رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا القاهرة.. العودُ أحمدُ

«هنا القاهرة» شعار عاد يطرب الآذان من جديد مع الإعلان عن انطلاق قناة «القاهرة الإخبارية»، بعد سنوات طويلة غاب فيها صوت الإعلام المصري وسط صراع السيطرة على الساحة، معيدًا ذكريات زمن جسد الريادة المصرية للإعلام العربي، معبرًا عن شخصية الدولة المصرية القوية، المحركة لنبض الشارع في كافة ربوع الوطن العربي، صوتًا لمطالبهم، ومعبرًا عن تطلعاتهم.
«هنا القاهرة» لم يكن مجرد شعار إعلامي، بل تجاوز هذا الحد بكثير حتى إنه استقر في العقل الجمعي العربي مرتبطًا بمعاني الانتصار والنشوة والقوة، ونجح في ترسيخ عقيدة لدى الجميع بأن القاهرة هي نبض الوطن العربي، وظل لسنوات طويلة معبرًا عن التأثير المصري في الشارع العربي ومحركًا له، إلا أن عوامل الإهمال والترهل التي أصابت العديد من المجالات في مصر خلال العقود الماضية، نالت أيضًا من الإعلام، الذى تراجعت شعبيته وهاجرت كوادره، فخفت صوته المؤثر وتلاشى دوره رويدًا رويدًا حتى كاد يختفى مع بداية الألفية الجديدة، فى ظل اشتعال الصراع على احتلال الساحة الإعلامية، وهو الأمر الذى دفعت مصر ثمنه باهظًا فى أحداث يناير، بفعل ما واجهته من حروب قادتها منصات إعلامية معادية تحمل أجندة الشر لمصر وأهلها الذين لم يجدوا ملاذًا من هذا الخطاب الإعلامي المسموم فى ظل الضعف البين للإعلام المصرى.
لعل هذا الأمر كان شاخصًا للجميع، وهو ما فطنت إليه الدولة منذ إرهاصات الجمهورية الجديدة، الأمر الذى تجسد فى العديد من المرات التى تحدث فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الإعلام الوطني ودوره فى حماية الدولة، وهى الحقيقة الراسخة «لا توجد دولة قوية بدون إعلام قوي».
مع بداية الجمهورية الجديدة، وما شهدته مصر من تحولات كبرى فى كافة المجالات ـ لم يكن الإعلام بمنأى عنهاـ، كان ضروريًا أن يكون لمصر صوت عال يعبر عن توجهاتها ويعيد لها مكانتها الرائدة، ومن هنا تبرز أهمية انطلاق «قناة القاهرة الإخبارية».
الرهان على «قناة القاهرة الإخبارية» ليس انطلاقًا لقناة تنافس فى صراع جذب المشاهدات فحسب، بل إن ما شهدته الأيام الماضية من استعدادات الانطلاق، سواء على مستوى اختيار الوجوه الإعلامية للقناة وكوادرها، والإعلان عن شعارها الرنان يرفع الطموح لانتظار قناة معبرة عن شخصية مصر، مجسدة لسياستها تجاه كافة القضايا المحلية والإقليمية والدولية، وأنها قادرة على استعادة الريادة المصرية للإعلام العربي، لتعود الأمور لنصابها ويجتمع الكل مجددا حول شعار «هنا القاهرة».