رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«متون التوابيت».. ترجمة جديدة للباحث شريف الصيفي

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

يصدر قريبًا عن مكتبة تنمية كتاب "متون التوابيت"، وذلك في سياق الاحتفالات بمرور 200 سنة على فك شفرة اللغة المصرية وتأسيس علم المصريات، وقام بالترجمة من اللغة المصرية القديمة الباحث شريف الصيفي المقيم في برلين. 

ويقول شريف الصيفي عن الكتاب:" بعد إنهيار الدولة القديمة بدأت عملية دمقرطة متون الأهرام، التي كانت حكرًا على الملك، وكانت تُدوَّن على جدران غرف الدفن أسفل الهرم، انتقلت تلك النصوص المقدسة -بعد أن أُعِيدت صياغتها- لتكون أكثر قربًا من جسد المُتوفَّى؛ إذ نُقِشت على جدران التوابيت من الداخل والخارج، وهذا هو ما يُعرَف بمتون التوابيت. 

ويضيف في تصريح خاص لـ"الدستور":" تسير متون التوابيت على خطى متون الأهرام في تصوير ما ينتظر المُتوفَّى في العالم الآخر وكيف يمكنه أن يُعِدَّ نفسه لمواجهة مخاطر الرحلة، وإشباع رغباته وتقوية قدرته على البقاء سليمًا بالحصول على ما لذ وطاب من موائد قرابين الآلهة. ويُعَدُّ مفهوم «المرور» من المفاهيم المحورية في الأدب الجنائزي؛ إذ يواجه المُتوفَّى خلال مسيرته في العالم السفلي عقبات جمة؛ شِراكًا وشباكًا، وتوجد كائنات مرعبة تحرس البوابات ولا تسمح بالمرور إلا إذا توافرت لديه معارف محددة؛ فلا نجاة إلا بالعرفة. وهذا هو دور المتون. 

ويؤكد شريف الصيفي على مركزية تلك المتون في الفكر المصري القديم، حيث تطالعنا الشخصية المصرية في لحظة تاريخية مفصلية بعد انهيار الدولة القديمة وتعرض نمط الإنتاج السائد فيها للتآكل، لتظهر متون التوابيت نتيجة وانعكاسًا لهذه الأزمة، ومحاولة للإصلاح وترميم هذا التآكل من ناحية، ومن ناحية أخرى قهر الانفصال الذي تتسبب فيه تجربة الموت عبر أطروحات جديدة. العقل المصري يتفلسف بعد تحرره النسبي من دوجما الكهنة وطاغوت المملكة القديمة. نحن إذن أمام الروح المنهكة من وجع العالم، تخلق براحًا بلا حدود، تتحرر، تنفض التراب الذي علق بمسام الروح والجسد.. تكتشف قدرتها على التحول إلى شعلة نار، أو صقر آدمي، أو زهرة لوتس، أو سنونو، تحلق عاليًا لتكتشف النور خلف الأفق الشرقي للسماء وتنعم بحقول الرضى مع أوزير، مدعومة بدعم إلهي من رب الكون بأن الناس سواسية وأن الأرض والشمس والهواء والنيل مشاع، وأن الفردوس حق لكل من أتى الله بقلب سليم.