رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نظام عالمى جديد.. حرب أوكرانيا تشعل التوترات الدولية بين القوى الكبرى

بوتين
بوتين

قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن الغرب يسعى إلى إقامة حلف مشابه للناتو، في منطقة المحيط الهادئ، مؤكدًا أن روسيا والصين ستتصدى للهيمنة الغربية، مشيرًا إلى أن النظام العالمي أحادي القطب أصبح في طي النسيان، كما أن مفاهيم العولمة وأحادية القطب باءت بالفشل.

وأكد بوتين خلال افتتاح مؤتمر موسكو للأمن الدولي أن «عالم متعدد الأقطاب» يفتح المجال للتصدي لكل التحديات والنزاعات والإرهاب، متهمًا الغرب بمحاولة نشر الفقر وتصدير الأزمات للدول الأخرى، لكن روسيا والصين ستحافظان على سيادتهما ولن تخضعا للضغوط الخارجية.

تحدي روسي لنظام الهيمنة الأمريكية

وتعليقًا على التحولات بالنظام العالمي، قالت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه بعد تكرار الاستفزازات الأمريكية للصينيين عن طريق الزيارات السياسية رفيعة المستوى لتايوان وما يشكله ذلك من تهديد لمبدأ الصين الواحدة الذي تم الاستقرار عليه كعرف دولي خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات حملت انتقادات واضحة للسياسات الأمريكية التي تسعى لإشعال الأمور في العالم.

وأوضحت نرمين كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن  تصريحات الرئيس الروسي تؤكد أن هناك حالة من الضجر من استمرار الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتوفير إمدادات السلاح لأوكرانيا ما يسهم في إطالة أمد الصراع حتى الآن ومستقبلًا كذلك، ويبدو أن واشنطن تسعى في تطبيق نفس السياسات في تايوان الآن عن طريق دفع الأمور لنقطة اللاعودة ظنًا منها أنها تستطيع بذلك خلق مسار مواز لحلف شمال الأطلسي في القارة الآسيوية، حيث ترى أن التحالف الروسي– الصيني هو ما يقوض هذا الطموح حتى الآن.

وتابعت (كامل) «يمكن فهم أن موسكو وبكين حريصتان على تقوية التحالف الذي يجمعهما لأن فيه تحجيمًا لمسألة القطب الواحد ورادعًا للطموحات الغربية وهو ما أكده وزير الدفاع الروسي من خلال تصريحات أكد فيها أن حرب أوكرانيا استطاعت إنهاء أسطورة الهيمنة الغربية».

تحالف الصين وروسيا تكتيكي أم بداية نظام عالمي جديد؟

وتابعت (كامل) «يبقى السؤال الأهم: ماذا لو اندلعت حرب أخرى بين الصين وتايوان – أين سيقف الروس من الحرب وما انعكاسات تحالفهم مع الصين على سير الحرب وهو ما يحيلنا إلى عدد من النقاط كالتالي»، يتم التعويل على الموقف الروسي من الأزمة التايوانية باعتباره حاسمًا، وذلك كما تم النظر تمامًا للموقف الصيني في وقت اشتعال الأزمة الروسية – الأوكرانية؛ وعلى الرغم من الدعم الذي قدمته موسكو للصين، الذي انعكس في تصريحات الكرملين والخارجية الروسية التي أدانت زيارة بيلوسي لتايوان ووصفتها بالاستفزازية، إلا أن علامة الاستفهام هنا يتم وضعها حول حدود الدعم الذي يمكن أن تقدمه موسكو لبكين في حال اضطرت الأخيرة لشن عملية عسكرية. 
ولفتت «كامل» إلي أن التصريحات الروسية على خلفية الزيارة، كانت أكثر وضوحًا وأكثر سرعة من التصريحات الصينية إبان الأزمة الأوكرانية، حيث أصرت فيها بكين على الحفاظ على نوع من الحياد التكتيكي حتى لا تكون عرضة لعقوبات اقتصادية تنهك اقتصادها المنهك بالأساس، فقد أبدت بكين تفهمًا لمتطلبات روسيا على صعيد الأمن الاستراتيجي، ودعت الغرب إلى الحوار مع موسكو في هذا الشأن، لكنها تجنبت إعطاء إشارات مباشرة إلى دعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

تعاون روسي صيني لمواجهة الهيمنة الأمريكية

وأوضحت «كامل»، أنه حين تمتلك الصين وروسيا تعاونًا عسكريًا على مستوى رفيع ينعكس في دعم موسكو لبكين لامتلاك التقنيات العسكرية الروسية المتطورة، من الغواصات والمدمرات، وتكنولوجيا الأسلحة، التي استفادت منها الصين في تطوير طائراتها ومطاراتها، وقواتها البحرية، وقدراتها الحربية والعسكرية، ودفاعها الجوي. 

وأوضحت «كامل» أنه على أي حال، فإن هذا هو الحد الفاصل للدعم العسكري الذي يمكن أن تقدمه موسكو لبكين إذا ما سارت الأمور للأسوأ، لأن موسكو بالأساس منشغلة بتحركات مضنية لجيشها في أوكرانيا وسوريا ومن البديهي أنها لن تورط نفسها في المزيد.