بـ«فن الكوميكس».. «مي» تسرد قصة ريا وسكينة في «القضية 43 اللبان»
ما زالت قضية ريا وسكينة، بالإسكندرية، مصدر إلهام للكثير من الفنانين والمهتمين بالتاريخ، ورغم مرور أكثر من مائة عام على أحداث أشهر قضية في تاريخ المحاكم المصرية، قدمت رسامة شابة تفاصيل القضية بتصور جديد ونوع فن مختلف، يجذب كل من يراه للتلهف على تصفح كتابها المميز.
بيت علي بك الكبير، وتداعيات ثورة 1919، التي تصدرت عناوين الصحف، قسم اللبان، خضرة اللامي أول ضحية لريا وسكينة، ومشاهد من الأفلام التي تناولت القضية الأشهر على مر السنوات بالإسكندرية، وغيرها من الكادرات تجمعت في صفحات قدمتها الفنانة التشكيلية مُي كريم للجمهور السكندري بداخل بينالي مكتبة الإسكندرية الدولي العاشر لكتاب الفنان.
قالت مي كُريم، رسامة كوميكس وفنانة تشكيلية، من الإسكندرية، إن فكرة المشروع عبارة عن كتاب ينتمي لفن القصص المصورة الكوميكس، تحت عنوان «القضية 43 اللبان».
وأضافت «مي» لـ«الدستور»: “أن قصة الكتاب هو أنني أرسم عن قضية مشهورة مثل قضية «ريا وسكينة» الشهيرة، ولكن أتناولها بطريقة مختلفة، وأبرز كيف تناولت السينما القضية، وهذا جزء من الكتاب، والجزء الثاني هو رحلة ريا وسكينة من جنوب مصر حتى الوصول إلى الإسكندرية، وسرد الأحداث وكيف كانوا يقتلوا النساء، بالإضافة للحالة الاقتصادية التي كانت تمر بها الدولة في تلك الفترة خلال الحرب العالمية”.
اهتمام «مي» بتاريخ الإسكندرية، جعلها تبحث عن عمل تنفذ فيه تقنية الرسم القديم والذي يجتاز المائة عام، بفن الكوميكس، حيث كانت البداية في تنفيذها قصة ريا وسكينة.
وأوضحت أن فن الكوميكس عبارة عن كادرات تحكي قصة بطريقة متتالية، وكل كادر يتصل بالكادر الذي يليه، ويضاف إلى جمل كحديث أو دون، وهو يختلف عن فن الكاركتير لأنه يحكي القصة بشكل السرد، مشيرة إلى أنها في عام 2013 سافرت إلى ورشة في هولندا، ولم تكن تعرف الكثير حينها عن فن الكوميكس، وتعلمت هذا الفن جيدا، وعندما عادت، بدأت رسم الكوميكس.
وأشارت إلى أنها انتهت من الكتاب بصورته الكاملة منذ عامين، واستغرقت أكثر من عام ونص في دراسة القصة ورسم الكتاب، واستعانت بمراجع بكتب مثل كتاب البنك الأهلي، وهو كتاب قديم به معلومات عن زراعة وتجارة «القطن» في تلك الفترة، وكتاب رجال ريا وسكينة للكاتب صلاح عيسى، وهو ما أظهرته في مقدمة الكتاب بالإشارة إلى المراجع التي ساعدتني في المشروع.
وتابعت أنها اشتركت بكتاب القضية 43 اللبان عام 2020 في جائزة محمود كحيل في لبنان، وهي أكبر جائزة في الشرق الأوسط، وحصلت على أحسن قصة مصورة، وتشارك الآن في بينالي مكتبة الإسكندرية، حيث عرضت صفحات من الكتاب بشكل لوحات مصورة للزائرين.
وعن رأي الجمهور، أشارت إلى أن الفكرة نالت إعجاب الكثير، وأثنوا على الكتاب والقصة والسرد، موضحة أن فن الكوميكس في مصر، كان يقتصر على قصص ميكي وغيرها من القصص القديمة التي نشأنا عليها، ولكن أن تُقدم على عمل من التاريخ شيئ مختلف في داخل مصر، ولكن في الخارج ذلك موجود، وهنا نحن أمام منتج دسم، وليس قصة قصيرة تقرأ، خاصة أن الكتاب 308 صفحة، مؤكدة أن هناك مشاريع أخرى قريبة منها كتاب تحت عنوان «مفتاح المدينة» مستوحى من قصة جوستين رباعية الإسكندرية.
