رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لم الشمل» فى الجزائر: قمة لوزراء الخارجية وجلسات تحضيرية للمندوبية الدائمة

القمة العربية
القمة العربية

أيام قليلة تفصل الجزائر عن احتضان الدورة الحادية والثلاثين للقمة العربية المقرر لها في الأول والثاني من نوفمبر المقبل، وتؤكد السلطات الجزائرية أنها جاهزة على كل المستويات لإنجاح القمة.

وتعد هذه القمة الأولى الحضورية منذ انتشار جائحة كورونا لتحمل العديد من الملفات الساخنة في المنطقة، ما يجعلها تنضوي تحت شعار "لم الشمل".

جلسات تحضيرية

انطلقت اليوم الجلسات المغلقة للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية، لمناقشة وبحث بنود جدول الأعمال التي تتناول كافة الأزمات في الدول العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

افتتح السفير محمد بن يوسف مندوب تونس الدائم لدى الجامعة العربية الذي ترأست بلاده الدورة الماضية "٣٠" للقمة، الجلسة، مؤكدًا أن مخرجات قمة تونس والمناخات الإيجابية التي تولدت عنها رسخت من قناعة الجميع في التضامن العربي وتوحيد المواقف تجاه القضايا والتحديات التي تواجه الدول العربية.

وأضاف أنه "منذ قمة تونس قبل 3 سنوات سعينا حتى الآن لزيادة العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن في هذا الظرف الدقيق التي يتسم بعدم الاستقرار وتنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وجائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية .. وقال إن انتشار بؤر التوتر في المنطقة العربية واستمرار النزاعات المسلحة يحتم علينا تكثيف الجهود لتطويق الأزمات والبحث عن حلول سياسية للصراعات والانقسامات، مما يعزز الأمن ويحصن المجتمعات من التدخلات الخارجية.

وأوضح أن تونس حرصت على الإسهام بإيجاد تسوية للأزمة الليبية في إطار اتفاق ليبي ليبي على غرار ملتقى الحوار السياسي الذي احتضنته بلاده في نوفمبر 2020 والذي أسس لمسار سياسي يفترض انتهاؤه مع الانتخابات.

وأشار إلى أن المنطقة تعيش على وقع أزمات حادة وتحولات سريعة زادت من تعقيد الأوضاع وتعظيم تحديات دولنا الجمة والمتعددة والتي تهدد الأمن القومي العربي وتهدد استقرار المنطقة بأكملها، الأمر الذي يستوجب التضامن والتعاون لمواجهة ذلك للوصول إلى الازدهار في أوطاننا وتحقيق رغبات شعوبنا.. وذكر أن الأمن الغذائي والطاقة والمائي التي تطرح بأكثر حدة في الوقت الراهن تحتاج لمعالجة شاملة سويًا من خلال بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تقي دولنا من الهزات ويحفظ استقرارها وأمنها وتتيح الفرصة للحكومات لتحقيق التنمية المستدامة.

واستطرد: "كما تتوافر لدى المنطقة العربية ثروات طبيعية وبشرية وموقع جغرافي يؤهلها أن تكون كتلة اقتصادية تضاهي التكتلات الأخرى، ولكنه يعتمد على تذليل الصعوبات وتحقيق قرارات القمم العربية من الاتحاد الجمركي والحجم التجاري ومنطقة التجارة الحرة وتسهيل الانتقال لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي".

أهمية انعقاد القمة العربية الـ31 في الجزائر 

من جهته، أكد السفير نذير العرباوي مندوب الجزائر في الأمم المتحدة الذي تترأس بلاده أعمال القمة الـ"٣١"، على أهمية انعقاد القمة العربية بالجزائر للتعامل مع التحديات الجديدة التي تواجه الإقليم، لا سيما أن الساحات الدولية والإقليمية شهدت خلال الفترة الماضية العديد من المخاطر بداية من الأزمة الصحية المتمثلة في جائحة كورونا وصولًا إلى الصراع الدولي وحالة الاستقطاب الحالية التي يمر بها العالم، مشيرًا إلى تداعيات تلك المخاطر على العالم العربي سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

وقال "العرباوي" إن التحدي كبير، ويتطلب الأمر تنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية والجماعية بين الدول العربية وتطويرها بالشكل الأمثل حتى نتمكن من مواجهة التحديات، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة الأولويات العربية، مشيدًا في هذا الإطار بالاتفاق بين الفصائل الفلسطينية مؤخرًا والذي تم برعاية جزائرية وعناية خاصة من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

وأضاف أن سلسلة الاجتماعات التحضيرية للقمة انطلقت بعد مرور ٣ سنوات على انعقاد آخر قمة في تونس عام ٢٠١٩.

حسام زكي يشيد باستعدادات الجزائر لاستقبال القمة العربية

من جهته، أشاد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، باستعدادات الجزائر للقمة، وقال خلال كلمته إن الجزائر لديها قدرة على مواكبة طلبات الجامعة العربية المتعددة والتي أثمرت عن عقد أول قمة عربية "لا ورقية"، مشيرًا إلى أن الجزائر وفرت طلبات الجامعة بالشكل التكنولوجي المطلوب لنقل الجامعة العربية إلى مصاف المنظمات الدولية لخدمة قضايا العرب والدول الأعضاء، كما عبّر عن تقديره وشكره إلى الجزائر والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون على حسن الاستقبال والتنظيم للقمة.

أعرب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكى عن تقديره الكامل للجهود التى بذلتها دولة الجزائر لاستضافة القمة العربية المقرر انعقادها فى يومى 1 و2 نوفمبر المقبل.

أضاف زكي، خلال كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين المنعقد اليوم الأربعاء بالجزائر، أن الاجتماعات المرتبطة بالقمة ستكون لأول مرة بدون أوراق، مؤكدًا أن هذا الأمر تطلب جهودًا كبيرة من قبل الحكومة.

وقال زكي في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسئولين، للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية في دورتها الـ31، التي ستحتضنها الجزائر يومي الفاتح والثاني نوفمبر القادم، أن الجامعة العربية وقفت على الجهد الذي بذلته الجزائر و"هو جهد عالٍ ومشكور ويستحق كل الثناء، لذلك فإننا نسجل باسم أعضاء الأمانة العامة للجامعة العربية الشكر الواجب لدولة الجزائر في هذا الخصوص"، كما "نتقدم بكل الشكر لرئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون لرعايته السامية لهذه الأعمال".

دعوات الحضور القمة العربية

وكانت أول دعوة للمشاركة فى القمة قد وجهت لرئيس دولة فلسطين، محمود عباس، وذلك لكون القضية الفلسطينية ستكون نقطة مركزية ضمن جدول أعمال قمة الجزائر.

كما سلم وزير الخارجية رمطان لعمامرة أيضًا، دعوة رسمية إلى الرئيس، عبدالفتاح السيسي، الذى ثمّن جهود ومساعى رئيس الجزائر لتوفير عوامل نجاح القمة العربية المقبلة، مؤكدًا حرصه على المشاركة والمساهمة شخصيًا فى دعم هذه الجهود لضمان تكليل هذا الاستحقاق العربى الهام بنتائج تكون فى مستوى تطلعات الشعوب العربية.

من جهته، سلم وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، دعوة المشاركة فى القمة، الذى "ثمن الجهود الحثيثة التى تبذلها الجزائر من أجل إنجاح هذا الاستحقاق العربى الهام". وأكد على أن "الكويت ستكون أول الحاضرين وآخر المغادرين"، كما تضمنت زيارات مبعوثى رئيس الجزائر إلى كل من الإمارات وسلطنة عمان وموريتانيا والبحرين.

من جانبه أكد رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشاركته شخصيًا فى قمة الجزائر، واستعداد بلاده "للعمل على عدة أصعدة لإنجاح هذا الموعد العربى الهام وتطلعه إلى أن تتمخض عنه نتائج تكون فى مستوى التحديات وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية".

وبمسقط، سلم الوزير عرقاب الدعوة لسلطان عمان، هيثم بن طارق المعظم، وذلك خلال استقباله من طرف أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشئون العلاقات والتعاون الدولى والممثل الخاص للسلطان، الذى أكد مشاركة بلاده فى القمة، "فى سياق عربى ودولى يقتضى التفاهم والتوافق أكثر من أى وقت مضى".

فيما أعلن الديوان الملكي السعودي، الأحد الماضي، عن إنابة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان برئاسة وفد المملكة إلى القمة العربية، بعد تعذر قيام ولي العهد بذلك لأسباب طبية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان الديوان الملكي أنه بعد أن أناب الملك سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برئاسة وفد المملكة للقمة العربية، إلا أن "الفريق الطبي في العيادات الملكية أوصى بتجنب سموه الكريم السفر بالطائرة لمسافات طويلة دون توقف، وذلك لتجنب رضح الأذن الضغطي والتأثير على الأذن الوسطى".

وأضاف البيان أن ذلك أدى إلى تعذر قيام ولي العهد السعودي بزيارة الجزائر "أخذًا في الاعتبار طول مدة الرحلة في الذهاب والعودة خلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة".

وينعقد غدًا الخميس، اجتماع كبار المسئولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ثم اجتماع وزراء الخارجية يومى 29 و30 أكتوبر، وذلك قبيل انعقاد القمة العربية.