رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كاثوليك مصر» يحيون ذكرى القديس إسحق جوغ

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى القديس اسحق جوغ الكاهن شهيد كندا، وفقًا لدراسة أعدها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولد إسحاق جوغ في 10 يناير 1607 بالقرب من أورليان في فرنسا.من عائلة برجوازية كان الخامس من بين تسعة أطفال.أنضم للرهبنة اليسوعية وهو في السابعة عشرة من عمره لكي يذهب إلى بلاد الرسالة ويبشر بكلام الإنجيل بين الأمم الوثنية.

وبعد انتهاءه من مرحلة الإبتداء قدم نذوره الأولي في عام 1626م ، ذهب لدراسة الفلسفة في الكلية الملكية في لا فليش .في عام 1629 قام بتدريس العلوم الإنسانية للشباب في روان.وفى عام 1633م تم إرساله إلى كلية كليرمونت في باريس  لمواصلة دراسته في علم اللاهوت ،وسيم كاهناً في شهر يناير 1636م . وفى شهر إبريل انطلق الأب جوغ إلى ارض رسالته في منطقة الأنهار الثلاثة، ومكث فيها بضعة اشهر حتى حان موسم المقايضة، وأتت الزوارق الهندية من بلادها . 

فى يوم 24 أغسطس ركب مع أسطول صغير قاصداً بلاد الهورون. وكانت الرحلة شاقة، والمسير يتم بعكس التيار . وحين تظهر الشلالات ، ينزل الجميع على الشاطئ ويسيرون في ارض الغابات الطينية ، وهم يحملون الزوارق والأمتعة. وأدهش الأب جوغ الهنود بسرعة حركته وخفته ورشاقته ، فسموه " أوندسوك" أي الطير الجارح ، لأن ثوبه الرهباني السود كان يخفق خلفه حين يركض. ووصل الأب جوغ بعد سفر مضن دام تسعة عشر يوماً إلى إيهوناتيريا الهورونية ، والتقى مع الأب يوحنا ده بريبوف ، زعيم رسالة الهورون وبطلها.

وجعل يتعلم لغة الشعب ، ثم باشر تعليم الأطفال الإيمان المسيحي، وفى الليل كان يسامر الكبار فيتعلم منهم أموراً كثيرة عن حياتهم وطريقة تفكيرهم. واجتاح البلاد وباء الجدري ، وهلك به كثيرون وحاول السحرة أن يفعلوا شيئاً لدرء الخطر ، فأخفقوا . عندئذ عزوا أمر الوباء إلى لعنة حلت عليهم بسبب أصحاب الرداء الأسود. وهو السم الذي كان يطلق على الرهبان اليسوعيين. 

وصارت حياة المرسلين في خطر ، لأن السحرة ألبو الناس عليهم ونادوا بدق أعناقهم ، ولحسن الحظ زال الوباء قبل أن ينفذ هؤلاء تهديدهم. وبعد زوال خطر الأغتيال ، انطلق الأب جوغ إلى بلدة سماها " القديسة مريم" وعلم الناس الزراعة وتهجين الحيوانات ، فازدهرت الديار حتى إن الهنود التشبوازيين ، حين رأوا النعيم عند جيرانهم . دعوا أصحاب الرداء الأسود ليؤسسوا رسالة في أراضيهم . وزارهم الأب جوغ فوجدهم مالمين مطيعين ، ومستعدين لسماع كلمة الله. وأمضي الأب جوغ شتاء سنة 1642م وربيعها في منطقة" القديسة مريم" يعد الموعوظين للعماد. وفى يوم سبت النور إجتمع مائة وعشرون بالغاً في الساحة العامة ، وقبلوا سر العماد .

وسافر إلى كيبيك وصار يسال هنا وهناك عن أناس يودون مساعدته في رسالته. وأشار أهل الدير عليه أن يعرض هذا الأمر على الطبيب رينيه غوييل، وهو علماني كرس نفسه للعمل مع الرهبان اليسوعيين مقابل طعامه وثيابه، عائشاً حياة التبتل. فسر الأب جوغ بذلك ، خصوصاً وان المنطقة تفتقر إلى طبيب يقوم بتوعية الناس ومعالجتهم وفقاً للطرق العلمية الصحيحة . 

وازداد سروره حين وافق رينيه على المشروع برحابة صدر، ولم يخف من الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها.وفى عام 1642م في طريق العودة  على متن قارب كان الأب جوغ مع الطبيب رينيه فقعوا في كمين نصبوا في بحيرة سان بيير قبائل الموهوك ، وانقض المغيرون على الزوارق بوحشية ، وكبلوا جميع من فيها ، وقلعوا لهم أظافر أيديهم ، ثم طحنوا سباياهم باسنانهم ، حتى تحولت إلى كتل دموية ، ثم اعادوهم  على الزوارق وقادرهم عبر النهر إلى حيث يقيم زعيمهم . وكان الأب جوغ ورينيه في القارب نفسه. 

واقترب السطول من أرض الموهرك فاعترضت سبيلع مجموعة من أصدقاء المغيرين ، وارادوا أن يتسلوا قليلاً فانزلوا الأسرى من الزوارق وعروهم من ثيابهم ، وامسكوا بعصي واجبرهم على الجرى نحو التل ، وكانوا يكيلون لهم الضربات على رؤوسهم وظهورهم ورقابهم واكتافهم حين يمرون من أمامهم . ثم تابع السطول رحلته حتى وصل إلى بلدة أوسرننون على نهر الموهوك يوم 14 أغسطس فنزل الأسرى من القوارب ، وعرضوا الموهوك المرسلين على أهل البلدة ليسخروا منهم ، ثم بدأوا يخزون جسمهما باسياخ مدببة وأدوات حادة وقامت إحدى النساء بقطع إصبع الأب جوغ ، وصبوا عليها جمرا ورمادا ساخنا.

وبعد ثلاثة أيام اقتيد المرسلان إلى زعيم القبيلة فجعلهما عبديه ووضعهما في إسطبل وصار يعاملهما كالدواب فيسخرهما لحمل الأمتعة. وحدث ان حاول الأخ رينيه ان يرسم إشارة الصليب على طفل هندي يتيم ، فتشاءم جده ونادى عم الصبي فجاء وضربه بالفأس على راسه فقتله.

فتحمل الأب جوغ في عبودية اشد الذل والاحتقار، أما الهورون رفاقه في الأسر فكانوا يجلونه ويحبونه ، لأنه لم يكف عن تعزيتهم وتشديد عزائهم . وفى شهر سبتمبر 1643م رافق الأب جوغ بعض الهنود في رحلة تجارية على فورت أورنج الهولندية ، وكان الهولنديون قد علموا باسره ، ولما وصل إلى أراضيهم  واقنعوا بالهرب ، ووصل الأب جوغ أمستردام  الجديدة ، ثم عاد إلى فرنسا يوم عيد الميلاد.