رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفتى: الاحتفال بذكرى المولد النبوى يمدنا بمزيد من الأمل والنور

د. شوقي علام
د. شوقي علام

تقدَّم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بأصدق التهاني إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، والشعب المصري والمسلمين جميعًا في العالمين العربي والإسلامي، بمناسبة ذكرى مولد نبي الرحمة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، داعيًا المولى، عزَّ وجلَّ، أن يُعيد علينا هذه الأيام بالخير والمحبة والرحمة والسلام.

وقال مفتي الجمهورية في كلمته، اليوم الجمعة، بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف: إنَّ ميلاد النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، كان ميلادًا للرحمة غير المحدودة للإنسانية جمعاء، فرسالة الإسلام قائمة على الرحمة؛ ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، لافتًا إلى أنَّه من حسن الطالع توافق الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام مع احتفالاتنا بانتصارات أكتوبر المجيدة.

وأضاف مفتي الجمهورية أنَّ سيرة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، العطرة مليئة بالمواقف والأحداث التي تُعلِّمنا قيمًا إنسانية راقية تستقيم معها الحياة وتُعمَّر بها الأرض، وتتآلف بها النفوس إذا ما ترجمناها إلى واقعٍ عملي في حياتنا، وقد أرشدنا الله، سبحانه وتعالى، إلى ضرورة اتِّباع النبيِّ، صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا».

وأشار إلى أنَّ القراءة العصرية لسيرة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وتطبيقها تطبيقًا عمليًّا صحيحًا أصبحت ضرورة ملحَّة في ظلِّ ما نعيشه من أحداث وفتن تتطلَّب منَّا التمسُّك بأخلاق النبي وتحقيق مقاصد الإسلام العليا.
وأوضح مفتي الجمهورية أنَّ الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يمدُّنا بمزيد من الأمل والنور والبِشر لتَشُدَّ على أيدِينا وسواعِدِنا كي تَتَوحَّدَ كلمَتُنا وتَنطلقَ مساعِينا نحوَ البناء والعمران؛ رغبةً في استعادةِ الرُّوحِ المُحبَّةِ للحياةِ والمقبلةِ عليها.

ولفت إلى أنَّ رسالة النبي، صلى الله عليه وسلم، لم تكن محدودة، بل كانت تشمل تربيةَ البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم، وتكفل تقدمهم على صعيد حياتهم المادي والمعنوي، كما أنها لم تكن مقصورة على أهل ذلك الزمان؛ بل امتدت على مدار التاريخ والأيام لتشمل العالمين.

وأضاف أنَّ رحمة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ظهرت في كلِّ أمور حياته، ولعلَّ من أبرزها ما قاله عن أهل مكة الذين آذَوه وعذبوا أصحابه، ومع ذلك لم يدعُ عليهم، بل كان قارئًا للمستقبل ومستبصرًا النور القادم، فقال لسيدنا جبريل: "بل أرجو أن يُخرج اللهُ من أصلابهم مَن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا".

ولفت إلى ضرورة التأسي بأخلاقه والتحلي بها، ومنها رحمته، صلى الله عليه وسلم، التي شملت أهله وأصحابه والأمة قاطبة، فقد كان صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأمته وخيرهم لأهله، فلم يسبق يومًا غضبُه رحمتَه، ولم يكن فاحشًا ولا متفحِّشًا، ولا صخَّابًا، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.