رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى مغربى: القمة جاءت بوقت صعب بسبب الحرب الأوكرانية الروسية وارتفاع التضخم

القمة العربية فى
القمة العربية فى الجزائر

تنطلق اليوم فى الجزائر القمة العربية الـ31 عقب انقطاع بسبب جائحة كورونا، وتستمر القمة حتى غد الأربعاء، بحضور عدد من القادة والرؤساء العرب.

وفى هذا السياق، قال نور الدين عثمان حقوقي وسياسي مغربي، أعتقد أن القمة العربية الحالية في الجزائر تأتي في سياق دولي متوتر على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية وما رافق ذلك من تصعيد بين الدول العربية من جهة وبين روسيا والصين من جهة أخرى، إضافة تزامن هذه الصراع مع ارتفاع مستويات التضخم بشكل غير مسبوق مع أزمات إقتصادية واجتماعية جراء ارتفاع الأسعار في العالم للأسباب السالفة الذكر.

وأضاف عثمان فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذه القمة العربية تأتى في سياق عربي يطبعه التشرذم والخلاف الحاد بين الدول الأعضاء، مما خلف حالة من الاستقطاب الغير مسبوقة بين هذه الدول، كما أن تحالفات الدولة العربية مع غير العربية أدت إلى المزيد من التنافر والصراع بين الدول العربية، دون اغفال تعقيدات الملف اليمني والليبي والسوري والفلسطيني.

وتابع عثمان "إذن نحن أمام وضع عربي معقد في سياق دولي متوتر، وعلى سبيل المثال هناك خلاف حاد حول الملف السوري بين من يطالب بضرورة رجوع سوريا إلى الحضن العربي، وبين من يزال يطالب بمعاقبة النظام السوري وهناك من يدعو إلى إسقاطه، كما أن الملف الليبي واليمني محل خلاف حاد بين هذه الدول، كما أن تدخلات تركيا وإيران وإسرائيل  في شئون المنطقة تزيد من تعميق الخلاف، فهناك دول تسعى إلى إدانة التدخل التركي والإيراني في المنطقة، لكن هناك دول ترفض ذلك لاعتبارات جيو ستراتيجية، كما أن هناك دولًا تدعو إلى وقف التطبيع مع إسرائيل، لكن دول أخرى ترفض ذلك لنفس الحسابات السياسية".

عثمان: المغرب كانت له إرادة قوية لإنجاح هذه القمة

ولفت عثمان إلى أن الخلاف بين المملكة المغربية ودولة الجزائرحول قضية الصحراء المغربية زاد من تعقيد المشهد العربي، حيث يصر قادة الجزائر على إثارة هذا الملف خلال القمة العربية، لكن المغرب يرفض ذلك بشكل مطلق ويرفض المس بوحدته الترابية مهما كانت الظروف لأن هذه القضية تشكل محل إجماع بين المؤسسة الملكية والشعب المغربي، وهذا الملف أعتقد هو من كان سببًا في تعثر انعقاد هذه القمة، كما أن اعتذار زعماء دول عربية لها وزنها سيكون له تأثير سلبي على مجريات هذه القمة. 

وأكد عثمان أن المغرب كانت له إرادة قوية لإنجاح هذه القمة رغم كل الخلافات بين البلدين الشقيقين، حيث كان من المنتظر أن يحضر أشغالها جلالة الملك محمد السادس، لكن السلوكيات المستفزة إضافة إلى عدم إدانة التدخل الإيراني في التدخل في الشئون الداخلية للمغرب، كلها عوامل أدت في النهاية إلى عدم حضور العاهل المغربي إلى هذه القمة. 

وتابع عثمان "أعتقد أن هذه القمة لن تحقق أي اختراق إيجابي يذكر خصوصًا في ملف القضية الفلسطينية التي تشكل محل إجماع عربي على الأقل من حيث الخطابات الرسمية، نتيجة عوامل داخلية وخارجية، رغم أن القضية الفلسطينية تعيش مخاضًا عسيرًا بعد تلاشي فرص السلام واستمرار إسرائيل في سياستها العدوانية والإجرامية والعنصرية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق.