رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنطيو مصر يحيون ذكرى أسقف و4 شهداء

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية في مصر اليوم بذكرى القدّيسين الشهداء نازاريوس وجرفاسيوس وبروتاسيوس وكلسيوس، واستشهد القدّيس نازاريوس ورفقاؤه في عهد الامبراطور، حول سنة 64-68.

بالإضافة إلى تذكار القديس البار قزما المنشئ المقدسيّ، أسقف مايوما، وولد القدّيس قزما المنشئ في القدس. وشاءت عناية الله أن تهدي اليه سرجيوس والد القدّيس يوحنا الدمشقي، فينتشله من بؤس مدقع، ويضمّه، وهو حدث السن، إلى اسرته فيتبنّاه ويربّيه في بيته، مع أولاده، ومنهم يوحنا الذي أضحى له الصديق الوفيّ، عكف سرجيوس على أن تكون لقزما ثقافة دينية ودنيوية وسيعة المدى نحسّها في ما اتحف به الطقوس الالهية من مؤلفات، ثم انتحل قزما وصديقه يوحنا الحياة الرهبانية في دير القدّيس سابا، وفي سنة 743، سيم اسقفاً على مدينة مايوما، من لواء غزّة، واسلم نفسه البارّة حول سنة 760.

وفي القداس الاحتفالي بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة قالت خلالها: «إنّ المسيحي الذي يحتفل بالإفخارستيا يتعلّم منها أن يكون عامل شركة وسلام وتضامن في جميع ظروف حياته، وصورة عالمنا الممزّق كما يظهر في بداية هذه الألفيّة الثالثة، والموسوم بالحروب والإرهاب، يحدو بالمؤمنين على عيش الإفخارستيا كمدرسةٍ للسلام، فيه يتكوّن رجال ونساء يحملون مسؤوليّات مختلفة في الحياة الاجتماعية والثقافيّة والسياسيّة، ويصبحون مبشّرين بالحوار والشركة، هنالك نقطة أودّ التركيز عليها أيضًا، وعليها تعتمد المشاركة الصحيحة في سرّ الإفخارستيا التي تحتفل بها الجماعة. وهو الالتزام المنبثق من سرّ الإفخارستيا ببناء مجتمع أكثر عدلاً وأخوّة، فقد أظهر ربّنا في سرّ الإفخارستيا قوّة المحبّة اللامحدودة، وقلب بذلك موازين القوى والسلطة التي تتحكّم بالعلاقات بين بني البشر، وركّز على مقياس الخدمة "مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم" (مر 9: 35) لذا، ليس من المصادفة أنّ إنجيل يوحنّا لا يذكر نصّ تأسيس سرّ القربان، بل يذكر رتبة غسل الأرجل. فالرّب يسوع المسيح انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، وفسّر بذلك المعنى الواضح لسرّ الإفخارستيا، والقدّيس بولس يذكّر بكلّ قوّة أنّ أي احتفال بسرّ الإفخارستيا غير صحيح إن لم تظهر فيه بشكل واضح المحبّة والتضامن مع الفقراء».

وتابع: «لماذا لا نجعل من سنة الإفخارستيا هذه مناسبة لجميع الرعايا والأبرشيّات للعمل بشكل حثيث وفعّال لمحاربة نوع من أنواع الفقر في العالم؟ أفكّر على سبيل المثال بالجوع الذي ما زال يهدّد الملايين، وأفكر أيضًا ببعض الأمراض التي ما زالت تفتك ببعض الدول النامية، أفكّر بوِحدة الأشخاص المسنّين، أفكّر بالعاطلين عن العمل، أفكّر بمعاناة المهاجرين، لا مجال لخداع أنفسنا: فنحن سوف نُدان على المحبّة وعلى العون الذي قدّمناه لمَن كان في عوز، وبالمحبّة نُظهر أنّنا تلاميذ الرّب يسوع المسيح حقًّا، هذا هو المقياس لصحّة احتفالنا بسرّ الإفخارستي».