هل العيش السن والشوفان مصادر صحية أم ضارة؟.. طبيب تغذية يجيب

أثير خلال الساعات القليلة الماضية العديد من الأقاويل حول العيش السن والشوفان، حيث قال أحد خبراء التغذية إن تناولهما يشكل خطر كبير على الصحة وكارثة حقيقية، كما أن تناول العيش السن بحجم 100 جرام يتسبب في إصابة الإنسان بالنقرس نظرًا لاحتواء هذه الكمية على 1000 ملي جرام من اليورك أسيد، هذا بالإضافة إلى أن تناول الألياف بشكل مبالغ فيه يتسبب في خفض امتصاص الجسم للمعادن مثل الحديد والكالسيوم.

وبالتالي، أصبح الكثيرين في حيرة من أمرهم حول مدى صحية أو ضرر العيش السن والشوفان على الجسم.

وفي هذا السياق، تحدثت "الدستور" مع الدكتورة سمر عباس- استشاري تغذية علاجية ومدرس الصحة العامة بكلية الطب جامعة حلوان- التي أكدت أن "تناول العيش السن أو الشوفان بشكل معتدل لا يشكل خطر على الصحة. لكن المشكلة هنا أنه يتم استخدام هذه الأطعمة بشكل خاطئ خاصة أثناء اتباع الريجيم".

وأضافت عباس أن مصادر النشويات تنقسم إلى نوعين وهما الدقيق الأبيض الذي نقوم بنزع النخالة والقلب منه ويتبقى فقط القشرة الخارجية ويتم استخدامها في كافة المخبوزات، لكن دراسات التغذية أكدت أن هذا النوع من الدقيق ليس صحيًا بالقدر الكافي لأنه يتسبب في ارتفاع مستوى السكر في الدم سريعًا وله تأثير سلبي على الصحة، والنوع الثاني وهو دقيق القمح الكامل الذي يتكون من النخالة والشرة الخارجية وقلب القمح، ويعد هذا النوع مصدر صحي لأنه يحتوي على فيتامين بـ12 ولا يتسبب في ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل سريع، كما أنها ترفع من معدل الإحساس بالشبع والألياف الموجودة بها مفيدة للجهاز الهضمي".

دقيق القمح الكامل

وأشارت إلى أن "دقيق القمح الكامل أو دقيق الحبة الكاملة هو الأصح للاستخدام. لكن هناك أشخاص يقومون بخلط الدقيق الأبيض مع الردة ولون طعام بني والتعامل معه وكأنه دقيق قمح كامل وهو أمر خاطئ وغير صحي".

وأوضحت أن "الدايت لا يعني أنني أتناول الردة أو الشوفان بشكل مبالغ فيه اعتقادًا مني بأن هذا الأمر صحي ويساعد على الشبع. فهذا أمر خاطئ، فهناك جرعات يومية لا يجوز تعديها من الأطعمة المختلفة. فيجب ألا تزيد الجرعة من العيش السن عن 25 إلى 30 جرام يوميًا، وذلك لأن الزيادة في الجرعة عن الحد الموصى به تتسبب في عمل جدار على المعدة يمنع امتصاص العديد من المعادن كالحديد والكالسيوم وبالتالي يتسبب في إصابة الإنسان بالأنيميا ونقص الكالسيوم وهشاشة العظام".

تقسيم الوجبة

وأكدت عباس أن “الأصل في تناول الطعام الصحي هو تقسيم الوجبة إلى نصف الطبق خضروات وربع للبروتين وربع للحبوب أو النشويات المعقدة كالفريك أو الأرز البني أو الشوفان البني أو المخبوزات بدقيق القمح الكامل أو العيش البلدي، هذا بالإضافة إلى تناول سناكس بين الوجبات من الفواكه أو الخضروات”.

وأوصت أنه "إذا قمنا بتناول كوب من البليلة بالحليب أو الجرانولا من الشوفان على سبيل المثال كوجبة الإفطار، فهو أمر جيد لكن يجب أن يتم تناول الخضروات والفواكه فيما بعد إلى جانب النشويات المعقدة الأخرى، فلا يجوز الاعتماد طوال اليوم على تناول العيش السن والشوفان للإحساس بالشبع".