رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمم المتحدة تحذر من عدم استعداد نصف دول العالم للكوارث

الأمم المتحدة
الأمم المتحدة

حذرت الأمم المتحدة، الخميس، من أن نصف دول العالم تفتقد أنظمة الإنذار المبكر المتقدّمة الضرورية لإنقاذ الأرواح على الرغم من تضاعف الظواهر الجوية الحادة والكوارث المناخية.

وفي تقرير أصدرته مؤخرًا، حذرت وكالات الأمم المتحدة المعنية بالطقس والحد من مخاطر الكوارث من أن البلدان التي لديها أنظمة إنذار مبكر ضعيفة تسجّل في المعدّل حصيلة وفيات ناجمة عن الكوارث أعلى بثمانية أضعاف مقارنة بالبلدان ذات الأنظمة الأكثر فاعلية.

وتتيح أنظمة الإنذار المبكر الملائمة التي تحذر من الفيضانات والجفاف وموجات الحر والعواصف وغيرها من الكوارث التخطيط لتخفيض التأثيرات الضارة إلى أدنى مستوى.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن "الظواهر المناخية الحادة ستحدث، لكن يجب ألا تتحول إلى كوارث مميتة".

ومع تزايد الآثار الملموسة للتغير المناخي، يشهد العالم مزيدًا من الكوارث التي تنطوي على "آثار مضاعفة وتراكمية"، وفق التقرير الصادر الخميس.

وخلص التقرير إلى أن البلدان يحب أن تكون مجهّزة بأنظمة إنذار مبكر للمخاطر المتعددة، إلا أن نصف دول العالم فقط لديها حاليًا أنظمة من هذا النوع، والمناطق الأكثر فقرًا، وغالبًا الأكثر عرضة لتداعيات الصدمات المناخية والكوارث الطبيعية هي الأسوأ تجهيزًا، فهذه الدول تواجه بشكل متزايد أوضاعًا متعددة التأثيرات.

وأشار التقرير إلى أن نحو نصف بلدان العالم الأقل تقدمًا وثلث الدول الجزرية الصغيرة النامية فقط لديها أنظمة إنذار مبكر للتحذير من الأخطار المتعددة.

وحذّرت الممثلة الخاصة للأمين العام للحد من مخاطر الكوارث "مامي ميزوتوري"، من خطورة وجود "ثغرات كبيرة" على صعيد الحماية، وقالت: "هذه الأوضاع تتطلب تغييرًا عاجلًا لإنقاذ الأرواح وسبل العيش والأصول".

ومع تزايد المخاطر، أسهمت أنظمة الإنذار المبكر بدرجة كبيرة في الحد من الوفيات المتصلة بالكوارث.

وأظهر تقرير الأمم المتحدة أن حصيلة الأشخاص المتضررين من الكوارث ارتفعت بنحو الضعفين من معدّل قدره 1147 شخصًا من أصل مئة ألف في السنة بين العامين 2005 و2014، إلى 2066 شخصًا في الفترة الممتدة بين العامين 2012 و2021.

لكن في الوقت نفسه، وفي مقارنة بين هاتين الفترتين "2005-2014  و2012- 2021" انخفضت الحصيلة السنوية للأشخاص الذين قضوا من جراء الكوارث أو فُقد أثرهم من 1,77 شخص لكل مئة ألف إلى 0,84 شخص.

وفي هذا السياق، أشارت "ميزوتوري" إلى الفيضانات الموسمية الكارثية التي اجتاحت باكستان مؤخرًا، وغمرت ثلث أراضيها، وأدت إلى مصرع نحو 1700 شخص.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للحد من مخاطر الكوارث إنه على الرغم من هذه الكارثة "كانت حصيلة الوفيات لتكون أعلى بكثير لولا وجود أنظمة الإنذار المبكر".

وتدعو الأمم المتحدة كل البلدان للتزود بأنظمة إنذار مبكر في غضون خمس سنوات، ومن المقرر أن تعرض خطة عمل خلال النسخة 27 من "مؤتمر الأطراف" المعني بتغيّر المناخ، والذي تستضيفه مصر في نوفمبر، وقال جوتيريش إن "الأقل تسببًا بالأزمة المناخية هم الذين يدفعون الثمن الأكبر".