رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حليم الرومى يهاجم أغنية «واحد اتنين» وينصح شادية ألا تستغل نفوذها

حليم الرومي
حليم الرومي

حليم الرومي، الموسيقار والملحن اللبناني الكبير، كان في ضيافة صفحات مجلة الكواكب، حيث أجرى معه مراسل الكواكب في بيروت، لقاء صحفيا نشر في مجلة الكواكب المصرية في العام 1952. وفيه يكشف حليم الرومي عن 6 أغنيات تسيطر علي الإذاعة اللبنانية، وهي:  “يا عوازل فلفلوا” لـ فريد الأطرش، "رايداك والنبي ريداك" لــ ليلي مراد، "واحد اتنين" لــ شادية، "ظلموني الناس" لــ كوكب الشرق أم كلثوم، "عا اللوما .." وهي لمطرب لبناني، وأغنية "قلبك صخر جلمود"، لمطرب عراقي.

 

ويستهل "حليم الرومي"، اللقاء مشيرا إلي أن: "كما أن هناك أناسا "شالهم" الحظ من تحت و"حطهم" فوق السحاب، فهناك أيضا أغان تملكت قلوب الناس عن جدارة أو غير جدارة، فهذا لا يهم في قانون الحظ.. وهذه هي الأغاني الستة، التي تذاع ليلا ونهارا في محطات الإذاعة في سوريا ولبنان، وخصوصا في أبواب "ما يطلبه المستمعون".

 

ــ يا عوازل فلفلوا 

وعنها يقول “الرومي” في حديثه: لم تنتشر أغنية كما انتشرت هذه الأغنية. إنك تسمعها في الراديو والمسرح والمقاهي والشارع يترنم بها الجميع. حتي الأطفال الصغار تسمعهم في الأزقة والحواري يرددون أغنية "يا عوازل فلفلوا" حتي أن بعض الظرفاء، يطلقون عليها اسم "النشيد القومي؛ في سوريا ولبنان. وهذه الأغنية من الوجهة الفنية، ليست أغنية مثالية، ولفريد الأطرش أغنيات أخري تصل إلي ذورة الكمال الفني، ولكن ماذا تصنع في أذواق الناس.. إنها لها الكلمة الفاصلة.

 

"رايداك والنبي ريداك"

هذه أغنية من الموسم الماضي، ومع ذلك فهي لا تزال جديدة، يطلبها المستمعون في مناسبة وغير مناسبة. وقد انتشرت لأحمد صدقي أغنيات كثيرة بعدها، كأغنيات "تعالي ..تعالي"، و"لوحدك ليه" .. ولكن "رايداك والنبي رايداك" لا تزال في القمة .. وأهم ميزات هذه الأغنية أنهما تجمع ذوق الشعب في إطار فني زاه وتعبير صادق، وفي رأيي أنها من أفخم ألحان هذا العصر.

 

ــ “ظلموني الناس” 

هذه أغنية قوية، نظما ولحنا وغناء، فيها من العاطفة السيالة مقدار كبير. ثم جاء صوت أم كلثوم يضفي علي اللحن روعة وبهاء وعظمة. وهي منتشرة جدا بين الطبقات الشعبية والطبقات الأرستقراطية علي السواء، وتذاع في بعض الأحيان عدة مرات في اليوم الواحد، أي قي محطة الإذاعة اللبنانية ومحطة الإذاعة السورية ومحطة الشرق الأدني والإذاعة المصرية.

 

ــ واحد اتنين 

وعن هذه الأغنية يواصل “حليم الرومي” حديثه قائلا: "أعتقد أن حب الناس لشادية هو سبب انتشار هذا الانتشار العجيب الذي تلاقيه هذه الأغنية . وفي رأيي أنه ليس في هذه الأغنية شئ علي الاطلاق. كلام ليس له معني، ولحن أقرب إلي الألحان البدائية منه إلي الألحان الفنية. ولذلك فإن لي رجاء عند شادية وعند الذين يختارون لها الأغاني، وهو أن تحسن اختيار أغانيها فلا تحاول أن تعتمد علي حب الجمهور لها فقط، فهذا هو الذي يسمي "استغلال نفوذ".

 

"عا اللوما .." وهي لمطرب لبناني، يقول "الرومي" عنها: هذه أغنية لبنانية ليس لكلامها معني، ومع ذلك فهي من أحب الأغنيات الشعبية للجماهير في سوريا ولبنان. وأهم ما في هذه الأغنية الشهولة في اللحن والإقليمية في النظم، ثم جمال صوت مغنيها الذي أضاف إليها عنصر "التصفيق" علي طريقة الأستاذ محمد الكحلاوي. والشئ المتفق عليه أن هذه الأغنية لا تصلح في خارج سوريا ولبنان.

 

 وأغنية "قلبك صخر جلمود"، لمطرب عراقي، يصفها “الرومي” بأنها: أغنية عراقية مائة في المائة، وهي بالنسبة إلي الشعب العراقي كأغنية "سلم علي" بالنسبة إلي الشعب المصري.. قوية جدا من الناحية الفنية، وهي من نوع "السهل الممتنع"، ولكن كلامها يحتاج إلي "قاموس". وقد انتشرت هذه الأغنية في سوريا ولبنان علي الرغم من أن معظم المستمعين لا يفهمون كلامها. وهذا هو قوة اللحن.

حليم الرومي
حليم الرومي