رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يتحدون الحرارة وتطور التكنولوجيا.. عمال سبك المعادن: «احنا آخر جيل في الشغلانة»

المسابك
المسابك

رغم حرارة الطقس التي لا تطاق إلا أن هناك من يزيد عليهم الحر حرا، ويصبح الجو كاللهيب حولهم وهذا ليس مجازيا بل بالفعل يحدث هنا في مسبك المعادن، حيث يتصبب العمال عرقا من أجل لقمة عيشهم ورغم ذلك لا يحبون الاستغناء عن عملهم الذي ورثوه عن آبائهم وأحبوه رغم قسوته.

 قال أشرف شيخة أحد العمال في مسبك المعادن، أن هذه المهنة تتعرض للاندثار في الوقت الحالي بالتزامن مع دخول التكنولوجيا مع الصناعات الصغيرة والخفيفة، ولا زالت مهنة سبك المعادن تقاوم ذلك رغم وجود مصانع كبرى في منطقة برج العرب تعمل في ذات المهنة ولكن عن طريق الماكينات الهيدروليكية.

 وأضاف "شيخة" أن مهنة سبك المعادن يدويا تضفي على المنتج النهائي جودة ومتانة، أفضل من منتجات المصانع مشيرا الى أن منتجات اليدوية تكون أشد صلابة من منتجات المصانع.

- أبرز منتجات سبك المعادن يدويا

 وأشار إلى أنهم كانوا ينتجون أغطية بالوعات الصرف الصحي وأنابيب المياه والصرف من خلال صهر النحاس والزهر ومعظم هذه الأشياء من إنتاج المسابك لكن مع الوقت قل انتاجها بسبب دخول البضائع المستوردة من الصين الأرخص ثمنا، لكن بالتأكيد منتجات المسبك ذات جودة أعلى والزبائن التي تعرف الفرق تطلبها أما الباقي فيشترون الأرخص سعرا بغض النظر عن جودتها.

-« آخر جيل في الشغلانة»

 من جانبه قال خميس مصطفى، صاحب ورشة سبك المعادن أنه يعمل في المهنة منذ 25 عاما وورثها أبا عن جد،  مشيرا إلى أنه سيكون آخر جيل يمتهن هذه المهنة التي تندثر بعد أن رفض أبنائه الانخراط فيها وتفضيلهم الاتجاه نحو مهن ووظائف أخرى بسبب عملها الشاق، وأنها أصبحت غير مجدية مطالبة الحكومة بدعم صناعة المسابك والوقوف بجوار أصحابها باعتبارها أحد الصناعات الصغيرة.

 وعن طبيعة عمل المسابك، أوضح أنها عبارة عن عملية صهر عدد من المعادن المختلفة في بوتقة من الألومنيوم، ويتم استخدام نوع من الزيت الرديء الذي يخرج من زيوت السيارات لإشعال المواقد النارية والتي تكون شديدة الحرارة، ويتم صهر المعادن فيها وصبها في قوالب معينة ليتم في النهاية بصنع  الشكل النهائي الذي يشكل بعد ذلك قطعا مختلفة تستخدم في العديد من الأغراض.