رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحوار الوطنى.. مثقفو سوهاج يطالبون باستعادة القيم النبيلة فى الشارع

الحوار الوطنى
الحوار الوطنى

المثقفون فى كل بلد هم عماد نهضتها وعقلها المفكر والمبتكر.. ولمثقفى محافظة سوهاج، مقترحات وتوصيات عديدة، يطمحون إلى أن يجرى بحثها ومناقشتها خلال جلسات الحوار الوطنى.

فى السطور التالية، نستعرض عددًا من هذه التوصيات والأفكار التى يستهدف جميعها الحفاظ على بنية المجتمع المصرى ونشر الثقافة والفنون بين المواطنين. 

كرم علام: تقبُّل الاختلاف ودعم أصحاب الهمم وإزالة المظاهر السلبية

تراجعت فى الشارع المصرى والصعيدى قيم المجتمع المصرى الرصينة التاريخية وقيم المجتمع الجنوبى التقليدية، وظهرت مظاهر سلبية فى الملبس واللغة والسلوك لم نعتد عليها، تدق جرس إنذار وتحتاج إلى مواجهة مجتمعية تدار بشكل مستنير، وتشارك فيها المدرسة والمسجد والكنيسة والشرطة والإعلام والمفكرون، ليشعر كل مواطن بأن الشارع جزء من مسئوليته الشخصية إلى جانب كونه مسئولية حكومية.

نريد شارعًا نظيفًا ممهدًا بلا تعديات تأكل الرصيف وجزءًا من الشارع وتدفع المواطن قسرًا إلى قلب الطريق وسط تيار المركبات، شارعًا لا يقف فيه العاطلون للتحرش اللفظى والجسدى، شارعًا يعين القوى فيه الضعيف، وإذا ما حدث فيه خلاف يوقن الضحية، بأنه غير مضطر لإيذاء الآخر؛ لأنه مطمئن أن هناك قانونًا صارمًا وعدالة ناجزة تعيد إليه حقوقه. 

وسوهاج والصعيد كله يحتاجان إلى جهود مكثفة لدعم ورعاية المختلفين، الذين يعانون إعاقات، الأم التى تنجب طفلًا مختلفًا تكوينيًا تعاقب كأنها من خلقته مختلفًا، الطفل المختلف فى شكل وجهه يحرم من فرص متكافئة فى التعليم والعمل وممارسة الأنشطة.

ويجب الاهتمام بنشر ثقافة تقبل المختلفين فى المدارس والجامعات والمدن والقرى بكل أدوات صناعة الرأى.

يحتاج المواطن الصعيدى إلى الإدراك بأن اختلافه شىء مميز، فهو مختلف فى لباسه المميز ولهجته المميزة، وملامحه المميزة محل تقدير، وليست محل تنمر أو سخرية، وتنمية ثقافة تقبل الاختلاف والمختلفين صمام أمان لكل المجتمع.

حسناء عبدالرحيم:نشر المكتبات العامة والمتنقلة والمسارح والاهتمام بالمواهب

لطالما كانت الأجواء الثقافية انعكاسًا بالغ الأهمية لكل التطورات السياسية والمجتمعية التى تمر بها المجتمعات، فالمثقف دومًا محاصر بهموم المجتمع الذى يعيش فيه، ويعبر عن آماله وطموحاته، سواء من خلال الكتابة الإبداعية التى تحمل عصارة فكره وتجاربه، أو من خلال الأنشطة الثقافية التى ينخرط فيها قصد التغيير والمطالبة بالانتقال نحو الأفضل. القوة الناعمة خير وسيلة لتحقيق ازدهار ورخاء الشعوب، وحفظ السلام وتعزيز التعايش بين النسيج المجتمعى وتوطيد الأمن الجماعى.

لذلك من الضرورة الارتقاء بالمؤسسات الثقافية والنهوض بالفعل الثقافى وإطلاقه فى فضاء إبداعى حر، وبناء قدرات الشباب لإدارة الفعـل الثقافى وتوظيفه للتأثير على نوعية الحياة واحترام التنوع، مع المحافظة على التراث، ويجب نشر وتفعيل المكتبات العامة والمتنقلة والمسارح ومؤسسات تعليم الفنون المختلفة فى كل أرجاء المدن، والعودة لتفعيل الأنشطة والمسابقات الفنية والثقافية بالمدارس والجامعات لاكتشاف المواهب الناشئة وتنميتها. 

رانيا الباهى: تنشيط التبادل الثقافى والرحلات

يحلم المثقفون بأن يساعد الحوار الوطنى فى زيادة الوعى، تحت إشراف الدولة، فى إطار الاتجاه نحو الجمهورية الجديدة.

وأهم وسائل نشر الوعى هى تنمية دور الثقافة وأنشطتها، مثل المسرح والرسم والأعمال اليدوية ونوادى القراءة والمناقشات الفكرية التى تفتح عقول الشباب على الأفكار المختلفة، وتعلمهم كيفية فهم الآخر وتقبله وأساليب الحوار الراقى، بعيدًا عن التعصب، ولا بد من عقد دورات لتنمية مهارات التواصل الاجتماعى.

ومن الضرورى الاهتمام بالمكتبات الكبيرة فى المحافظات، ودعمها بإصدارات الكتب فى شتى المجالات، وتوفير منافذ لبيع كتب الهيئة العامة للكتاب والمركز القومى للترجمة، وتفعيل التواصل بين المكتبات والمجتمعات الصغيرة المغلقة من خلال إنشاء مشروع للمكتبات المتنقلة.

ولا بد من اعتبار التراث مشروعًا قوميًا يوثق كل تفاصيل الهوية المصرية بدقة، ورصد تأثير الاختلاط الثقافى على تاريخها، سواء فى الفن أو الغناء، أو المعمار أو الملابس.. انتهاءً بأنواع الأكلات والعادات الاجتماعية وارتباطها بالحرف المنتشرة، النوادى الاجتماعية والرياضية كذلك يمكن أن تقام فيها مراكز ثقافية مصغرة ومنظمة، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وتنشيط التبادل الثقافى بين المدن والمحافظات من خلال الرحلات الداخلية والتعريف بمعالم كل محافظة وآثارها وتراثها وأشهر منتجاتها وإنعاش التواصل بينها.

عمرو دنقل:إيجاد حلول جذرية للتصدى لمشكلة الدروس الخصوصية

يجب تنفيذ حملات إعلامية لضبط سلوك الشارع المصرى، لا يخفى على أحد انتشار الظواهر السلبية بشكل كبير جدًا فى الشارع بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعى ودخول ثقافات غريبة عن الهوية المصرية، ما أدى لحدوث العديد من الجرائم الدخيلة على طبيعة المصريين. ويجب التوسع فى بناء المراكز الثقافية والرياضية، التى بلا شك ستسهم بشكل كبير فى الحد من انتشار ظاهرة الإدمان، والذى يؤدى بدوره إلى الكثير من المشكلات الاجتماعية التى تؤثر بشكل مباشر على المناخ الاجتماعى العام. وعلينا تبنى خطة للتخلص من الدروس الخصوصية وهيستيريا الثانوية العامة فى البيت المصرى، ولا نطالب هنا بحلول فورية، ولكن على الأقل حلول تظهر نتائجها فى المدى القريب. وسمعنا كثيرًا عن سعى الحكومات المتعاقبة للقضاء على الدروس الخصوصية، ولم يحدث أى جديد فى هذا الشأن، وإن كانت الدولة عاجزة عن حل جذرى، فعلى الأقل يجب أن تكون مهنة التدريس تحت إشراف حكومى كامل وفى مراكز حكومية، ويجب الإسراع بسن القوانين لمعاقبة المخالفين.

جورج صدقى: التواصل بين السلطات التنفيذية والمجتمع المدنى والمواطنين

لا يمكن أن نختزل الحوار الوطنى كمثقفين فى ماذا نريد من الحوار الوطنى، بل نحتاج لأن نبدأ من الأصل، وهو سؤال: كيف نريد الحوار الوطنى؟ هذا هو الأهم بالنسبة لى.

نريد أن يكون الحوار الوطنى جامعًا شاملًا كل الأطياف والفئات والقوى السياسية، ونريده بعيدًا عن المركزية.. فلا بد من أن يكون المتكلم باسم الصعيد غارقًا فى تحديات المجتمع الصعيدى، ويعرف كيف يلحق بركب مصر الجديدة.

نريد آلية جديدة للتكاتف وطرقًا للتواصل بين السلطات التنفيذية وبين المجتمع المدنى والمواطن.

كمواطن سوهاجى، أرى أن أهم توصياتنا هى أن نرى سوهاج تستفيد من نقاط تميزها كمحافظة فى مختلف المجالات، الزراعية والصناعية والسياحية والثقافية، ونبدأ فى تذليل العقبات من أجل مصر.

مينا كرم: تطوير بيوت وقصور الثقافة للارتقاء بالذوق العام

يرى المثقفون المصريون أن الحوار الوطنى سيكون خطوة نحو خارطة طريق جديدة للبلاد بعد انتهاء الفترة الانتقالية الصعبة التى مرت بها البلاد فى أعقاب حكم جماعة الإخوان الإرهابية، تلك الفترة التى انتهت بغير رجعة بعد ثورة ٣٠ يونيو.

الحوار يبشر بانطلاق الدولة نحو آفاق جديدة على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى، من خلال حوار جاد مفتوح دون خطوط حمراء. 

وهناك قضية ملحة ومهمة على أجندة المثقفين المصريين خلال الحوار الوطنى، وهى كيفية جعل الثقافة منتجًا شعبيًا جماهيريًا، بدلًا من أن يكون إنتاج المثقفين من أدب وفنون كبضاعة بلا جمهور، ومثل من يبيع البالونات الملونة فى المقابر، ويمكن أن يحدث هذا من خلال إعادة هيكلة المؤسسات الثقافية الرسمية فى مصر.

لا بد من تطوير قصور وبيوت الثقافة المنتشرة فى ربوع مصر، ليس على مستوى فخامة المبانى فقط، التى كانت تقام فيها الندوات دون عمل الدعاية الكافية لها، بحضور موظفى القصر الذين لا تهمهم إعادة قراءة النصوص الأدبية والفنية المعروضة بقدر اهتمامهم بإنجاز الأعمال الروتينية اليومية والحضور جزء منها. من المهم أن تتسع هذه الأماكن للجمهور المصرى، لإيجاد بديل جاد وبناء للعشوائية المنتشرة فى الذوق العام.