رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في احتفالات القديس فوقا.. «البيزنطية»: كان المسيح بالنسبة للفقراء والمرفوضين علامة الحب

جورج بكر
جورج بكر

يحتفل أبناء كنيسة الروم الملكيين البيزنطية في مصر، اليوم بتذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة فوقا أسقف سينوبي، وعاش القدّيس فوقا أسقف سينوبي في البنطس، واستشهد في عهد الإمبراطور ترايانوس.

احتفالات الكنيسة تضمن قداسًا إلهيًا وعظة احتفالية قالت خلالها الكنيسة: «استشهد الرّب يسوع المسيح في الناصرة، أمام مواطنيه، بما جاء على لسان النّبي إشعيا: "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لِأَنَّهُ مَسَحَني لِأُبَشِّرَ الفُقَراء وأَرسَلَني لأُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم ولِلعُميانِ عَودَةَ البصَرِ إِلَيهِم وأُفَرِّجَ عنِ الـمَظلومين وأُعلِنَ سَنَةَ رِضاً عِندَ الرَّبّ"، لقد جعل الرّب يسوع المسيح، بهذه الأفعال والأقوال، الآب حاضراً بين الناس. وإنه لمن الأهمية بمكان أن نلاحظ أن هؤلاء الناس كانوا، على الأخص الفقراء الذين يحتاجون إلى أسباب العيش، وأولئك المسلوبي الحرية، والعميان الذين تتعذر عليهم مشاهدة جمال الكائنات، والذين يعانون نفسياً أو يسامون الظلم الاجتماعي، وأخيراً الخطأة. لقد صار الرّب يسوع المسيح بالنسبة إلى هؤلاء الناس، على الأخص، علامة لله الذي هو محبة، لقد صار علامة الآب».

من المفيد كذلك أن نلاحظ أنه، عندما دنا تلميذًا يوحنّا المعمدان من الرّب يسوع ليسألاه: " أَأَنتَ الآتي أَم آخَرَ نَنتَظِر؟" عاد إلى ذلك الاستشهاد الذي دشّن به رسالته التعليمية في الناصرة، فأجابهما قائلاً: "اِذهَبا فأَخبِرا يوحَنَّا بِما سَمِعتُما ورَأَيتُما: العُمْيانُ يُبصِرونَ، العُرْجُ يَمشُونَ مَشيْاً سَوِيّاً، البُرصُ يَبَرأُونَ والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومونَ، الفُقَراءُ يُبَشَّرون." ثمّ أردف قائلاً: "طوبى لِمنَ لا أَكونُ لَه حَجَرَ عَثرَة ".

لقد أظهر الرّب يسوع، على الأخص، بطريقة حياته وأعماله كيف جعل المحبة حاضرة في هذا العالم الذي نعيش فيه: المحبة الفاعلة التي تتجه إلى الإنسان وتشمل كل ما يكوّن إنسانيته.

وتتجلّى هذه المحبة، أكثر ما تتجلّى، كلّما كان هناك مرض وظلم وفقر، وحتى كلّما تناول الأمر "الحالة الإنسانية" التاريخية التي تبيّن، بمختلف الطرق، ما يعاني الإنسان من ضيق، ويشكو من ضعف جسدي ومعنوي. وإن ما تتجلّى به المحبة من طريقة وما تتخذه من مجال هو ما يسمّى باللغة البيبليّة: "الرحمة".

هكذا كشف الرّب يسوع المسيح عن الله الذي هو آب، والذي هو "محبة" على ما أعلن القديس يوحنا في رسالته الأولى:  لقد أظهر الله "غنيًّا بالمراحم"، على ما نقرأ لدى القديس بولس.