رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غرفة تحنيط أبو صير تثير حيرة العلماء عن أبرز أسرار الفراعنة؟

ورشة التحنيط في أبو
ورشة التحنيط في أبو صير

أكدت صحيفة "هيستوري أوف يسترداي" الأمريكية أنه بالقرب من مدخل مخفي في مقبرة أبو صير، تم اكتشاف أكبر مخبأ لأجهزة التحنيط، واستطاع  فريق من علماء المصريات المصريين والتشيكيين بقيادة بيتر كوشاريك  من خلال هذا الاكتشاف كشف النقاب عن 370 جرة خزفية كانت تستخدم لتحنيط المومياوات، وأن هذه الأدوات التي تم اكتشافها  يصل عمرها 2500 عام على الأقل.

- جرار فارغة تثير حيرة  العلماء

وتابعت أن بعض  الجرار احتوت على أدوات كانت تستخدم في تحضير الجسد للتحنيط، وكانت الجرار الأخرى مملوءة بمواد ومساحيق مختلفة كانت تستخدم لتطهير الجسم قبل التحنيط، وفي التاريخ المصري القديم، كانت هذه الأنواع من الجرار التي تحمل رؤوس مختلف الآلهة المصرية القديمة تستخدم بشكل أساسي لتخزين أعضاء الشخص الذي كان يتم تحنيطه.

وأضافت أن الجرار تعرف باسم الجرار الكانوبية، وقد تم تقديمها في الأسرة الرابعة للحفاظ على الأعضاء الداخلية المزالة للمتوفى، ومع مرور الوقت، أدخلت عملية التحنيط الصناديق الكانوبية لأنها كانت أكثر عملية، تمثل الأغطية أبناء حورس الأربعة.

وأشارت إلى أنه الغريب في الأمر أن أيا من هذه الجرار لا تحتوي على أعضاء ومعظمها فارغ، فعادة تُترك هذه الأنواع من الجرار التي تحتوي على أحشاء محنطة بجانب مالكها، وذكر جيري جاناك، عضو هيئة التدريس بالمعهد التشيكي لعلم المصريات، أن العثور على معظم هذه الأواني الفارغة لا يزال لغزًا. 

- حماية الثقافة المصرية القديمة

وذكر مدير البعثة إلى أبو صير، البروفيسور ميروسلاف بارتا، أن هذه الجرار بالإضافة إلى القطع الأثرية الأخرى الموجودة داخل العمود المخفي ، كان من الممكن وضعها للحفاظ على ثقافة وهوية المصريين، مضيفا أن نظريته هي أنه في أواخر السلالات الحاكمة في مصر، هددت الجيوش الفارسية واليونانية ثقافاتهم لذلك أرادوا إخفاء القطع الأثرية التي تمثل ثقافتهم للأجيال القادمة، وهو ما حدث بالفعل.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من الغموض وراء الجرار، فإن هذا الاكتشاف يعد مصدرًا قيمًا للمعلومات حول عادات الدفن التي تستخدمها النخبة الاجتماعية المصرية، وقد تبدو عملية التحنيط بسيطة، لكنها كانت معقدة للغاية، وتم تنفيذ كل أسرة عابرة وطقوس وتقاليد جديدة، وتعد هذه العملية جزءًا مهمًا جدًا من الثقافة المصرية القديمة، حيث بدأت في مكان ما في عام 2600 قبل الميلاد (خلال الأسرة الرابعة) واستمرت حتى العصر الروماني.