العرابى: «السلام والاستقرار والتنمية» أركان مصر فى التعاملات الخارجية
قال السفير محمد العرابي، وزير خارجية مصر الأسبق، إننا أصبحنا فى عالم سريع ومتغير فوحدة القياس في المتغيرات الدولية خلال القرن الماضي كانت تتغير تقريبًا كل 10 سنوات وذلك بحدوث حدث جلل يغير منظومة العلاقات الدولية الموجودة في العالم، ولكن الآن منذ 20 سنة تتغير وحدة القياس كل سنة لحدوث حدث جلل يغير كل شيء.
وأضاف أن مصر تتعامل دبلوماسيًا بسمات واحدة مع دول الجوار الاستراتيجي تعتمد على ثلاثة أركان وهى "السلام والاستقرار والتنمية "وهذه الأركان الثلاثة لمصر التي تتعامل بها مع كل الدول التي نتعامل معها، وأن الأزمات الدولية فى الفترة السابقة سواء أزمة ليبيا أو اليمن أو السودان كلها أعباء على السياسة الخارجية لمصر.
جاء ذلك خلال صالون جزيرة الورد الثقافي بنادي جزيرة الورد بالمنصورة، التابع لمديرية الشباب والرياضة بالدقهلية، والذي أقيم بعنوان "مصر والعالم المتغير".
وأضاف العرابي، أنه كانت توجد خطط لمواجهة المتغيرات عند كل دول العالم، ولكن كثرت المتغيرات وأصبحت متلاحقة بشكل سنوي وسريعة فى أقل من سنة، حيث إن الأحداث ستبقى متلاحقة بسرعة أكبر فى الفترات القادمة، فكانت الأجهزة الاستراتيجية الموجودة بالدول تستعد لهذه المتغيرات، وهذا ما يعرف باسم الاستراتيجية، بمعنى أننا لا ننتظر الحدث حتى يأتي إليك، ولكن يجب أن تكون أنت مستعدًا له من قبل وقوعه بقدر الإمكان.
وتابع: "الإرهاب في الثمانينيات عبارة عن مجموعات إرهابية معزولة في منطقة معينة داخل الدولة ليس لها اتصال بالآخرين، ولكن الآن أصبحت الجماعات الإرهابية تستطيع أن تعبر الحدود من دولة إلى أخرى، ويتنقل الإرهاب عبر الحدود وكذلك الحروب السيريانية والطائرات بدون طيار كلها أمور عابرة للحدود"، وكذلك الأمراض عابرة للحدود تأتي إليك مثلما حدث في جائحة فيروس كورونا ويعقبها جدرى القرود، وكل هذه الأمور عابرة للحدود.
وأضاف السفير محمد العرابي: “إننا أصبحنا في عصر كل ما يحدث يصل إليك، قائلًا: "مفيش حاجه اسمها أن أنت قاعد في حدودك السياسية وآمن وما ليش دعوة ما حدش له دعوة بيا ومش هتعاون مع حد ومش هعرف حد واقفل على نفسي الكلام ده أصبح منتهى ومنتهي إلى الأبد، فكل شيء أصبح مترابطًا ويؤثر على جميع الدول كتأثيرات الحرب".
وأشار: كانت كلمة العولمة عبارة عن دش في البيت وقنوات على قمر صناعي نشاهدها في التليفزيون وده كان مفهوم العولمة، أما الآن كل حاجة نقدر نوصل لها ونقدر نشوفها بسهولة وده ما زال قائمًا بدليل أن الجلسة اللي إحنا فيها دي النهارده إحنا ممكن تذاع على الهواء في أي دولة بالعالم وتأثير أي متغير أصبح يصل إلينا ونحن في أي مكان في العالم.
وأضاف السفير محمد العرابي للأسف الاستنتاجات في الأيام الأخيرة والجهاز الدولي المنوط به تنظيم الجهود لم تكن به حالة من الوفاق، فمثلًا عوضًا عن أن نقاوم وباء كورونا، وجد خطف طائرات تحمل اللقاح وغير القادرين من الدول لم يحصلوا عليه فلا يوجد وفاق دولي وهو مستمر الفترة القادمة ضاربًا مثلًا بأزمة أوكرانيا وجهاز الأمم المتحدة وأنه لم يستطع الحفاظ على دوره في الحفاظ على الأمن أيضًا.
وأكد أن تنافس دول من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن المنوط به حماية السلم والأمن الدوليين هو أكبر خطر على السلم والأمن الدولي، وهو في حد ذاته خطر على الوضع المقبل فالمفترض أن يحافظ على السلم والأمن وليس غير ذلك، ولكن ظهرت محاولات الهيمنة من كل طرف للسيطرة على العالم بدون اعتبار الدول الأخرى المتوسطة الموجودة والشعوب الأخرى، وندفع ثمن الحروب والفوضى من أزمات في الغذاء وخلافه، فالفوضى تجعل محاولات الكل يحاول الاستفادة من الآخر.
وقال السفير محمد العرابي، إننا نتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض ونحللها ونستخرج منها الاستنتاجات، والتي تدل على الدخول في الفترة القادمة صعبة جدًا في العالم كله ليس في مصر فقط أو في الإقليم التابعين له.
