريوس وسأله الصلاة من أجله ليتمكّن من مواجهة لّهاوش. فدعا ديمتريوس له قائلاً: "اذهب يا أخي وليكن الرّب يسوع المسيح معك. سوف تفلح بإذن الله لكنّك ستتألم من أجل اسمه!". 

فعاد نسطر متشددًّا واثقًا أنه سينتصر دخل الحلبة وتقدَّم من المنصة الملكية، ثم ألقى بردائه أرضًا وهتف: "يا إله ديمتريوس أعنّي!". وتواجه نسطر ولّهاوش فيما ضجّت الجموع تسخر من هذا الشاب الطري العود. ولكن بنعمة الله تمكّن نسطر من التغلب على لّهاوش والقضاء عليه. وإذا بسخرية الجماهير تتحوّل إلى دهشٍ وتعظيم، ولا يصدّق أحد عينيه.

أمّا الإمبراطور فأصيب بصدمة. وبدل أن يذعن للواقع، اهتاج وأمر بنسطر فألقى الجند عليه الأيدي وأخذوه وقطعوا هامته. 
إستبّد الغضب بالإمبراطور، بعدما خسر مصارعه لّهاوش، وأراد أن ينتقم من ديمتريوس ظناًّ منه أنّه كان وراء هزيمة مصارعه لهاوش، فأرسل جنوده إلى ديمتريوس في السجن وهناك ضربوه بالحراب وقتلوه.

لذا يرتبط اسم القديس الشهيد نسطر باسم القديس الشهيد دمتريوس المفيض الطيب.

 

نسطر في كنيسة الروم الملكيين

احتفلت مؤخرا الكنيسة البيزنطية أو كنيسة الروم الملكيين في مصر، برئاسة الأنبا جان ماري شامي، بذكرى الشهيد نسطر وهو رفيق القدّيس العظيم في الشهداء ديمتريوس في الاستشهاد، ولد العظيم في الشهداء ديمتريوس في مدينة تسالونيكي، واستشهد فيهما في عهد الامبراطورين ديوكليسيانوس ومكسيميانوس، في اوائل القرن الرابع. ويروي المؤرخون الكنسيّون أن الامبراطور مكسيميانوس، اذ كان مارًّا بمدينة تسالونيكي وأراد أن يحضر فيها الألعاب، أمر احد المصارعين البرابرة المدعو لوهاوس، من المقرّبين اليه، أن ينـزل إلى الحلبة ويتحدّى كل سكّان المدينة لمصارعته. ولمّا لم يتقدّم أحد، أسرع أحد المسيحيّين المدعو نسطر إلى ديمتريوس، وكان ملقىً في السجن فنال بركته وحظي بتشجيعه، ثم نازل المصارع البربريّ وقتله.

 ولمّا علم الإمبراطور أنَّ نسطر فعل ذلك بتحريض من ديمتريوس، أمر بقتل ديمتريوس ونسطر معاً. ولكثرة العجائب التي كان يُنعم بها الله على الذين يستشفعون القدّيس ديمتريوس بحرارة وإيمان، أقام لاونديوس حاكم الاليريكون، سنة 412-413، معبدًا فخمًا على إسم القدّيس الشهيد في موطنه تسالونيكي.

 

نسطور المهرطق المحروم

ورد في كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي، إنه وُلد نسطور في سوريا بمدينة مرعش وتربى في إنطاكية وهناك ترهّب بدير أيروبيوس، وقد تتلمذ على يدي ثيودوروس الميصي. اختير بعدما تم تعليمه ليكون شماسًا ثم قسًا في كاتدرائية إنطاكية، واشتهر بفصاحته وقوة عظاته.

اختاره الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير ليكون بطريركًا للقسطنطينية، وعند ارتقائه لهذا المنصب الرفيع لم يحتمل عظمة المكانة الذي اختير لها، فسلك بالكبرياء والعظمة وأُعجب بذاته، حتى أنه في إحدى عظاته وجه خطابه للإمبراطور قائلًا: "استأصل أيها الملك معي الهراطقة، وأنا أستأصل معك جنود الفرس الأردياء. وبعد أن تقضي على الأرض حياتك السعيدة أضمن لك أخيرًا جنة الخلد في السماء".

كان نسطور قبل جلوسه على كرسي القسطنطينية مملوء غيرة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ضد الهراطقة، ولكنه للأسف تحول سريعًا وسقط في بدعته الشنيعة، وقد كان سقوطه عظيمًا، حتى قال عنه أحد المؤرخين: "إن نسطور حارب جميع الهرطقات ليمهد السبيل لهرطقته".

ويمكن تلخيص المبادئ التي نادى بها نسطور في الآتي:

1. جعل في المسيح أقنوميّن منفصلين ومتمايزين، لذلك رفض عقيدة الاتحاد بين الناسوت واللاهوت كاتحاد حسب الطبيعة كاتا فيزينكما رفض الاتحاد الأقنومي، أي رفض الوحدة بحسب الأقنوم بكونه اتحادًا يفوق الوصف والإدراك ولكنه اتحاد حقيقي لا يمكن أن ينفصل.

الاتحاد الأقنومي يعني أن أقنوم الله الكلمة هو نفسه الذي وُلد من العذراء أو الذي تجسد من العذراء أو الذي أخذ جسدًا منها. ولهذا يكون في المسيح أقنوم واحد. ولا يوجد اتحاد أقنومي في الوجود كله إلا في تجسد كلمة الله.

2. اعتبار أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت هي مجرد اتصال .

3. اعتبار أن الكلمة هو ابن الله، وأن يسوع هو ابن العذراء مريم. كان نسطور ينادي في بدعته أن في السيد المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين، فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله، وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم.

4. اعتبار أن الإنسان مُختار من الكلمة وقد أنعم عليه الله الكلمة بكرامته وألقابه، ولذلك نعبده معه بعبادة واحدة.