رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يوم انقلاب السحر على الساحر».. حكاية فريد شوقى مع العربجى

فريد شوقي
فريد شوقي

تحل في الغد 30 يوليو ذكرى ميلاد ملك الترسو الفنان فريد شوقي، حيث ولد في 30 يوليو من عام 1920، ولفريد شوقي العديد من الحكايات والمواقف التي دونتها الصحف في وقتها مثل مجلات الكواكب والموعد وغيرها.

من هذه الحكايات ما ذكرته مجلة الكواكب في تقرير لها تقول فيه: "إن فريد شوقي كان يقود سيارته يغالب النعاس بعد يوم شاق في تصوير أحد الأفلام، وكان معه رفيق في السيارة، ولم يلحظ أن أمامه عربة كارو تحمل بعض أقفاص الفاكهة يجرها حمار عجوز، ويقودها عربجي نصف نائم، فاصطدمت السيارة بالعربة الكارو صدمة خفيفة، ونزل رفيق فريد شوقي ليطمئن على العربجي، والذي قال له إن كل شيء بخير وأنه لم يصب بأي ضرر، وأن كل ما أصابه هو أنه استيقظ من النوم مضطربًا يحمد الله، وكاد رفيق فريد شوقي يركب السيارة وينتهي الأمر سوى أن فريد شوقي نزل من سيارته في هذه اللحظة ومعه عشرون جنيهًا قدمها للعربجي قائلًا: "خد ومتكونش زعلان"، وتحقق العربجي من ملامح فريد شوقي راح يصرخ: "الحقوني.. آه آه، انا عاوز الإسعاف، عاوز الحكومة"، وراح فريد شوقي يتلفت حوله في دهشة خوفًا من أن يحول صراخ الرجل لزحام فلا ينتهي الموقف.

ونظر فريد شوقي للرجل قائلًا: "طيب بس متزعقش كدا، انت سليم مفيش حاجة، لكن زي بعضه عاوز كام؟"، لكن العربجي راح يصرخ: "انا عاوز الطبيب الشرعي، عاوز وزير الداخلية، والنائب العام"، وثارت أعصاب فريد شوقي وتقدم رفيق فريد من العربجي وقال له: "الحركات دي عيب، ومش هتفيدك، خد العشرين جنيه من الأستاذ فريد واحمد ربنا"، وقال فريد: "العشرين شوية عليك، انا هديك خمسين جنيه حلال على أولادك"، لكن العربجي استمر في الصراخ وأخذ يضرب دماغه في خشب العربة حتى يحدث في نفسه إصابات، بينما توقفت السيارات ونزل الكثير منها رجالًا ونساء بملابس السهرة، والتفوا حول فريد شوقي وراح يصافح بعضهم بينما العربجي مستمرًا في صراخه ورمى نفسه على الأرض وراح يبكي بقوة، وكيف أن أولاده وزوجته سيكون مصيرهم الضياع ومن المدهش أن البعض تعاطف معه، وتطوع بعضهم بفحصه وقال أحدهم إن عنده ارتجاج في المخ، وقال الآخر ربما به كسور في الضلوع، وتحول المعجبون بفريد شوقي لناقمين عليه، وفي الأخير جاءت سيارة شرطة ونزل منها ضابط سيطر على الموقف في دقائق، وبدأ بفحص العربجي، ولما تبين خلوه من أي شيء نهره أمام الناس وراح جمع الناس يتفرق ووجه الضابط حديثه للعربجي: "هل ترغب بنقلك للمستشفى؟، لكن العربجي هز رأسه نفيًا وقال:" لا أنا سليم الحمد لله والأستاذ فريد راجل جدع قال إنه هيديني خمسين جنيه".

وأخرج فريد شوقي المبلغ ليمنحه للعربجي لكن الضابط تدخل: "ولا مليم يا أستاذ فريد قبل تحرير محضر بالحالة"، فنصحه الضابط أن العربجي قد يأخذ المبلغ ويرسل للصحف وغيرها ويشيع الأمر لمحاولة توريطه في تعويض كبير، وذهب الجميع لقسم الشرطة وتم تحرير محضر بالواقعة.