رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد ميلاد عمدة الفن.. أعمال لـ صلاح السعدني أثارت الجدل وعززت قيم المجتمع

صلاح السعدني
صلاح السعدني

لم يكن الفنان صلاح السعدني مجرد نجم فني عادي، فلم يكن الولد الوسيم والحبيب الذي يأخذ دور البطولة، بل صنع مجدا مميزا خاصا به، في التليفزيون والمسرح والسينما، منها ما يعزز قيم المجتمع، ومنها ما أثار الجدل، ومنها ما غير بوصلة الفن في مصر، وبمناسبة عيد ميلاده اليوم، نكشف أهم أعماله الفنية الفارقة في مسيرته.

ومن هنا، علينا القول بإن هناك محطتين هما الأهم في حياة الفنان الكبير صلاح السعدني، ويفصل بينهما أكثر من ربع قرن، الأولى بدأت بمسلسل "لا تطفئ الشمس" في مطلع الستينيات، والثانية "ليالي الحلمية" بأجزائه الخمسة، وهذا ما جعل الدراما التلفزيونية بيته الأول.

 

ليالي الحلمية

مسلسل "ليالي الحلمية" للكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ، ونجميها "العمدة سليمان غانم" صلاح السعدني، و"الباشا سليم البدري" يحيى الفخراني، دخل كل بيت في مصر، وتعلقت به الأسرة المصرية، وكان جزءً من تفاصيل يومهم بأجزائه الخمسة، فتميز المسلسل بثقله وتعزيزه لقيم الجيرة والصداقة والحب والأصالة في مصر.

 

لا تطفئ الشمس

اعتبر السعدني أن مسلسل "لا تطفئ الشمس" من الأعمال الكثيرة التي صادفها النجاح منذ سنوات طويلة، ومازالت حاضرة في وجدان المشاهد.

سؤال الهوية

يعد مسلسل "أرابيسك" للكاتب أسامة أنور عكاشة، والمعروض عام 1994، من أكثر الأعمال إثارة للجدل في تاريخ صلاح السعدني، حيث ناقش خلال أحداثه سؤال الانتماء والهوية العربية، ورفض الثقافات الدخيلة، والتأكيد على الوحدة والتآخي بين شعوب المنطقة، والانحياز لتراث الأمة الفكري والحضاري، فقد استمد فكرته من التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، فـ دور "حسن أرابيسك" يضيف إلى رصيد صلاح السعدني دورا من أهم أدواره على الشاشة الصغيرة.

ثلاثية نجيب محفوظ والأصالة ودور التربية في تشكيل الابن

ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية) للمخرج سمير سيف، وبطولة الفنان الكبير محمود مرسي والفنانة الكبيرة هدى سلطان، شارك فيها صلاح السعدني بدور (ياسين عبدالجواد) الذي قدمه في السينما الفنان الكبير عبد المنعم إبراهيم، وعززت هذه الثلاثية الأصالة وقيم المجتمع المصري في جانب، والجانب الآخر من الرجل المسيطر في جانب آخر، وكيف تؤثر التربية بخوف على شخصية الولد في جانب آخر، وهذا ما ظهر في دور صلاح السعدني.                                

 

تعزيز أهمية وقيمة الأرض الزراعية

 

لا فيلم يضاهي فيلم "الأرض" المعروض عام 1970، في تأكيد أهمية وقيمة الأرض الزراعية، وعدم التفريط فيها، والتي يملكها الفرد وتدر عليه الخيرات،  فيعد "الأرض" من الأيقونات السينمائية في مشوار المخرج الكبير يوسف شاهين، والذي دفع فيه بعدد من الوجوه الجديدة، منهم صلاح السعدني، الذي لعب دور "صعلوك القرية" وبرع في أداء مشاهده، لاسيما مشهد تعرضه للضرب المبرح من عمدة القرية "عبدالوارث عسر" وأيضا المشاهد التي جمعته بأستاذه عبدالرحمن الخميسي "الشيخ يوسف".

وبعد هذا الفيلم خرج السعدني بشهادة من المخرج العالمي يوسف شاهين، الذي قال له إنه كممثل يعوضه عن فقد الفنان الكبير محمود المليجي.

يعتبر صلاح السعدني من أفضل نجوم القرن في الدراما المصرية، فكان يرفض الأفلام في فترته لأن السينما ظهر فيها ما يسمى بـ "أفلام المقاولات التي كانت سائدة في فترة الثمانينيات والتسعينيات"، وهو لم يكن يستطيع أن يقبلها.

شارك الفنان صلاح السعدني في أكثر من 150 مسلسلاً تلفزيونياً، وكان بدايته مسلسل "الساقية والرحيل" للمخرج نور الدمرداش، وآخرها مسلسل “بيت القاصرات” 2013، للمخرج مجدي أبوعميرة.