رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة «خريف الغضب».. اعترافات هيكل عن السادات وهجومه على جريدة الشرق الأوسط

كتاب خريف الغضب
كتاب خريف الغضب

خطرت فكرة كتاب "خريف الغصب" على فكر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أثناء وجوده في السجن بقرار من الرئيس محمد أنور السادات، وبدأ في كتابته بعد خروجه عقب حادث "المنصة" الشهير والذي دُبر لاغتيال "السادات". 

أثار كتاب "خريف الغضب" للكاتب محمد حسنين هيكل، موجة عارمة من السخط وردود أفعال عنيفة، حتى أن جريدة "الشرق الأوسط" اكتفت بنشر الفصول الأربعة الأولى من الكتاب ثم أعلنت أنها قررت التوقف عن نشر باقي الفصول.

-  سبب توقف «الشرق الأوسط» عن نشر الكتاب

أشار محمد حسنين هيكل في حواره لجريدة "الأحرار" 1993، إلى أن جريدة الشرق الأوسط لم تتوقف عن نشر بقية فصول الكتاب احتراما لحرمة الموتى كما أعلنت، لكنها توقفت عن النشر ابتداء من الفصل الخامس لأن هذا الفصل يتناول علاقات ثنائية كانت تربط أنور السادات ببعض الشخصيات في المملكة العربية السعودية من بينهما كمال أدهم مستشار الملك، وكان هدف هذه العلاقة تحقيق مكاسب الشخصية هائلة لم يعلن عنها من قبل. 

ولفت "هيكل" إلى أن الجريدة لو كانت محقة في أسبابها لامتنعت عن نشر سطر واحد من الكتاب مراعاة لحرمة الموتى كما أعلنت، وأضاف: "وأدهشني ما جاء في بيان الجريدة من أنهم أوفدوا مندوبا عنهم وقع معي عقدا لنشر كتابي هذا أو كتاب آخر، أو كتاب آخر على الإطلاق، بل إني أتحداهم أن يذكروا اسم هذا المندوب، ومتى قابلني؟، وأين هو العقد المحرر بيني وبينهم؟، بل أني أتحدى أي جريدة عربية أن تقدم عقدا محررا لنشر كتابي؟".

- أزمة كتاب "خريف الغضب"

وأكد محمد حسنين هيكل، أن هشام حافظ، الناشر السعودي لجريدة الشرق الأوسط، انتهز فرصة وجوده في لندن قبل أن ينتهي من إعداد كتاب "خريف الغضب" وطلب منه أن يكتب لجريدة الشرق الأوسط لكنه اعتذر، وأوضح له أسبابه.

وجاء بيان الشرق الأوسط عن توقفها عن نشر بقية فصول كتاب "خريف الغضب"، أنه لا تقبل أن تكون صحافتها، وسيلة للترويج لشخص أو جرح كرامة وإنسانية أشخاص لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم، ولن تقبل نشر وقائع وهي متأكدة من عدم صحتها.

رد "هيكل" على هذه الحجة، بأن ذلك غير صحيح مؤكدًا على أنه لم يشعر يوما بأي مشاعر غاضبة تجاه الرئيس محمد أنور السادات قبل أو بعد قرار الزج به في السجن لأول مرة في حياته، كما أنه أعلن  في مقدمة الكتاب أن أنور السادات أضاف له قيمة جديدة بفضل هجومه المستمر على شخصه، خاصة وأن الهجوم عليه وصل به إلى حد اتهامه بالكفر والإلحاد.

وأوضح أن ما تعرض له من الرئيس السادات طوال 11 عاما قضاها في الحكم، لا يمكن أن يقارن بما تعرض له غيره. 

وبين "هيكل" إلى أنه كان يتفق مع الرئيس جمال عبد الناصر في الخطوط الاستراتيجية لسياساته ولم يكن يختلف معه إلا في بعض التفاصيل، وعلى النقيض، كانت علاقته بالرئيس السادات، إذ كان يختلف معه في الاستراتيجية الأساسية لسياساته نفسها بالإضافة إلى بعض التفاصيل.