رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى وفاته.. كيف رضخت ام كلثوم لمطالب رياض السنباطى بعد خلاف 4 سنوات؟

رياض السنباطى وام
رياض السنباطى وام كلثوم

تحل اليوم الذكرى الـ 41 لرحيل الموسيقار رياض السنباطى والذى لقب بفيلسوف الموسيقى العربية.

ويعتبر رياض السنباطى من أهم رواد تجديد الموسيقى العربية وخاصة القصيدة.

تعاون الموسيقار رياض السنباطى مع أشهر نجوم الغناء فى الوطن العربى لكن علاقته بسيدة الشرق ام كلثوم كانت علاقة من نوع خاص قدما خلالها العديد من الروائع الموسيقية.

التقى رياض السنباطى بأم كلثوم عام 1936  وكانت بداية الاحتراف والشهرة إذ غنت له أم كلثوم من أزجال الشاعر أحمد رامي عملين الأول “لما انتِ ناوية تهاجرى أمال دموعك كانت ليه” والثانى أغنية “النوم يداعب عيون حبيبى”.

وعندما قدمت أم كلثوم فيلم نشيد الأمل كان نصيب رياض السنباطى أربعة ألحان لأغاني غنتها أم كلثوم في الفيلم من تأليف أحمد رامى هى " افرح يا قلبى لك نصيب تبلغ مناك ويا الحبيب افرح ياقلبى"، أغنية يا شباب النيل يا عماد الجيل مصر تناديكم فلبوا دعوة الداعى إلى القصد النبيل، نشيد الجامعة، قضيت حياتي، إلا أن التعاون الحقيقي بين السنباطي وأم كلثوم عندما لحن لها رباعيات الخيام التي ترجمها أحمد رامى عن الفارسية عام 1949.

كما غنت رياض في نفس الفترة القصيدة الرائعة “ النيل” التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقى.

وفي الخمسينات قدم رياض السنباطى أروع ما غنته أم كلثوم وكانت هذه الحقبة هي فترة انتشار لهما معا فغنت ام كلثوم: جددت حبك ليه، أروح لمين، شمس الأصيل والتي كتبها بيرم التونسى عودت عينى، دليلى احتار لأحمد رامى، لسه فاكر قلبى يديلك أمان  التي كتبها عبد الفتاح مصطفى.

ثم جاءت الستينات فكانت مرحلة متجددة من إبداع السنباطى  لأم كلثوم عندما غنت له  “حسيبك للزمن، أراك عصى الدمع، الأطلال لـ أحمد ناجى، أقبل الليل، مصر التى فى خاطرى، على عرفات الله لأحمد شوقى”.

كان رصيد أم كلثوم من ألحان رياض السنباطى  282 أغنية وقصيدة، تضم أيقوناتها الشهيرة "أراك عصى الدمع، ولسه فاكر، وحيرت قلبي معاك، وأقولك إيه عن الشوق، وليلي ونهاري، وطوف وشوف، والأطلال".

كما غنت أم كلثوم أغنيات دينية للسنباطي، منها: «رابعة العدوية»، «على عيني بكت عيني»، «عرفت الهوى»، «يا صحبة الراح»، «تائب تجري دموعي ندمًا»، «حديث الروح».

وغنت ايضا أم كلثوم لجمال عبد الناصر 3 أغنيات من ألحان السنباطي، الأولى كانت بعد حادث المنشية عام 1954، بعنوان "يا جمال يا مثال الوطنية"، كما لحن السنباطي لأم كلثوم الكثير من الأغنيات السياسية والوطنية، زاد عددها على 33 أغنية، أشهرها (قصيدة النيل، مصر تتحدث عن نفسها، وقف الخلق ينظرون، مصر التي في خاطري، قصة السد).

وبعد تلحين السنباطى لحوالى 33 أغنية لأم كلثوم سياسية وطنية اجتماعية، 21 قصيدة، 14 مونولوج، 13 طقطوقة، 15 أغنية سينمائية  حدثت وقيعة بين أم كلثوم ورياض السنباطي وكان سبب الخلاف الذي اشتعل بينهم وسجلته الصحافة فى تلك الآونة ان رياض السنباطى أكد إن حساب الأجر ودفعه هو السبب بينما تقول أم كلثوم إن السبب كسل رياض وعدم حماسه للعمل.

وكانت النتيجة اتجاه أم كلثوم لمدة ثلاث سنوات إلى ملحنين آخرين مثل الموجى وبليغ وغيرهما واتهمت السنباطى بتكرار ألحانه في الأغنية الواحدة وبالتالى يستحق مقابلا أقل من المتفق عليه مما أغضبه، وثار عليها وابتعد عن التلحين لها.

وبدأ السنباطى الاعتراض على اختيارات أم كلثوم لكلمات أغنياتها الأخيرة في حواراته الصحفية واصفا هذه الأغاني بالشعبية وأنها رغبة من الست للنزول إلى الجماهير بعد أن كانت ترتفع بهذه الجماهير بتقديم القصائد حين قدمت “ولد الهدى فالكائنات ضياء، أراك عصى الدمع والأطلال، ووجه رسالة إلى أم كلثوم يقول فيها ” إلى أم كلثوم إذا كنت تبحثين عن التجديد بعيدا عن رياض السنباطي أنا ليس عندي مانع ولكن أحسني الاختيار".

ووصف رياض السنباطى أم كلثوم بأنها مثل الدنيا متقلبة المزاج أحيانا تمنح بلا حدود وأحيانا أخرى تمسك يدها إلى حد البخل والحرص حتى إنه كانت جميع مشكلاتها معه مادية صرفة وتأخير في تقاضى مقابل الألحان التي يقدمها لها واستمر الخلاف بينهما حوالي أربع سنوات.

وبعد الصلح عاد التعاون بين أم كلثوم والسنباطي، وعرضت عليه قصيدة الأطلال، وبعد فترة عرض السنباطي على أم كلثوم اللحن لكنها اعترضت على الكوبليه الأخير”لا تقل شئنا فإن الحظ شاء”، وكان سبب اعتراضها أن الطبقة عالية وطلبت منه تعديلها فغضب السنباطي غضبًا شديدًا، ورمى العود، وخرج من عند أم كلثوم رافضًا التعديل، وصمم على أن تغنيها أم كلثوم بدون تعديل فوافقت لأنها تتعامل مع ألحانه من 40 عامًا.