رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شوشة»: «خداع واحد ممكن» رواية بها قدر كبير من الخصوصية

جانب من الندوة
جانب من الندوة

«خداع واحد ممكن رواية بها قدر كبير من الخصوصية على مستوى الشكل والمضمون» بهذه الكلمات استهل الناقد الدكتور محمد سليم شوشة، مداخلته خلال حفل إطلاق ومناقشة رواية «خداع واحد ممكن»، للكاتبة رضوي الأسود، والذي عقد بمركز قنصلية الثقافي.

وأوضح «شوشة»: «خداع واحد ممكن»، عمل روائي يمثل نقلة وخطوة جديدة في مسيرة رضوي الأسود، ليس فقط على مستوى الكتابة، وإنما أيضًا على مستوى النشر.

وأبرز ما في رواية  «خداع واحد ممكن» أنها رواية ثرية، بها تناول ومقاربة لفكرة الكتابة، أو ما وراء الكتابة، وعلاقة الكتابة الأدبية بالحالات النفسية المختلفة للمبدعين، أي أنها رواية لها صلة بمقاربة الوسط الثقافي، حتى مقاربة عالم النشر والصحافة، وغيرها من الأمور الثقافية.

وتابع الناقد دكتور محمد سليم شوشة: «رواية "خداع واحد ممكن"، تحدثت في تناول شخصيتين مهمتين في الرواية، كامل الحلواني، وأبو المجد شتا، بهما مقارنة ومقاربة، فهما الاثنين كاتبين روائيين، ومرتبطين بالحدث الأكثر تشويقًا في الرواية، وهو جريمة القتل». 

وتابع: «الحقيقة أن الرواية ليس بها جريمة قتل واحدة، وإنما بها أكثر من جريمة»، واستطرد: «الإبداع مثل البصمة، وهناك فارق بين التقليد الجيد، الذي يصمد إلى مراحل عالية من البراعة، وبين الخلق والابتكار بالكامل ومن ثمة إنتاج نموذج مختلف».

ولفت إلى أن الكاتبة الروائية رضوي الأسود، في روايتها «خداع واحد ممكن»، مدركة للفارق بين الابتكار الكامل والتقليد وهذا هو المهم.

وذكر أن قصة الحب في الرواية في جوهر الموضوع الروائي، ولكن ما لمحته قد يكون مطمورًا مختفيًا وجميلًا، ولكن ما ينتجه النص عبر سيرورته الإبداعية هو جعل قصة الحب الأسطوري، التي شكلت على هذا النحو المختلف، وهذا الشكل الفارق، قصة الحب ليست قصة حب عادية، وإنما هي قصة حب تبدو وكأنها مدفوعة، أو مؤسسة على جانب ميتافيزيقي. 

وأكمل: «على بواعث كامنة قبل ميلاد الشخصيات نفسها، فهاتين الشخصيتين وجدتا في صورة نفسيهما، وقد أحبا بعضهما بشكل حتمي لا فكاك منه، هذا الحب أفضى إلى قصة حب أسطورية، أو ملحمة حب، وملحمة عشق مختلفة، وهنا له صلة بما طرحه «فرويد» عن دلالة الإفراط».

وأضاف «شوشة»: «هذا الحب المختلف، وضعه الخطاب الروائي في حالة مواجهة مع شيئ مختلف، فمن المعتاد في الثقافة العربية أن قصص الحب تنتهي وتتكسر على خلفية صدام مع الصراعات الطبقية، أو صراعات الفوارق الاجتماعية أو الاقتصادية أو القبلية، أو أيًا من هذه الأنماط التي عهدناها كثيرًا».

واختتم: «لكن ما دمر الحب في رواية «خداع واحد ممكن» للكاتبة رضوي الأسود، هو الاصطدام بالرجعية الدينية، هذه السحابة السوداء التي ربما تكون حسب تصوراتنا قد عبرت، ولكنها لم تعبر بسلام وآثارها مازالت ممتدة وباقية في نفوسنا حتى ولو لم نكن واعين».