رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. بيزنطيو مصر يحتفلون بذكرى الشهيد نسطر

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية أو كنيسة الروم الملكيين في مصر، برئاسة الأنبا جان ماري شامي، اليوم، بذكرى الشهيد نسطر وهو رفيق القدّيس العظيم في الشهداء ديمتريوس في الاستشهاد، ولد العظيم في الشهداء ديمتريوس في مدينة تسالونيكي، واستشهد فيهما في عهد الامبراطورين ديوكليسيانوس ومكسيميانوس، في اوائل القرن الرابع. ويروي المؤرخون الكنسيّون أن الامبراطور مكسيميانوس، اذ كان مارًّا بمدينة تسالونيكي وأراد أن يحضر فيها الألعاب، أمر احد المصارعين البرابرة المدعو لوهاوس، من المقرّبين اليه، أن ينـزل إلى الحلبة ويتحدّى كل سكّان المدينة لمصارعته. ولمّا لم يتقدّم أحد، أسرع أحد المسيحيّين المدعو نسطر إلى ديمتريوس، وكان ملقىً في السجن فنال بركته وحظي بتشجيعه، ثم نازل المصارع البربريّ وقتله. ولمّا علم الإمبراطور أنَّ نسطر فعل ذلك بتحريض من ديمتريوس، أمر بقتل ديمتريوس ونسطر معاً. ولكثرة العجائب التي كان يُنعم بها الله على الذين يستشفعون القدّيس ديمتريوس بحرارة وإيمان، أقام لاونديوس حاكم الاليريكون، سنة 412-413، معبدًا فخمًا على إسم القدّيس الشهيد في موطنه تسالونيكي.

بهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الإنسان هو مزيج من نفسٍ وجسد، هو جسد مشُكَّل على صورة الله ومكوَّنٌ بواسطة يديه الاثنتين، أي الابن والرُّوح. فلهما توجّه الله الآب بالقول في سفر التّكوين: "لِنَصنَعِ ٱلإِنسانَ عَلى صورَتِنا كَمِثالِنا"

لكن كيف ستتألّه يومًا إن لم تُخلَق إنسانًا بعد؟ كيف ستكون كاملاً، وقد تمّ خلقك للتوّ؟ كيف ستكون خالدًا، في حين أنّك، وأنت بطبيعة مائتة، لم تُطِع خالقك؟... بما أنّك عمل الله، فانتظر بصبر يد صانعك، الذي يفعل كلّ شيء في الوقت المناسب. قدّم له قلبًا مرنًا ومطواعًا واحتفظ بالشكل الذي أعطاه لك هذا الفنّان، إذ فيك المياه التي تأتي منه والتي بدونها، ومن خلال تصلّبك، قد ترفض بصمة أصابعه.

عندما تسمح له بِصُنعِك، سوف تصعد إلى الكمال، لأنّ الطين الذي فيك سيكون مخفيًّا بواسطة فنّ الله هذا. يده خَلَقَت مادّتك... أمّا إن كنت بتصلّبك ترفض فنّه وتُظهر استياءك من أنّه جعلك إنسانًا، فسوف تكون قد رفضتَ بنكرانك الجميل تجاه الله ليس فقط فنّه ولكن الحياة نفسها؛ لأنّه التكوين إنّما هو خاصّة طيبة الله، وأن تكون مصنوعًا إنّما هو خاصّ بطبيعة الإنسان. إذًا إن سلّمت له ذاتك بإعطائه إيمانك به والخضوع، سوف تستفيد فنّه، وستكون عمل الله الكامل. على العكس من ذلك، إن قاومتَه وفررتَ من يديه، فإنّ سبب عدم اكتمالك يكمن فيك أنت الذي لم تُطِع، وليس فيه.