رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير تنمية بشرية: «أخلاقنا الجميلة» يجب أن تكون أسلوب حياة

أخلاقنا الجميلة
أخلاقنا الجميلة

قام دكتور ستيفن كوفي بدراسة الأسباب التي تؤدي إلى نجاح الأشخاص على مدار 200 سنة، وقرأ كل الكتابات والأبحاث التي تناولت هذا الموضوع، وخلال دراسته وجد أن أسباب النجاح اختلفت كثيرًا الآن عن الماضي.

وجد أن النجاح خلال الـ150 عامًا الأولى كان يعتمد بشكل أساسي على الأخلاق الشخصية والمبادئ مثل الحب، العدل، الأمانة، الإخلاص، القاعدة الذهبية وفعل ما أتمناه لنفسي، أما خلال آخر 50 عامًا فوجد أن النجاح أصبح يميل أكثر إلى استخدام استراتيجيات وأساليب مختلفة مثل توجه التفكير الإيجابي وتقنيات أخرى.

وأثنى خبير التنمية البشرية مايكل كمال على حملة "أخلاقنا جميلة" التي أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وأكد أن هذه التقنيات مهمة، لكنها غير كافية وحدها بدون وجود مبادئ شخصية تحميها من التحول إلى استراتيجيات للتلاعب بالآخر وتحقيق الأهداف الشخصية على حساب الغير.

يرى كمال أن حملة "أخلاقنا الجميلة" ما هي إلا تأكيد مرة أخرى على أهمية المبادئ والقيم التي تربينا عليها وكانت أساسية في مجتمعنا قبل أن يحدث الانفتاح ونأخد أسوأ ما في الخارج ونفقد هويتنا وأخلاقنا التي تحثنا عليها أدياننا السماوية العظيمة.

وتابع: لا نستطيع أن نخرق القانون الطبيعي أو نتحايل عليه، لكن يمكن أن نتحايل على القوانين الصناعية، فمستحيل أن أغفل وقت البذر والري والتسميد، ثم فجأة أقرر أن أقوم بكل هذه العمليات في يوم واحد وأتوقع أن أجني ثمارًا، لأن الزراعة عملية طبيعية ولها مبادئ لا يمكن التحايل عليها لكي تنجح وتجمع محصولًا.

ولكن العمليات التي من صنع الإنسان يمكن التحايل عليها، ولكن لا بد أن أدفع الضريبة في المستقبل، قد لا أذاكر طول العام ثم أسهر وأحاول أن أجمع المعلومات أو أعتمد على الغش، قد أنجح، لكن لن أتعلم شيئًا.

يعتقد كمال أن أخلاقنا الجميلة تحتاج ألا تكون فقط حملة، ولكن أن تكون أسلوب حياة نلمسه من كل شخص في موقع مسئولية، ومن كل أب وأم في البيت، ومن كل معلم في مدرسة، ودكتور في جامعة، حينها فقط لن تصبح مجرد حملة، ولكن إعادة خلق لمجتمع كان يقود العالم في يوم من الأيام بمبادئه.