رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عملية غور الأردن: الهجمات على "الحافلات" في إسرائيل.. ما دلالاتها؟

الحافلة
الحافلة

أدى هجوم إطلاق نار على حافلة تقل جنود إسرائيليين على طريق سريع رئيسي في غور الأردن أمس الأحد إلى إصابة سبعة أشخاص، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي، الذي أكد أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على الحافلة بالقرب من مستوطنة "حمرا"، مما أدى إلى إصابة سبعة جنود وسائق الحافلة المدني بإصابات خفيفة. ويأتي الهجوم وسط تصاعد العنف في الضفة الغربية.

تفاصيل العملية

كشفت التحقيقات الأولية حول الهجوم أن سيارة نقل استقلها مسلحون فلسطينيون تحركت خلف وراء الحافلة التي كانت تقل المجندين من وحدة كفير وهم بطريقهم الى الوحدة العسكرية في منطقة الأغوار، وأفيد أنه بعد تجاوز سيارتهم الحافلة قاموا بإطلاق النار تجاهها. وبعد توقف الحافلة قام المسلحون بسكب الوقود محاولين إحراق الحافلة التي استقلها الجنود. 

المجندون من وحدة كفير والذين كانوا في طريقهم الى القاعدة العسكرية في الأغوار التحقوا بالخدمة العسكرية قبل أسبوعين ولم يكونوا مسلحين، وكشف التحقيقات الأولية أن الضباط المسلحين الذين رافقوهم ردوا بإطلاق نار على المسلحين، والذي كانوا أطلقوا عشرات الرصاصات تجاه الباص الذي على ما يبدوا لم يكن محصنا. 

فر المسلحون من مكان الحادث، لكن اعتقل عناصر الجيش والشرطة اثنين منهم بعد فترة وجيزة، وهما مصابان بصورة خطيرة ويعانيان من حروق، وعلى ما يبدو فإن زجاجة حارقة اشتعلت في سيارتهما، وهما محمد وليد غوادرة ومحمد ماهر غوادرة من سكان مخيم جنين وتم العثور على العديد من الأسلحة النارية في مكان الحادث، وتم ضبط أسلحتهما داخل السيارة، ويقدر الجيش الإسرائيلي وجود عضو ثالث في الخلية، كان يختبأ في السهول القريبة، وتتواصل أعمال البحث عنهوتم أخذ المشتبه بهما للاستجواب من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك).

وأصيب بالعملية سبعة جنود، بينهم جندي حالته خطيرة نقل إلى مستشفى رمبام في حيفا وهو مخدر ومرتبط بأجهزة التنفس، بالإضافة الى سائق الحافلة في الستينات من عمره والذي توصف حالته بالطفيفة حتى متوسطة، حالة باقي الجنود المصابين توصف بالطفيفة وتم نقلهم إلى مستشفى "عيمق" في العفولة.

وأشاد وزير الدفاع بيني غانتس بالجنود الإسرائيليين لاعتقالهم المنفذين بعد الهجوم. وقال على تويتر "شنت قوات الأمن على الفور عملية مطاردة وألقت القبض على المشتبه بهم في الهجوم في عملية سريعة ومهنية".

تكرار عمليات “الحافلات”

الشهر الماضي، أطلقت النيران على حافلة إسرائيلية كانت تسير على طول الطريق 60، الطريق السريع الرئيسي بين شمال وجنوب الضفة الغربية، بالقرب من مستوطنة "عوفرا". وكانت الحافلة ممتلئة وقت الهجوم، وعُثر على ثمانية ثقوب على الأقل في نوافذ الحافلة وهيكلها، لكن لم تقع إصابات.

وقبل ذلك بأسبوع، استهدف هجوم مسلح استهدف حافلة وسط القدس أسفر عن ثمانية جرحى، بينهم اثنان في حالة خطرة، بحسب الشرطة الإسرائيليّة ومسعفين، في حين تم توقيف مشتبه به. 

دلالات العملية

بالنسبة لإسرائيل، فإن الهجمات على الحافلات تعيد إلى الأذهان العمليات في التسعينيات وأوائل الألفية الثانية، (فترة الانتفاضة الثانية)، والتي كانت في حينه تسبب وفيات وأعداد كبيرة من الجرحى، مثل هجوم حافلة كفار داروم في أبريل عام 1995 أسفر الهجوم عن مقتل سبعة جنود إسرائيليين ومدني أمريكي؛ فعودة هذا النوع من العمليات يشكل كابوساً لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وولديه انعكاسات واضحة على الشعور بالأمن لدى الإسرائيليين.

أما توقيت الهجوم، فهو يرتبط بشكل ما بالتوتر في الضفة الغربية، وبالعمليات الإسرائيلية والاعتقالات التي تنفذها إسرائيل هناك منذ عدة أسابيع.

من الناحية العملية، فإن إحباط إسرائيل لعمليات الحافلات تكون أقل نسبياً من العمليات الأخرى، فيوميا تتحرك مئات الحافلات في جميع أنحاء إسرائيل، وإذا كان الحديث يدور عن عملية "ذئب منفرد" أي منفذ ليس له انتماء تنظيمي، فإن القدرة على إحباط العملية تكون أقل.