رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ودع أهالى ضحايا حريق كنيسة أبى سيفين ذويهم ؟

جانب من تشييع الجثامين
جانب من تشييع الجثامين

صارت تحمل ملابسه البيضاء، وهي تجر قدماها، تخشى اللقاء الأخير، تحبس دموعها كأنها ترى كابوسا تتمنى أن ينتهي، إلا أنه كان حقيقة صادمة انتهت بصلوات جناز داخل كنيسة، اتشحت بالأسود وأصوات الصراخ سادت جميع أركانها، لم يكن هذا المشهد داخل فيلم درامي مؤلم إلا أنه واقع مرير شعر  به أكثر من 40 أسرة، وودعت اليوم ذويها جراء حادث حريق كنيسة القديس أبي سيفين بإمبابة، والذي راح ضحيته 41 شخصا وعدد آخر من المصابين.

 

وتروي «الدستور» حكايات ليلة الوداع الأخير في حياة أهالي ضحايا حريق كنيسة أبي سيفين، ومشاهد من الحزن خلدت في ذاكرة الكنيسة اليوم.

 

راعى الكنيسة يكمل قداسه بالسماء 

«بابا كمل قداسه في الصلاة »، بهذه الكلمات كانت تعزي ابنة راعي كنيسة أبي سيفين بإمبابة القس «عبد المسيح بخيت» والدتها التي حملت زي الكهنوت الأبيض الخاص بالكاهن، خلال صلوات جناز ضحايا الحريق الذي وقع صباح اليوم والتي أقيمت بكنيسة السيدة العذراء مريم والملاك ميخائيل بالوراق.

 

في مشهد اتسم بالقوة رغم الألم الحزن قالت الابنة «فيرا» ابنة القس عبد المسيح بخيت خلال صلوات الجناز لوالدتها إنه أصبح مكانه بالسماء، وأكمل صلوات قداسه الأخير عند الله وهو في قمة شجاعته حيث حرص على إنقاذ الأطفال الذين أصيبوا بالحريق الذي نشب بالكنيسة اليوم.

 

من جانبها، قالت «نيفين وليم» ابنة عم الكاهن المتوفى إنه عاش حياة مليئة بالفضيلة كان محباً للجميع وللخدمة والكنيسة منذ صغره.

 

 وأشارت «وليم» لـ«الدستور» إلى أن القس عبدالمسيح بخيت كان يقدم المحبة للجميع من أقاربه وأيضاً من شعب كنيسته الذي ضحى بحياته لأجلهم، حيث أنهى لحظاته الأخيرة في انقاذ أطفال الحضانة بالكنيسة عقب نشوب حريق بها ما أودى بحياته.

 

من الإسكندرية إلى الوراق ..لإلقاء النظرة الأخيرة قبل الوداع

«ليه سبتونا بدري ..أنا جايالكم من إسكندرية عشان أودكم وبحبكم».. هكذا وصفت السيدة حنان أحد أقارب الأسرة التي راحت ضحيتها 6 أشخاص من بينهم 3 أطفال ووالدتهم والجدة والخالة، مشاعرها تجاه فقدها أبناء خالتها في حادث الحريق اليوم.

 

وقالت «حنان» إنها تشعر بالحزن لفقدها 6 أفراد من عائلتها خلال يوم واحد جراء هذا الحادث، مؤكدة أنها جاءت خصيصاً من الإسكندرية للوداع الأخير لأسرتها،  وتسأل أن يمنحهم العزاء لفقدهم.

 

راعى كنيسة الوراق: حادث مؤلم على الجميع 

قال القمص «داود إبراهيم» راعي كنيسة الوراق التي أقيمت بها صلوات جناز ضحايا حادث كنيسة أبي سيفين إمبابة إن الحادث مؤلم على الجميع، وهناك أسر كثيرة تألمت لفقد ذويها في هذا الحريق.

 

وأشار «إبراهيم» إلى أن الحريق جاء جراء حريق بالمولد الكهربائي الخاص بالكنيسة، وعدد كبير من الضحايا من الأطفال، وهذا الأمر مؤلم لنا جميعا ولذويهم بشكل خاص، وندعو الله أن يمنحهم العزاء، واثقين أن مكانهم في السماء؟