رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عن مصر والمصريين».. كتاب يتتبع تاريخ ظهور الهوية

غلاف كتاب هوية مصر
غلاف كتاب هوية مصر والمصريين

عن هوية مصر والمصريين، عنوان الكتاب الذي أعده وقام بتحريره المؤرخ دكتور أحمد زكريا الشلق، وفيه يناقش قضية هوية مصر والمصريين، ومتي بدأ ظهور هذه المسألة، وكيف ارتبط ظهورها بالأزمات التي واجهت المصريين.

 

ويستهل “الشلق” حديثه عن مسألة هوية مصر والمصريين، بتتبع تاريخي لظهور هذه القضية، فيقول: "يبدو أن قضية أو مسألة هوية مصر، بكل تجلياتها وأصولها الاجتماعية والثقافية والتاريخية والجغرافية والفلسفية واللغوية، شغلت الكثير من الكتاب المثقفين في أعقاب الموجة الجديدة للحركة الوطنية المصرية التي تمثلت في ثورة يناير 2011 وتداعياتها، وكان من نتائج ذلك أن تداعت هيئتنا الثقافية إلي إعادة نشر المؤلفات التي عبرت عن هوية مصر وشخصيتها للأجيال الناهضة، كما أدلى العديد من الكتاب والمثقفين المصريين، على اختلاف تخصصاتهم وتوجهاتهم، بدلوهم وعبروا عن رؤاهم بشأن هذه المسألة.  

 

يشير “الشلق” إلي أن الحديث عن مسألة الهوية، بدأ في عشرينيات القرن المنصرم، في أعقاب ثورة 1919، فنجد أن الدكتور محمد حسين هيكل قد اقتحم بها مجال الأدب، فيما أسماه بـ “الأدب القومي”، حين كتب في أواسط العشرينيات بعض المقالات والإسهامات الإبداعية التي امتد بها من العصر الفرعوني إلي العصر الذي يعيشه، حين تأثر بزيارته لآثار توت عنخ آمون ووادي الملوك، فاستوحى من الزيارة قصتين، هما “أبيس”، و"سميراميس"، نشرهما في كتابه “أوقات الفراغ” عام 1925، فأضاف فصولا عن الأدب القومي الذي استكمل الحديث عنه في كتابه التالي “ثورة الأدب” 1933 فأضاف فصولا عن هذا الأدب القومي، وعلاقة التاريخ به، ثم قدم محاولات إبداعية جديدة في نفس المجال “عن إيزيس، وراعية هاتور، وأفروديت”. 

 

ويضيف “الشلق؛: أنه لم يستمر في هذا الاتجاه مكتفيا بما كتب، لأنه عاد إلي كتابة قصص مصرية من واقع الحياة المعاصرة له مستلهما مادتها، كأدب قومي، من الواقع الذي يعيشه. ولعل ذلك يذكرنا بنجيب محفوظ الذي قرر أن يصوغ تاريخ مصر القديم في أربعين رواية، وربما كان سيمضي بعدها إلي بقية عصور التاريخ المصري، لكنه لم ينجز منها سوى ثلاث روايات معروفة، لأن الواقع بإغراءاته وصراعاته الاجتماعية والسياسية جذبه إلي ما أسماه نقاده بالمرحلة الواقعية.

 

ويلفت “الشلق” إلي أن الدكتور محمد حسين هيكل: رأي أن الأدب المصري المميز لشخصية مصر تمتد أصوله من مصر القديمة إلي مصر الحديثة، وأن هذا الأدب يعد ملمحا من ملامح تكوين مصر وهويتها الخاصة، فعبر عما بين مصر القديمة ومصر الحديثة من اتصال نفسي وثيق .. وبين أن الناس يخطئون عندما يعتقدون أن ما طرأ علي مصر منذ عصور الفراعنة من مقومات حياة الأمم، قد فصل بين الأمة المصرية الحاضرة وبين الأمة المصرية القديمة فصلا حاسما، جعلنا إلي الرومان والعرب أقرب منا إلي أولئك الذين عمروا وداي النيل في ألوف السنين التي سبقت المسيحية. مع أن الدم الذي يجري في عروقهم يجري في عروقنا.  

 

ويوضح “الشلق”: ولقد استخدم هيكل تعبير “قوميتنا الأدبية” ربما ليوضح أن الأدب المصري القديم لم يعد من مكونات الأمم القومية.