رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموارنة يحتفلون بذكرى القديس مار توما الرسول: له الفضل على الهنود

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية الكاثوليكية في مصر، اليوم برئاسة المطران جورج شيحان، بذكرى مار توما الرسول.

أصله من الجليل. هو الملقب بالتوأم، اختاره يسوع مع الاثني عشر. يظهر متعلقاً بيسوع الى درجة انه اراد "أن يذهب ليموت معه" عندما أعلن يسوع عن موته. ولشدة محبته البريئة ليسوع نسمعه يقول للرب: "يا معلم يطلبون رجمك وتعود الى هنا!". شاهد آلام الرّب وذلّه على الصليب فهزته المأساة هزّاً عميقاً حتى انه شك في قيامة المسيح: "إن لم اشاهد أثر المسامير في يديه واضع أصبعي موضع المسامير وفي جنبه فلن أومن". ظهر له الرب ودعاه الى رؤية جراحه فهتف توما بكل براءة وايمان: "ربي وإلهي". يخبرنا التقليد القديم انه بشر في جهات الرها أولاً ثم في الهند ولايزال السريان الملابار والملكنار في الهند ينسبون تنصرهم اليه ويكرمون قبره عندهم، نال اكليل الشهادة في الهند. 

بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إن الزمن الحاضر هو، بحسب الرّب، زمن الرّوح والشهادة، ولكنه كذلك زمن يَتّسم "بالشدّة" وبتجارب الشرّ التي لا توفّر الكنيسة، وتفتتح معارك الأيام الأخيرة. إنه زمن انتظار وسهر. إنّ مجيء الرّب يسوع المسيح في المجد وشيك، وذلك منذ صعوده إلى السماء، بالرّغم من أنّ الرّب قال لنا: "لَيَس لَكم أَن تَعرِفوا الأَزمِنَةَ والأَوقاتَ الَّتي حَدَّدَها الآبُ بِذاتِ سُلطانِه"  يمكن لهذا المجيء النّهيويّ أن يَتمّ في أي وقت.

قبل مجيء الرّب يسوع المسيح الثّاني، يجب على الكنيسة أن تعيش تجربة نهائيّة تهزّ إيمان العديد من المؤمنين. والاضطهاد الذي سيرافق مجيئه على الأرض يكشف "سرّ الإثم" على شكل رياء ديني يحمل للناس حلّاً شكليًّا لمشاكلهم على حساب الجحود بالحقّ. إن الرياء الديني الأعلى هو المسيح الدجّال، أي المشيحيّة الكاذبة حيث يمجّد الانسان نفسه مكان الله ومكان مسيحه الذي أتى بالجسد.

لن تدخل الكنيسة في مجد الملكوت إلا من خلال الفصح الأخير حيث ستتبع ربّها في موته وقيامته. لن يَتمَّ الملكوت إذًا بانتصار تاريخي للكنيسة بحسب تقدّم صاعد، إنّما من خلال انتصار الله على هيجان الشرّ الأخير الذي سيُنزِل من السماء عروسه. سيكون انتصار الله على ثورة الشرّ كالدّينونة الأخيرة، بعد آخر اهتزاز كوني لهذا العالم الزائل.