رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس المركز الأورمتوسطى: «التنمية الروحية هى جوهر بناء الإنسان»

المركز الاورومتوسطى
المركز الاورومتوسطى لداراسة الإسلام اليوم

شارك الدكتور منير القادرى بودشيش رئيس المركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم الإثنين، فى فعاليات الليلة الرقمية 116، التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بالتعاون مع مؤسسة الجمال في إطار فعاليات ليالي الوصال "ذكر وفكر".

وقال "القادرى"، خلال مشاركته فى فعاليات الليلة الرقمية 116:" يجب ألا يكون القلب خاليًا أجوف، مذكرا بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية  الشريفة منها بقوله الله سبحانه وتعالى في هذا المعنى: { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (سورة غافر، الآية:14)، مفسرًا الآية بقول الإمام المناوي: «أي لا يعبأ سبحانه بسؤال سائل غافل عن الحضور مع مولاه مشغوف بما أهمه من دنياه، والتيقظ والجد في الدعاء من أعظم آدابه ». 

وأكد رئيس المركز الأورومتوسطي، ضرورة الدعاء بقلب متيقظ خال من النزوات والشهوات والعلائق، موردا قول الفخر الرازي: «أجْمَعَتِ الأمَّةُ عَلَى أنَّ الدُّعَاءَ اللسَانِيَّ الخَالي عن الطلب النفساني قليل النفع عديم الأثر». 

وبيّن «بودشي» أركان الدعاء وأجنحته وأسبابه وأوقاته انطلاقًا مما جاء في تفسير القرطبي: «إن للدعاء أركان وأجنحة وأسبابا وأوقاتا فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح» ، موضحًا أن أركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع، وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم.

كما فصَّل في بيان أسباب قبول الدعاء، ذاكرًا منها: تحري المأكل الحلال وترك الذنوب وسيء الأفعال، وفعل الصالحات من الأعمال موردًا مجموعة من أقوال السادة العلماء منها قول  شيخ الإسلام ابن تيمية: "التوَسُّلُ والتوَجُّهُ إلَى اللهِ وسؤَالُهُ بالأعمال الصالحة التي أمر بهَا هُوَ كدُعَاءِ الثلَّاَثَةِ الذين آووا إلى الغار بأعمالهم الصالحة، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم، فهذا مما لا نزاع فيه، بل هذا من الوسيلة التي أمر الله بها في قوله تعالى:{يَا أيُّهَا الذْينَ آمنوا اتَّقُوا اللهَ وابْتَغُواْ إليْهِ الوَسِيلَةَ}.  (سورة المائدة، الآية:35.) ، وقوله سبحانه وتعالى: {أولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} (سورة الإسراء، الآية:57) ".

ورغّب رئيس مؤسسة الملتقى في لزوم باب الدعاء وعدم تركه بقوله: "وجه وجهك مضطرًا وأخلص بقلبك في الدعاء لمولاك، فهو المنعم المتفضل لِهُدَاك، ادعوا الله في ثلث الليل الأخير، ادعوه بين الآذان والإقامة، ادعوه قبل غروب الجمعة، ادعوه في وقت نزول المطر، ادعوه في الرخاء، ادعوه في وقت الشدة، ادعوه في السفر والحضر، عود لسانك الدعاء ولا تفتر ولا تنقطع"، موردًا قول الحافظ الذهبي:« منْ أدْمَنَ الدُّعَاءَ وَلاَزَمَ قَرْعَ البَابِ فُتِحَ لَهُ ».

وأوضح أن دعاء الله تعالى هو شفاء للقلوب به تتحقق سعادة الدارين ، وأن فيه راحة للنفس وشفاء لما في الصدور، يجده فيه العبد أنسًا وسعادة، ويبث فيه كل ما يختلج في صدره طالبًا من خالقه الرحمة والمغفرة والحفظ وتفريج الهموم والحياة الكريمة السعيدة، مما يثمر الطمأنينة والسكينة ويمنح الأمل والثقة واليقين في موعود الله ويدفع اليأس القاتل والحزن الثقيل والحيرة المدمرة، وأردف أن الداعي يستحضر في قلبه وفكره عظمة الله عزوجل، وأنه على كل شيء قدير، وأن بابه مفتوح حين تغلق الأبواب، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، مستشهدًا بمجموعة من الآيات القرآنية منها قوله عزوجل: (إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (سورة يس الآية 82).

 واختتم كلمته بالإشارة الى أن المتأمل في غايات ومقاصد النبوة يجد أن التربية الروحية المتوازنة والمثمرة واللجوء إلى الله تعالى في السراء والضراء هي من المقاصد الجليلة والغايات الكبيرة التي يتوخاه ديننا الحنيف، وزاد موضحًا أنها تربية تعنى بمعالجة القضايا الأخلاقية والتنمية الروحية للإنسان بتواز مع معالجة مشكلات الحياة الأخرى لأن التنمية الروحية هي جوهر بناء الإنسان وأساس نهضة المجتمع بل هي مرجع العمران البشري في الأرض.