رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد ميلادها الـ 84

نجاة الصغيرة.. وحيدة فى سكة العاشقين (بروفايل)

نجاة الصغيرة
نجاة الصغيرة

لقّبت نجاة الصغيرة  بالعديد من الألقاب منها «صوت الحب»، «الصوت الدافئ»، «صوت القرن العشرين»، و«صوت السكون الصاخب» الذي أطلقه عليها محمد عبدالوهاب و«النعامة الصغيرة» والذي أطلقه عليها الكاتب الصحفي الراحل جليل البنداري. 

وولدت نجاة محمد كمال حسني في 11 أغسطس 1938 داخل منزل متواضع بحي عابدين بالقاهرة، وكان والدها يعمل خطاطًا بارعًا وكانت أولى خطوات الشقاء لنجاة هو طلاق والدتها وهي في الرابعة من عمرها، لتعيش مع والدها في رحلة عناء، بحسب أغلب الروايات تشير إلى أن والدها كان قاسي القلب في التعامل مع ابنته، فقد كان يؤمن بأن تعليم الأولاد يفسد مواهبهم الفنية إلى جانب معاملته الجافة لها فكان يسقيها الخل عنوة حتى يمنع نموها، وتظل دوما نحيفة، وبذلك تظل أمام جمهورها المعجب بصوتها الغض الرقيق المطربة الصغيرة والطفلة المعجزة، التى تقلد أم كلثوم فى غنائها ووقفتها وحركاتها وسكناتها إذ كان يعتقد أنها لو بدت كبيرة السن وممتلئة، فربما فقد الذهب الذى تبيضه الدجاجة بعد كل حفلة تغنيها نجاة.

تشير أغلب المصادر إلى أن الموهبة الفنية لنجاة الصغيرة ظهرت مبكرًا جدًا، واكتشف والدها ذلك فأخذ يتردد بها على المسارح ومتعهدى الحفلات، ثم قدمها للمرة الأولى في حفل وزارة المعارف عام 1944، ولم يكن عمرها تجاوز بعد السنوات الست.

وقدمت نجاة أول فيلم لها بعنوان «هدية» 1947 في سن الثامنة، وكتب عنها الكاتب الصحفي فكري أباظة في بداية ظهورها: «إنها الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية حتى يشتد عودها، وفي حاجة إلى عناية حتى تكبر، وهي محافظة على موهبتها، مبقية على نضارتها».

عندي عقدة من السينما 

وشاركت نجاة في العديد من الأفلام، لكن أصابتها عقدة وهو ما أشارت إليه في حوارها مع مجلة «الجيل» في عددها الصادر 4 أبريل 1957: «عندي عقدة من السينما فقد فشلت في أول فيلم قمت فيه بدور البطولة وهو (بنت البلد) ولم يكن الدور مناسبًا لشخصيتي، فقد كان من النوع الكوميدي، وكان بطله إسماعيل يس، وأنا بطبيعتي أميل إلى تمثيل التراجيديا، وصوتي نفسه فيه رنة حزن، وكنت أتصنع وأبالغ في تقديم المواقف المضحكة، لهذا فشلت ونتج عن فشلي أنني أصبحت أخشى الوقوف أمام الكاميرا مع أنني لا أشعر بذرة من الخوف وأنا أواجه آلاف المستمعين على المسرح».

وتابعت «معظم المنتجين والمخرجين الذين طلبوا مني العمل في السينما، فعلوا ذلك لأنني مطربة ناجحة، لا لأنني ممثلة موهوبة، وأنا لا أحب أن أقدم للناس تمثيلاً هزيلاً تُحشر فيه مجموعة من الأغنيات من الممكن أن أقدمها لهم في الإذاعة، أنا أريد إذا مثلت أن يكون مستوى تمثيلي في نفس مستوى غنائي، وأن يكون الغناء عنصرًا أصيلاً في الفيلم، وأن تكون القصة جديدة محبوكة، وأن يتركني المخرج أتحرك في بساطة وبلا مبالغة أو تمثيل».

ونجحت نجاة في أن تكون واحدة من أبرز مطربات جيلها، حيث لحّن لها العديد من أبرز ملحّني مصر وعلى رأسهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، ومحمود الشريف، ومحمد الموجي وغيرهم.