رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الولايات المتحدة تحذر روسيا من التدخل فى الانتخابات الأمريكية: ستواجه عواقب وخيمة

انتوني
انتوني

حذرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، موسكو من أي تدخل في انتخاباتها المقبلة بعدما كشف تقرير أن روسيا أرسلت سرا مبالغ كبيرة إلى أحزاب سياسية في أكثر من عشرين بلدا لمحاولة التأثير على عمليات الاقتراع فيها، لكنه لم يتحدث عن التدخل الروسي المفترض في الحياة السياسية الأمريكية.

وقال تقييم للاستخبارات الأمريكية رفعت عنه السرية الثلاثاء إن روسيا أرسلت سرا 300 مليون دولار إلى أحزاب سياسية ومرشحين في أكثر من عشرين بلدا منذ 2014 للتأثير على الانتخابات فيه.

وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة الأمريكية قلقة من تدخل روسي قبل انتخابات الكونجرس في نوفمبر، قال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن "أي محاولة للتدخل في نظامنا الديموقراطي ستقابل بعواقب وخيمة".

وقال مسئول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة "تعتبر أن هذه تقديرات تشكل الحد الأدنى وأن روسيا حوّلت على الأرجح سراً مبالغ أكبر لم يتم رصدها". 

وصرح هذا المسئول لصحافيين طالبا عدم كشف اسمه "نعتقد أن هذا مجرد الرأس الظاهر من جبل الجليد".

وتتحدث واحدة من أهم الحالات التي وردت في التحليل الجديد عن سفير روسي في دولة آسيوية قدم ملايين الدولارات لمرشح للرئاسة.

ولم تذكر الاستخبارات الدول المعنية. لكن مصدرا قريبا من الملف في إدارة الرئيس جو بايدن ذكر أن روسيا أنفقت حوالى 500 ألف دولار لدعم مرشح من الحزب الديموقراطي الألباني (يمين الوسط) في انتخابات 2017.

وأوضح هذا المصدر أن موسكو مولت أحزابا أو مرشحين في مونتينيجرو والبوسنة ومدغشقر.

وتابع هذا المصدر غير المخول التحدث رسميا أن موسكو تستخدم مدينة بروكسل مركزا تقوم مؤسسات ومنشآت كثيرة انطلاقا منه بدعم مرشحين من اليمين المتطرف.

وأضاف المصدر نفسه أن السفارة الروسية في الإكوادور تلقت "مبالغ كبيرة" بين 2014 و2017 بهدف التأثير على نتيجة الانتخابات على ما يبدو.

وفي أوروبا استخدمت موسكو عقودا وهمية وشركات هي مجرد واجهة لتمويل أحزاب سياسية، بينما قامت الشركات الحكومية الروسية بتحويل أموال إلى أمريكا الوسطى وآسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسب واشنطن.

وقالت الاستخبارات أيضا إن روسيا أرسلت مبالغ نقدية في بعض الأحيان لكنها استخدمت أيضا عملات مشفرة "وهدايا فاخرة".

وقال المسئول نفسه إن وزارة الخارجية الأمريكية ستطلع حكومات أكثر من مائة بلد على هذه النتائج.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن التدخل الروسي المفترض في انتخابات في الخارج "يشكل هجومًا على السيادة". وأضاف أن "هذه محاولة لتقويض قدرة الشعوب في جميع أنحاء العالم على اختيار الحكومات التي يرونها الأقدر على تمثيلهم".

أمريكا تتهم روسيا بدعم ترامب

اتهمت الاستخبارات الأمريكية في الماضي روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية التي جرت في 2016، بما في ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدعم دونالد ترامب الذي أعرب عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لكن تقييم الاستخبارات الجديد هذا لا يأتي على أي تحليل لهذه المسألة.

وقال المسئول نفسه إن الولايات المتحدة "تعمل جاهدة لمعالجة نقاط ضعفها" وتشجع "الدول الأخرى على القيام بالأمر نفسه والانضمام (إليها) في هذا الجهد المهم".

وأكدت وثيقة داخلية لوزارة الخارجية موجهة إلى الممثليات الأمريكية في الخارج أن روسيا قامت بحملة التمويل من أجل "زيادة تأثيرها على الأفراد والأحزاب" ثم التأكيد من أن هؤلاء "سيحققون نتائج جيدة في الانتخابات".

وأضافت الوثيقة أن روسيا تتبع استراتيجية من شقين هما تعزيز فرص المرشحين المفضلين وكسب نفوذ داخل الأحزاب السياسية.

وأكدت أن "العلاقات الخفية بين هذه الأحزاب والمتبرعين الروس تقوض سلامة المؤسسات الديمقراطية والثقة العامة بها".