رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترسيم حدود لبنان البحرية مع إسرائيل.. ما علاقة الغاز بمفاوضات صندوق النقد؟

مفاوضات الحدود البحرية
مفاوضات الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

تتواصل جهود الوساطة الأمريكية للتوصل لاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع إسرائيل، وبدء استخراج النفط والغاز في ظل أزمة الطاقة العالمية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية منذ بداية العام الجاري، والتغلب على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان.

وأعرب رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال عون، عن أمله في إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأمريكي أموس هوكشتاين شوطًا متقدمًا، وتقلصت الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي.

رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون

واعتبر الرئيس اللبناني، حسبما ذكرت الرئاسة اللبنانية، أن الوصول إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الأمر الذي سيحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي.

استغلال سياسي

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، اللبناني جورج العاقوري، أن الموقف الرسمي في لبنان عكس تسرعًا ملحوظًا، ومحاولة من جميع الأطراف السياسية استغلال مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل لتسجيل نقاط ومكاسب داخلية.

اقرأ أيضا: الوسيط الأمريكي يسلم لبنان الملاحظات الإسرائيلية حول ترسيم الحدود اليوم

وأضاف العاقوري، في تصريحات أدلى بها إلى «الدستور»: «رأينا رئيس الجمهورية يعلن إنجازًا لعهده الذي أدى لانهيار لبنان وسقوطه في أزمات لا نهائية، عبر الحديث عن استخراج الغاز والنفط، ورأينا حزب الله يتشدق بأن مسيّراته التي أطلقها نحو الحدود البحرية فرضت إيقاع معينًا على إسرائيل، ورئيس البرلمان نبيه بري الذي خرج ليقول إن الأجواء "قمحة ونص"، وهو مثل لبناني يعني الإيجابية».

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري

وأشار إلى أن هناك علامات استفهام حول الخط 29 الذي وضعته دراسات الجيش اللبناني، ثم تم التخلي عنه، سعيًا لتمرير الترسيم بأي شكل، والشعب اللبناني يتساءل عن الشفافية في مسألة الخطوط، ولا توجد أجوبة مقنعة، ما يعكس حالة الغموض لدى الفريق الرسمي في تعامله مع تساؤلات الناس.

حزب الله

وتابع العاقوري: «حزب الله هو الراعي الأساسي لما نراه في عملية ترسيم الحدود مع إسرائيل، وهو الذي يعطي الضوء الأخضر، والناس تتساءل، حول الثقة الكبيرة التي يضعها حزب الله في الوسيط الأمريكي، رغم أحاديث الحزب المستمرة عن العداء لأمريكا وإسرائيل، والسعي نحو الحرب على تل أبيب وتحرير فلسطين».

الوسيط الأمريكي أموس هوكشتاين

وأوضح المحلل السياسي اللبناني، أن الإسراع في استخراج الغاز من الحقول اللبنانية سيعود بالنفع على جميع الأطراف، والجانب الإسرائيلي أيضًا يسعى لمكاسب اقتصادية، متابعًا: «مع الأسف، إسرائيل أكثر استعدادًا منا لاستخراج الغاز، واستغلال الطلب العالمي على النفط والذي فرضته الحرب الأوكرانية، وشح موارد الطاقة».

اقرأ أيضا: تهديد نصرالله وتشغيل "كاريش".. هل التصعيد قريب بين إسرائيل وحزب الله؟

وأضاف: «حزب الله يراهن على أن يكون هذا الغاز مخرجا للتنصل من أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وأن النظام الحاكم يمكنه كسر العزلة والتغلب على الأزمة الاقتصادية دون إجراء الإصلاحات التي وضعها الصندوق شرطا لمنح لبنان القرض المطلوب، وهي فكرة خبيثة تضر البلاد والعباد».

تهديد إسرائيلي

ونوه إلى أن هذا السيناريو ليس التفافا على صندوق النقد الدولي، ولكنه التفاف على الإصلاحات التي تحتاجها البلاد، في ضبط الحدود ومنع التهريب، وإصلاح القطاع العام، لإعادة استنهاض الدولة.

وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، إن رد تل أبيب سيكون حاسمًا إذا ما هاجم حزب الله إسرائيل.

وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس

وأضاف جانتس، خلال مقابلة تليفزيونية مع «ويك إند نيوز»، مساء السبت: «إذا ارتكب حزب الله خطأ وهاجم إسرائيل بطريقة ما.. فسوف نفكك لبنان، وأوضح وزير الدفاع أن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي تصعيد».

اقرأ أيضا: السفير ​حسام زكي: جامعة الدول العربية تؤيد حقوق لبنان في أراضيه ومياهه

وصرح جانتس، بأن اتفاقية الغاز مع لبنان جيدة وأنه لا يزال من الممكن التوصل إليها، مشيرًا إلى أن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق وهي مصممة على حماية أصولها.