الهند ومصر تحتفلان بالذكرى الـ75 للعلاقات الدبلوماسية بينهما

تحتفل الهند ومصر، اليوم الخميس، بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية في 18 أغسطس 2022، وتمتعت الهند ومصر باتصالات وثيقة منذ عدة قرون مضت. 

ويكتسب عام 2022 أهمية خاصة، حيث نحتفل بمرور خمسة وسبعين عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الهند ومصر، فقد يعتزم البلدان تنظيم عدد من الفعاليات لإحياء هذه المناسبة.

فمن المقرر أن نقوم بتنظيم الدورة المقبلة من مهرجان "الهند على ضفاف النيل" خلال أكتوبر 2022، ويضم المهرجان عروضا لأشكال الرقص الهندي الكلاسيكي المختلفة إلى جانب مجموعة متنوعة من الفعاليات الخاصة بالمأكولات الهندية واليوجا والأفلام الهندية.

وتوقعت السفارة الهندية في القاهرة، عبر بيان لها، أن تشهد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية نموا ملحوظا خلال المستقبل القريب، مما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية العريقة بين بلدينا والتي تعود إلى آلاف السنين، حسبما أشار المسئول الإعلامي بالسفارة أحمد إبراهيم. 

نشؤ صداقة وثيقة منذ عام 1955

وتشير مراسيم الإمبراطور أشوكا في الهند إلى علاقته بمصر في عهد بطليموس الثاني، فضلاً عن العصر الحديث، كان المهاتما غاندي وسعد زغلول يؤمنان بأهداف مشتركة بشأن استقلال بلديهما، وهي علاقة أدت إلى نشوء صداقة وثيقة واستثنائية بين الرئيس ناصر ورئيس الوزراء نهرو، مما أدى إلى توقيع معاهدة صداقة بين البلدين في عام 1955 وتأسيس حركة عدم الانحياز.

علاقات تعزيزية بين مصر والهند في عهد الرئيس السيسي

 أدى التفاعل السياسي المستمر على أعلى المستويات إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.

كما أعطت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي للهند في أكتوبر 2015 وفي سبتمبر 2016 مزيدًا من الزخم لعلاقات الأخوة والود مع مصر.

وقامت وزيرة الشئون الخارجية الهندية السيدة سوشما سواراج بزيارة مصر في عام 2015 وزار وزير الخارجية المصري سامح حسن شكري الهند في عام 2018، فضلاً عن عدة زيارات وزارية أخرى بين البلدين.  

جائحة كورونا 

وخلال جائحة كوفيد -19، أجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي والرئيس السيسي مكالمات هاتفية أعربا فيها عن تضامنهما مع بعضهما البعض في محاربة هذا الخطر من خلال التعاون المتبادل. وقامت مصر بشراء 50000 جرعة من لقاح Covid-19 "صنع في الهند" بينما اشترت الهند 300000 جرعة منرمديسيفير لمحاربة الموجة الثانية من Covid في الهند في مايو 2021.

بالإضافة إلى ذلك، أرسلت مصر ثلاث طائرات تحمل مساعدات طبية إلى الهند في مايو 2021 مما ساعد في إنقاذ العديد من الأرواح.

وقد زاد حجم التجارة الثنائية بسرعة بنسبة 75٪ في عام 2021-2022، ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق محققا 7.26 مليار دولار أمريكي. 

وتظهر الأرقام التجارية لأول شهرين في هذه السنة المالية استمرار النمو.

وتقوم حوالي 50 شركة هندية بالعمل في مصر بإجمالي استثمارات تتجاوز 3.15 مليار دولار في قطاعات مثل: الملابس والزراعة والكيماويات والطاقة والسيارات وتجارة التجزئة وغيرها.

وبشكل عام، توفر هذه الشركات فرص عمل مباشرة لما يقرب من 38000 مصري.

ضخ استثمارات إضافية في مصر 

ويقول أحمد إبراهيم، إن الشركات الهندية العاملة في مصر تقوم بضخ استثمارات إضافية بقيمة 700 مليون دولار أمريكي، كما أبدى العديد من الشركات الهندية اهتمامًا بمشروع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في مصر، بما في ذلك مذكرة التفاهم الأخيرة التي أبرمتها شركة Renew-Power لاستثمار 8 مليارات دولار في مصر.

وقام أكثر من عشرة وفود تجارية تضم حوالي 300 شركة هندية بزيارة مصر خلال العام الماضي، وذلك للمشاركة في المعارض التجارية وإجراء المحادثات التجارية.

كما قامت السفارة الهندية في القاهرة، بتفعيل الآليات المؤسسية من خلال عقد الدورة الخامسة لاجتماعات "اللجنة التجارية الهندية- المصرية المشتركة" والدورة الخامسة لمجلس الأعمال المشترك خلال يوليو 2022 لبحث أوجه التعاون الثنائي من أجل تعزيز الشراكة بين البلدين.

مجالات الدفاع بين البلدين

وشهدت علاقات التعاون الثنائي بين الهند ومصر في مجال الدفاع نموا مضطردا، حيث  قامت القوات الجوية للبلدين بإجراء أول تدريب جوي تكتيكي مشترك وهو تدريب "محارب الصحراء" في أواخر أكتوبر 2021 في مصر. وقام رئيس الأركان الجوية الهندية، فريق أول طيار في.أر. 

وشاركت البحرية المصرية أيضًا في تدريب البحرية الهندية متعدد الأطراف "ميلان-2022"، والذي عقد في فبراير ومارس 2022 في الهند. وقامت فرقة تابعة للقوات الجوية الهندية مؤلفة من 57 فردًا وثلاث طائرات مقاتلة طراز سوخوي-30 وطائرتين طراز سي-17 بزيارة مصر للمشاركة في برنامج القيادة التكتيكية الذي استمر على مدى شهر يونيو 2022. 

كما تقوم سفن البحرية الهندية بزيارات ودية للموانئ المصرية على نحو منتظم، وقام القائد العام للقوات الجوية المصرية الفريق طيار محمد عباس حلمي بزيارة الهند خلال الأسبوع الأول من يوليو 2022.

وتُظهر مبادرة مصر لاستضافة مؤتمر المناخ COP-27 في شرم الشيخ خلال نوفمبر 2022 استعداد مصر وقدرتها على لعب دور حاسم في القضايا ذات الاهتمام العالمي، وستشارك الهند بوفد كبير في مؤتمر المناخ وستعمل عن كثب من أجل إنجاح هذا المؤتمر.