رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حزب الكارهين وحرب الشائعات!

على طريقة النائحات المستأجرات، يكثف البعض جهوده هذه الأيام في نسج ونشر الشائعات عن حال الاقتصاد المصري "فقط الاقتصاد المصري" وكأن تقتصادات الدول تهرول جميعها منطلقة للأمام، ونحن فقط من ينحدراقتصادنا للخلف وأهله نيام! أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا اقتصادها زي الفل وإحنا اللي بنكح تراب! الاقتصاد العالمي كله يعاني من اشتداد الأزمات واستعار الأسعار ونقص السلع والخدمات وازدياد التضخم، وهو أمر معلوم للجميع من الشيخ المسن إلي الطفل الرضيع، ولكنه لا يعنيهم في قليل أو كثير كونهم مكلفين بإنجاز مهمة واحدة وهي الهجوم علي الاقتصاد المصري! تقارير وبيانات، تصريحات وتحذيرات، أسئلة وتوقعات، هرتلات وترهات.. مصر علي شفا الإفلاس وكان الله في عون الناس.. الاقتصاد مديون ومنهار، لعن الله الدين فهو هم بالليل ومذلة بالنهار.. الحكومة لن تفي بالالتزامات.. لن تتمكن من من سداد الأقساط، لن تستكمل المشروعات، وستمتنع عن تقديم الخدمات، هذا ما يردده حزب الكارهين لبلدنا صباح مساء وكأنهم ببغاوات! إكذب إكذب إكذب حتي يصدقك الناس، ثم إكذب بعدها أكثر حتي تصدق أنت نفسك، ويظهر أن أولئك الكارهين قد نجحوا في تصديق أنفسهم، وتوهموا أنهم قادرون علي خداع كل الناس كل الوقت، وهذا في حد ذاته درب من دروب الغباء وهم بالفعل أغبياء حتي وإن أظهروا العكس!
لا حديث لهم الآن إلا عن صندوق النقد، لا يشغلهم سوي الصندوق وفروضه، وشروطه وقروضه، وكأننا البلد الوحيد الذي طلب تمويلاً من الصندوق "الذي نحن بالمناسبة من أعضائه المساهمين" وليس في تعاملنا مع الصندوق وبرامجه أي نقيصة تذكر أو إتهام ينكر! كثرت أكاذيبهم عن اشتراطات الصندوق، فإذا تحدث عن إدارة المبادرات أشاعوا أنه يطالب بإلغائها، وإذا طلبنا منه تمويلاً قالوا إنه يشترط علينا أولاً أن نرفع الدعم عن الخبز، وهم في الحالين كاذبون، ثلة من الكارهين الحاقدين كرسوا جهودهم في إصدار البيانات والتقارير الكاذبة والشائعات! 
هم لم يتحدثوا عن أية إيجابيات، وكأنها غير موجودة، وكأنهم لا يرونها أو نظرهم ضعيف ورؤيتهم محدودة! 
ألم يزد دخل قناة السويس وتحويلات المصريين العاملين بالخارج؟
ألم يزد حجم صادراتنا من البترول والغاز؟ ألم يزد حجم صادراتنا من المواد غير البترولية؟  ألم يتراجع معدل البطالة؟ لماذا اقتصرت أحاديثكم علي ما تعتقدون أنها سلبيات؟ أولم يتوقع صندوق النقد نفسه أن تحقق مصر رابع أعلي معدل نمو للعام 2023؟ ألم تفي الحكومة بتنفيذ ما عليها من التزامات؟ هل غابت سلعة واحدة عن الأسواق أو المتاجر والمحلات؟
لقد انتهت السنة المالية الحالية ولدينا من الفائض الأولي مائة مليار جنيه، أي أن دولتنا قد تمكنت من من تغطية نفقاتها بالكامل عبر الاكتفاء من مواردها، وهو أمر يحسب لها بعيداً عن الصناديق والقروض وكان الغرض من طلب التمويل هو استكمال الإصلاحات.
إن أزمة الاقتصاد عالمية ولم تكن أبداً محلية، وما نعاني منه هنا هو نفس ما تعانيه باقي دول العالم وشعوبه، فلا تنصتوا إلي أكاذيب الكذابين، وإشاعات المغرضين، وترهات الحاقدين من الإخوان الملاعين أو الأعداء الممولين أو النائحين المستأجرين، أوبعض أولئك المرتدين لأقنعة المصلحين والحكماء المنظّرين وهم أجهل الجاهلين!
وأخيرًا نقول..  
في الظروف الصعبة اليأس خيانة، وتيئيس الناس "خيابة"، لقد نجحت مصر خلال العقد الأخير في تذليل الصعاب واجتياز المشكلات والعبورالآمن من الأزمات، وستنجح مجددًا بإذن الله في تحقيق المزيد من النجاحات،  فاطمئنوا.. بلدنا بخير واقتصادنا بخير، كتب الله لمصرنا ولأهلنا الخير.