رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

15 صقرًا محنطًا تكشف أسرار حضارة مصرية قديمة غريبة وغامضة

الصقور
الصقور

اكتشف علماء الآثار معبدًا مصريًا قديمًا به 15 صقرًا محنطًا، العديد منها مقطوعة الرأس ومدفونة حول قاعدة، ويشير الاكتشاف إلى طقوس لم تكن معروفة من قبل قام بها البليميون، وهم شعب رُحل سكن ذات يوم ما هو الآن جنوب مصر والسودان.

 

حضارة مصرية قديمة

وبحسب مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، نشر فريق علماء الآثار الإسبان والبولنديين تحليلًا شاملًا لنتائجهم خلال موسم التنقيب لعام 2019 في برنيس وهي مدينة ساحلية قديمة ومهجورة على البحر الأحمر على حدود الصحراء الشرقية لمصر.

وتابعت المجلة، أن هذه النتائج المثيرة للاهتمام، التي تظهر في المجلة الأمريكية لعلم الآثار، توفر معلومات مفصلة حول الضريح الديني أو المعبد الذي اكتشف في برنيس والذي يعود تاريخه من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادي.

وأضافت أنه في حين أن المسيحية أصبحت الدين المعترف به رسميًا في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية بحلول هذا الوقت، بما في ذلك في مصر، تم بناء الضريح الموجود في برنيس من قبل البدو البليميين، الذين شكلوا فيما بعد مملكتهم الخاصة في النوبة السفلى (جنوب مصر والسودان) في أواخر القرن الرابع.

وتابعت أنه إظهارًا لروحهم المستقلة، ظل البليميون مخلصين للتقاليد الدينية القديمة، وحافظوا على نظام معتقد ميتافيزيقي كان يتعارض مع المعتقدات الرومانية بعد القرن الرابع. يُظهر اكتشاف معبدهم في برنيس أن لديهم حضورًا قويًا بدرجة كافية في جيب روماني لممارسة أي نوع من الديانات التي يختارونها، على الرغم من أي مراسيم ربما تكون قد صدرت من العاصمة الرومانية البعيدة.

تصف ورقة المجلة الأمريكية لعلم الآثار جهود علماء الآثار تحت قيادة البروفيسور جوان أولر جوزمان من جامعة برشلونة المستقلة لمعرفة المزيد حول ما يسمى بـ"ضريح فالكون"، وهو معبد ديني صغير تم اكتشافه ضمن مجموعة أكبر من المباني المعروفة باسم المجمع الشمالي.

جرى تشييد الضريح في الأصل كمعبد مصري تقليدي، وقد قام البليميون بتكييف الضريح مع نظام معتقداتهم في وقت ما خلال القرن الرابع، بعد أن أطلق الإمبراطور الروماني قسطنطين جهوده لتنصير جميع الأراضي الواقعة تحت سلطته، لكن معتقدات البليميين كانت خاصة بهم تمامًا ولم تعكس أي ميول أو تأثيرات مسيحية، كما كشفت القطع الأثرية الموجودة في الضريح.

وأشارت المجلة، إلى أنه في حين أن هذه الاكتشافات كانت رائعة، كان أبرز اكتشاف هو عرض منظم يضم 15 صقرًا محنطًا، معظمها مقطوعة الرأس، أظهرت الاكتشافات السابقة في وادي النيل في مصر أن الصقور كانت تُعبد في العصور القديمة، وقد تم العثور على عدد قليل من الصقور المحنطة من قبل.. لكن هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها علماء الآثار مجموعة من الصقور المحفوظة مدفونة معًا داخل معبد.